بالملايين الأمريكيون يتركون فيس بوك قبل الإنهيار المرتقب

الأزمة لا تمزح!

يوما بعد يوم تخسر فيس بوك المزيد من المستخدمين ويتراجع التواجد اليومي للمستخدمين النشيطين، في مشهد توقعته منذ بداية أزمة الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية وتورط هذه المنصة في عرقلة الديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية اثر استخدامها في الإنتخابات الرئاسية لعام 2016 لتغيير رأي فئات كبيرة من الشعب الأمريكي كما تؤكد التحقيقات.

في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية شنت وسائل الإعلام وجمعيات الرأي العام في تلك المجتمعات هجوما حادا على عملاقة الشبكات الإجتماعية ونجحت هذه الجهات في التوعية بخطورة هذه المنصة على الملايين من الناس حول العالم.

في شمال أفريقيا حيث اكتب هذه المقالات كنت السباق إلى الحديث عن هذه المشاكل عربيا دون أن تلقى التفاعل المنشود والصحوة المنتظرة، ويبدو أن المستخدمين العرب أكثر تعلقا بفيس بوك من الأمريكيين.

اعترف مارك زوكربيرغ بأن منصته تعاني من مشكلات كبرى وتأخر الإعتراف لأنه جاء في وقت اقتنع فيه الملايين من الناس حول العالم أن هذه المنصة مدمرة للمجتمعات وغير صحية وأنه من الأفضل الخروج منها.

الأرقام تؤكد لنا أن مشكلة فيس بوك لم تعد خفية، فإلى جانب تراجع المدة التي يقضيها المستخدمين على الخدمة، بدأ المراهقون والشباب ينسحبون من هذه المنصة سواء بحذف حساباتهم أو تركها نشيطة والتقليل من تواجدهم لحساب منصات أخرى.

 

  • خسارة 2.8 مليون مستخدم أمريكي خلال أواخر 2017

صحيح أن مستخدمي فيس بوك في تزايد لكن في الواقع هناك تفاصيل لا تتطرق إليها الشركة الأمريكية، منها ما كشفت عنه منصة eMarketer التي أكدت بناء على أرقامها الرسمية تراجع المستخدمين النشيطين حيث خسرت 2.8 مليون مستخدم أمريكي.

معظم هؤلاء المستخدمين الذين توقفوا عن استخدام المنصة هم من الفئة العمرية أقل من 25 عاما، وهذا في ظل اتجاههم إلى منصات أخرى منها سناب شات و انستقرام المملوكة لفيس بوك إضافة إلى منصات اجتماعية أخرى.

 

  • استمرار تراجع المستخدمين النشيطين خلال 2018

المؤسسة الشهيرة تضيف في الدراسة التي نشرتها بأنها تتوقع استمرار هجرة الشباب والمراهقين من فيس بوك إلى شبكات إجتماعية أخرى.

هذا على الأقل هو الواقع في الولايات المتحدة الأمريكية ورغم أنه لم يتطرق إلى واقع فيس بوك في بلدان أخرى إلا أنني أتوقع شخصيا بداية هجرة الشباب في بقية البلدان إلى منصات أخرى.

ومن الأسباب التي تدفع الشباب لاتخاذ هذا القرار ليس فقط الفوضى التي تعاني منها هذه المنصة بل أيضا حاجة الشباب إلى المزيد من الخصوصية والتواجد في منصات بعيدا عن العائلة والأقرباء.

فيس بوك أصبح قديما ومألوفا ويتواجد عليه مختلف أفراد العائلة حتى كبار السن يعرفون كيف يستخدمونه وهو أمر مزعج للمراهقين.

كما أن هذه الشبكة الإجتماعية لا تحترم خصوصية الأفراد، فيكفي أن يعمل أحدهم اعجاب لمنشور معين أو يعلق عليه حتى يظهر لنسبة من أصدقائه وعائلته.

منصة Statista أكدت في تقرير جديد منها أن 32 في المئة من المستخدمين في الولايات المتحدة الأمريكية يودون التخلص من فيس بوك.

 

  • سمعة سيئة لفيس بوك في البلد الأم

بعد أن تأكد تورط فيس بوك في التلاعب بالرأي الأمريكي في الاستحقاقات الرئاسية لعام 2016، تلطخت سمعة هذه الشركة بالعار لدى أكثر من 100 مليون أمريكي.

الشركة اعترفت بأن إعلانات مزيفة ومنشورات تروج للتظليل ظهرت للملايين من الأمريكيين، ورغم اعتذارها إلا أن ذلك لا يكفي.

وليست هذه المرة الأولى التي تتورط فيها هذه المنصة بقلب المعادلات السياسية فقد لعبت دورا محوريا في فوضى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

نهاية المقال:

32 في المئة من الأمريكيين يودون التخلص من فيس بوك ، بينما الملايين من المراهقين والشباب حسب eMarketer توقفوا عن استخدام هذه المنصة، وهذه هي بداية الإنهيار الذي كنت أتحدث عنه منذ وقت طويل والقادم أسوأ لهذه الشركة مهما حاول البعض الدفاع عنها سواء بتجاهله لهذه التقارير أو اعتباره ما ننشره مجرد تهويل اعلامي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.