انهيار الريال الإيراني: الإقتصاد الحرب وكورونا والمجاعة المرتقبة

انهيار الريال الإيراني: الإقتصاد الحرب وكورونا والمجاعة المرتقبة

تخوض ايران منذ عقود حربا اقتصادية ودبلوماسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وهي اليوم في وضع سيء بسبب العقوبات المتزايدة من الجانب الأمريكي والمجتمع الدولي.

ولا يتوقف الضرر عند العقوبات الأمريكية بل يتعداها إلى تكاليف حروب الوكالة في اليمن وسوريا وتسليح حزب الله ودعم أطراف أخرى.

إلى الآن نجحت طهران في تفادي الإنهيار الكامل لنظامها الإقتصادي والمالي، لكن انهيار الريال الإيراني يفتح الباب لما هو أسوأ.

  • ايران لا تعترف بالإنهيار الإقتصادي وتضحك على نفسها

كتب محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، على صفحته على الإنترنت: “إنه لم يسمح لمرتكبي العقوبات بتحقيق هدفهم الرئيسي في العامين الماضيين وهو انهيار اقتصاد البلاد”.

بهذه الكلمات يبدو أن الهيئة الحاكمة الإيرانية تعتبر الانهيار الاقتصادي ممكنًا، لكن حتى الآن لم يسمحوا بحدوث ذلك.

يصل الدولار في ايران إلى 300 ألف ريال وتصل العملة إلى 150 مليون ريال مقابل 500 دولار، وهذا يعني أن العملة الإيرانية جد رخيصة.

ما الذي يجب أن يحدث كي تعترف طهران بأنها تعرضت للضرب المبرح من قبل الأزمة المالية التي ما أن تتمكن في بلد معين حتى تدمره؟

يقر الإقتصاديون عمومًا بأن “التأثير النفسي” فعال في الإقتصاد السليم، اقتصاد به العديد من التحديات ويعدد كبار خبراء النظام أنواعه وأنواعه المختلفة.

من أزمة المياه والبيئة إلى عجز الموازنة والبطالة وإفلاس البنوك وصناديق الضمان الإجتماعي، ليس من الواضح ما الذي تبقى لإيران ولاقتصاد البلاد حتى يؤثر “التأثير النفسي” عليها؟

وقد تفوه الرئيس الإيراني حسن روحاني بكلام مضحك، وفي حديثه عن الوضع الإقتصادي في البلاد، قال: “تُظهر الإحصاءات من ألمانيا أن اقتصادها تقلص بنسبة سالبة تبلغ 5.2 في المائة وأن اقتصادنا في حالة أفضل، وأن النمو الاقتصادي بدون النفط سيكون إيجابيًا بحلول نهاية العام”.

والحقيقة أن الإقتصاد الإيراني تقلص 7.6٪ العام الماضي وتراجع بنسبة 5.4٪ عام 2018، والإنجاز هو أن لا يتقلص هذا العام أما أن يتقلص فهذا يعني استمرار الإنهيار ولا داعي للمقارنة بينه وبين بقية اقتصادات العالمي التي تقلصت هذا العام بسبب كورونا وستعود للنمو مستقبلا.

في نهاية المناقشة حول الانهيار الاقتصادي المستمر لإيران، من المناسب إلقاء نظرة على أحدث تقرير بحثي لشركة “COFACE” الفرنسية التي تعد واحدة من أكثر الشركات العالمية شهرة في مجال التأمين الائتماني و “المخاطر” التوقع’. ويشير التقرير إلى هشاشة الاقتصاد الإيراني وأنها من أكثر الدول خطورة على التجارة.

يُظهر مؤشر الهشاشة الاجتماعية والسياسية، ذي الصلة بتحليل المخاطر المتزايدة للاضطرابات الاجتماعية، تدهورًا طفيفًا في درجاته على المستوى العالمي، مما يحجب المسارات المختلفة من بلد إلى آخر.

في حين أن البلدان الخمسة الأكثر خطورة على أساس هذا المؤشر لم تتغير، هناك تطورات أخرى جديرة بالملاحظة، عززت إيران موقعها في قمة هذا المؤشر.

  • كيف لا يستمر انهيار الريال الإيراني؟

تقييم الوضع الحالي يظهر أن حالة اقتصاد البلاد حرجة للغاية وعلى وشك الإنهيار، انخفضت القوة الشرائية للأفراد بشكل كبير.

إن التضخم الجامح، والفقر والبطالة، وعدم الاستقرار الإقتصادي، وانعدام الأمن الاقتصادي، بالإضافة إلى إحجام المستثمرين المحليين عن الإنفاق في قطاع التصنيع، وعدم وجود تفاعل بناء مع العالم الخارجي، هي من بين العوامل التي جعلت اقتصاد البلاد عاجزًا عن مواجهة الأزمة.

ضغوط اقتصادية مستحكمة والعديد من الأسر لا تستطيع توفير ما يكفي من المواد الغذائية، منذ زمن بعيد سقط العديد من المواطنين تحت خط الفقر، وهم الآن يسارعون للبقاء فوق خط البؤس، بعبارة أخرى يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.

تعرض العديد من المواطنين للإفلاس بسبب سوء إدارة الحكومة للاقتصاد وعدم اهتمامها بالمؤسسات الصغيرة، في هذا السياق ترتفع أعداد البطالة بشكل هائل.

وحسب العديد من الخبراء والمراقبين: “لقد وصل الفقر وانخفاض القوة الشرائية وزيادة الخلاف الاجتماعي إلى مستوى لا يمكن تجاهله بسهولة”.

والآن مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير والوفيات في البلاد وتراجع معدلات الولادات في البلاد يبدو مستقبل ايران قاتما ومخيفا.

إقرأ أيضا:

تهاوي أسعار النفط إلى 30 دولار: دور ايران والصين والحرب التجارية

قصة حروب الغاز الطبيعي والنهاية المأساوية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز