عقلية الهزيمة واليأس وراء انتظار الحرب العالمية الثالثة

عقلية الهزيمة واليأس وراء انتظار الحرب العالمية الثالثة

بين مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعراق وقيام طهران بقصف قواعد عسكرية أمريكية في العراق كان الحديث عن الحرب العالمية الثالثة موضوع الساعة على تويتر والشبكات الإجتماعية.

إذا كنت تتصفح هذه المنصات سترى ان أغلب التغريدات والمنشورات والتعليقات تهلل بالحرب العالمية الثالثة وهناك من يطلب باستخدام النووي وقصف منطقتنا ولما لا تدمير العالم كله.

يستبشر الشباب على هذه المنصات بما يحصل ويرون فيه خيرا وتسريعا لعلامات الساعة الكبرى، بينما هناك من يتعامل مع الأمر من منطلق المزاح والسخرية.

يمكن أن ترى الآلاف من الشباب هنا والذين ينتظرون الحرب ويحملون في قلوبهم الغل والحقد ضد الوضع الراهن وليس بالضرورة ضد الولايات المتحدة وبقية الخصوم التقليديين.

الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متحمسون للتدمير على ما يبدو أكثر من البناء وإعادة الإعمار، وهذا ما يظهر في دعمهم للثورات المسلحة ضد الأنظمة إضافة إلى تهليلهم وتطبيلهم للحروب التي يقتتل فيها المسلمون ويكفرون بعضهم البعض.

وأخيرا هم متحمسون لحرب عالمية تستخدم فيها الدول الكبرى ورقة النووي، وقد رأينا بعض المصريين يتمنون أن يكون بلدهم من الخاسرين ويتم ضربهم بالنووي أو اجتياحهم.

  • شباب فارغون لا أمل لهم في الحياة

يسلم الكثير من الشباب في منطقتنا بفكرة خسارتهم لمعركة الحياة الحالية، لذا فحلمهم هو الموت والرحيل إلى الآخرة حيث يأملون من الله أن يمنحهم حياة أفضل بدون أي تضحيات تذكر.

أغلب هؤلاء الشباب عاطلون عم العمل ولا يعملون على تحسين وضعهم وتطوير مستواهم الدراسي والمعرفي وتعلم مهارات جديدة.

ويبدو أنهم لا يملكون أي أهداف للعام الجديد وينتظرون من الآخرين القضاء عليهم، فالكثير منهم غير مقتنع بالإنتحار لأنه محرم في الإسلام، لكن هناك نسبة متزايدة تقدم على ذلك وهذا ما تؤكده الأرقام والإحصائيات.

  • لا يفهمون ماذا تعني الحرب العالمية الثالثة والحروب اجمالا

رغم الحرب في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، لا يدرك الكثير من الشباب وبالخصوص من مصر ودول شمال أفريقيا الغير المتضررة خطورة الحرب اجمالا.

في الحرب يفقد المرء منزله وعائلته وأصدقائه، ويتم استباحة كرامته وعرضه ودمه ويصبح في قلب فوضى يلاحقه فيه الهلاك أسرع من الموت في الحياة العادية.

بينما تحارب الجيوش فيما بينها فإن الشعوب هي التي تدفع الفاتورة الأكبر، ونتحدث عن الملايين من الأبرياء القتلى وآلاف الأرملات والمعتدى عليهم من قبل جنود دول الإحتلال.

في الحروب انسى الرخاء الاقتصادي وفرص النمو والتجارة الإلكترونية وأي أمل للعيش، ربما قد تكون مضطرا للمتاجرة في الأسلحة أو الأمور الممنوعة.

تصبح الأمور أسوأ في الحروب بين المسلمين حيث القاتل والمقتول في النار حسب أحاديث نبوية صحيحة ومنطقية.

  • عقلية الهزيمة واليأس تسيطر على الشباب اليوم

لا ننكر أننا نعيش في مجتمعات تعاني من الفقر والأزمات المالية والإقتصادية لأسباب عديدة منها فساد السياسيين والمسؤولين.

لكن أيضا لا يمكنك أن تنكر أن هناك شباب عصاميين وصلوا إلى الثراء والنجاح المالي بطرق سليمة وبعد كفاح طويل.

وهناك شباب أيضا تركوا بصمتهم في مجالات فكرية وثقافية وعلمية وبيئية حقيقية، وقد حققوا الهدف الذي عملوا لأجله.

لماذا إذن ترفض أن تكون من هذه الفئة القليلة وتبقى مع الأغلبية الضالة المظلة، والتي تبث السموم والأفكار السلبية وتقضي معظم حياتها على الشبكات الاجتماعية تنتقد المسؤولين وتشوه البلدان المحلية وتركز على الأخبار السلبية طيلة الوقت.

هؤلاء مهزومون فكريا ونفسيا ولن يقاتلوا حقيقة دفاعا عن وطن أو دين أو فكر أو مشروع تجاري، وسريعا ما يستسلمون.

 

نهاية المقال:

النصيحة لي ولك هو أن لا نكون من هؤلاء ونشق طريقنا إلى المجد وما نسعى إليه بعيدا عن السلبية ولننظر إلى الأزمات من وجهة نظر إيجابية ونستغلها لمصلحتنا.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز