تحالف فيس بوك جوجل آبل لإيقاف زحف دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا

دونالد ترامب
آبل فيس بوك جوجل تسلا وأمازون … الكثير يحاربونه!

وصلت الإنتخابات الأمريكية إلى فصولها الأخيرة تقريبا وأصبح واضحا أن معركة الرئاسة تدور بين محترفة الديبلوماسية السيدة هيلاري كلينتون والملياردير العبقري السيد دونالد ترامب، وبالتالي فإن الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية سيكون واحدا منهما ولا خيار آخر.

وفيما تحاول الشركات أن تكون محايدة في هذه الصراعات السياسة ضمن نطاق عملها، فإن عمالقة أمريكا ولأول مرة يدخلون في صراع سياسي علني ضد فصيل سياسي يحتمل أن يصل إلى سدة الرئاسة الأمريكية في نهاية المطاف.

زيارة سريعة للمواقع الإخبارية الأمريكية والعالمية ستلاحظ أن كل واحد لديه ايديولوجية يخدمها ويؤمن بها، ما بين مواقع تتهجم طيلة الوقت على دونالد ترامب وأخرى تبحث عن عثرات وفضائح هيلاري كلينتون، فيما بعضها من يحاول الجمع بينهما والوقوف على الحياد.

ويبدو أن هذه المعركة لم يستخدم فيها وسائل الإعلام كما العادة فقط بل أيضا خدمات الإنترنت التي تقدمها فيس بوك وجوجل وآبل وشركات تقنية يقال أنها اجتمعت سرا خلال الأسابيع الماضية واتفقت على شيء واحد وهو منع دونالد ترامب من الوصول إلى الرئاسة.

والحقيقة أن دونالد ترامب كان من أشد المعارضين لقرار آبل عدم التعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وقد تهجم عليها معتبرا قرارها بأنه تشجيع على الإرهاب، خصوصا وأنها عارضت فك تشفير آيفون 5 سي للإنتحاري والوصول إلى محتويات هاتفه والرسائل التي تبادلها مع المجموعات الإرهابية التي يتواصل معها فيما دعا مؤخرا أنصاره إلى مقاطعة منتجات آبل.

ويؤمن دونالد ترامب أنه على الشركات التقنية العاملة في البلاد التعاون مع السلطات في قضايا مكافحة الإرهاب والتعاون في إنهاء المجموعات الإرهابية النائمة والتي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وتنشط هناك بشكل سري وهو ما تراه الشركات التقنية محرجا للغاية بالنسبة لها خصوصا وأنها تروج لخدماتها على أنها آمنة ومشفرة ولا يمكن التجسس على ما يقوله الناس في الرسائل الخاصة والدردشة على خدماتهم أو تتبع أنشطتهم الأخرى وهو غير صحيح البثة خصوصا أن فضيحة PRISM أكبر دليل على ذلك.

عودة إلى فبراير الماضي وقبل خلاف دونالد ترامب و آبل، نجد أن جوجل بدأت مبكرا في محاربته من خلال اضافة كلمة Loser.com إلى شريط البحث أو المتصفح الخاص بها ليحولك إلى صفحته على ويكيبيديا وهذا على خلفية هزيمته في سباق الترشيح الرئاسي للحزب الجمهوري في ولاية آيوا أمام السيناتور تيد كروز.

ويمكنك أن تجرب ذلك بوضع Loser.com في المتصفح أو جوجل وسيتم توجيهك إلى صفحته على ويكيبيديا ما يعد تصرفا مستفزا من الشركة الأمريكية وتحيزا واضحا للفريق الآخر.

من جهة أخرى أكدت وسائل إعلام عالمية أن المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات التقنية ومنهم جوجل وآبل قد عقدوا اجتماعا سريا في ولاية جورجيا الأمريكية على هامش المنتدى السنوي لمعهد الأعمال التجارية للنقاش حول الطرق والحلول التي يمكن اعتمادها لمنع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة خصوصا وأن خدماتها تستخدم من طرف غالبية الشعب الأمريكي الذي يتابع الأخبار ويبحث عليها في جوجل ويتابعها على مواقع التواصل الإجتماعي منها فيس بوك و تويتر وأيضا جوجل بلس.

هذا يعني في الواقع أنه يمكن لشركة جوجل أن تتلاعب بنتائج البحث من خلال إظهار الأخبار المضادة لدونالد ترامب والمقالات الهجومية والتي تظهر مساوئه أكثر من المقالات والأخبار المكتوبة من جهات داعمة له أو حتى ناقلة للواقع كما هو دون أي تزيين أو تشويه.

فيما يمكن لشركة آبل أيضا أن تكون مؤثرة من خلال فلترة الأخبار والمقالات على تطبيق الأخبار الذي يعمل في دول عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

حتى أمازون التي اتهمها دونالد ترامب بأن مؤسسها جيف بيزوس يحاول أن يكون له نفوذ سياسي من خلال الاستحواذ على صحيفة واشنطن بوست دخلت على الخط بشكل سري وقد تستغل هذه الجريدة واستثماراتها في مواقع مشهورة ومنها Business Insider الذي ينشر القصص السياسية ضده أيضا.

 

  • تورط فيس بوك في التلاعب بالمنشورات والمواضيع الرائجة

على الجهة الأخرى هناك اتهامات صريحة لفيس بوك بالتلاعب بالمواضيع الرائجة أو ما يدعى Trending Topics للتأثير على اهتمامات الناس في الانتخابات الأمريكية وبالتالي تغيير آراءهم بشكل غير مباشر.

وشملت الإتهامات أيضا صفحة آخر الأخبار والذي يعرض المنشورات من الأصدقاء والصفحات التي يتابعونها حيث يقال أن المواقع التي تنشر مواضيع تدعم فريقا سياسيا لا يريده فيس بوك لا يظهر للكثيرين على عكس المنشورات التي تشجع الفريق الآخر.

وقد سارعت الشركة الأمريكية للإعتراف بأن هناك تحكم يدوي في Trending Topics وفق معايير لا تتضمن التحيز إلى فريق سياسي على حساب آخر، فيما يخضع آخر الأخبار لخوارزميات محددة تفضل بالدرجة الأولى منشورات الأصدقاء ثم منشورات الصفحات ومنها الصفحات المهمة لكل فرد ثم الغنية بالمعلومات بما فيها الأخبار ثم الترفيهية.

وبالفعل أثارت العديد من النقاشات دور فيس بوك في توجيه الرأي العام الأمريكي نحو تبني وجهة نظر معينة، وهذا غير مستبعد خصوصا وأن الشبكة الإجتماعية معروفة بالقيام بتجارب سابقا على المستخدمين لتحديد ردود أفعالهم ومنها ظهور منشورات الحزن بكثرة أو تلك المفرحة ومراقبة ماذا سيكتب في المنشور التالي وكيف سيتصرف المستخدم وما إلى غير ذلك من التجارب الأخرى التي يتم فيها اختبار أكثر من 1.6 مليار مستخدم نفسيا.

 

نهاية المقال:

من المعلوم أن الشركات والتحالفات التجارية عادة ما يكون لها تأثير في الإنتخابات الأمريكية وفي تحديد الشخص الذي سيصل إلى سدة الحكم، لكن هذه أول مرة حقيقة نرى فيها الشركات التقنية تتورط في هذه المعركة السياسية بشكل مباشر وواضح، وشخصيا أرى أنه من الأفضل لها ان تلتزم الحياد لأنه في وقت ستربح احترام وولاء أنصار الفريق الذي تحيزت إليه ستخسر في المقابل أنصار الفريق السياسي الذي تقف ضده.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز