النفط الروسي كنز الهند للإنتقام من السعودية

النفط الروسي كنز الهند للإنتقام من السعودية

ارتفعت مشتريات الهند من النفط الروسي منذ بداية الصراع، حيث ارتفعت من لا شيء في ديسمبر ويناير إلى حوالي 300 ألف برميل يوميًا في مارس و 700 ألف برميل يوميًا في أبريل.

يمثل النفط الروسي ما يقرب من 17 في المائة من الواردات الهندية، ارتفاعا من أقل من 1 في المائة قبل الغزو، في العام الماضي، استوردت الهند حوالي 33 ألف برميل يوميًا في المتوسط ​​من روسيا.

الهند غاضبة من الرياض منذ أشهر، وقد اشترت ما لا يقل عن 16 مليون برميل من النفط الروسي الأرخص للتحميل في ماي، ما يعادل مشتريات عام 2021 بكامله.

وتخطط شركتين هنديتين على الأقل لشراء كمية أقل من النفط السعودي بعد زيادة استيراد النفط الروسي الأرخص سعرا في آسيا.

هذا التحول الهائل في سياسة الهند التي بدأت تعتمد على موسكو في الطاقة، لا يزعج الأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين فحسب، بل أيضا المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الحريصة على بيع نفسها إلى الأسواق الآسيوية.

وتستغل الهند الحرب الروسية الأوكرانية لصالحها بشكل أفضل، من خلال شراء النفط الروسي بسعر أرخص من النفط العالمي وبكميات متزايدة وخفض مشتريات النفط السعودي والخام العربي المتاح بأسعار عالمية.

وإذا استمر الوضع الحالي فإن النفط السعودي لن يجد له مكانا في السوق السعودية ولن تستمر الشركات الهندية في شرائه.

وحسب تقرير نشرته بلومبرج تحاول الهند الحصول على تخفيضات أكبر على سعر النفط الروسي للتعويض عن مخاطر التعامل مع منتج أوبك بلس حيث يبتعد المشترون الآخرون.

وتسعى الدولة الواقعة في جنوب آسيا للحصول على شحنات روسية بأقل من 70 دولارًا للبرميل، وهناك مفاوضات رفيعة بين البلدين للتوصل إلى هذه الصفقة.

تثبيت سعر النفط الروسي عند 70 دولار سيمكن الهند من زيادة مشترياتها من الخام الروسي والتخلص من الموردين الذين يبيعون لها النفط بسعر 107 دولار للبرميل حاليا.

وحسب وجهة نظر الهنود القوميين، لا تستطيع الهند دفع اقتصادها الصاعد إلى أزمة من خلال اتباع الخط الغربي بشأن العقوبات ضد روسيا.

من منظور واشنطن، يرقى قرار الهند إلى حد رفض الالتزام بخط الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، من وجهة نظر الهند، الهدف ليس الإضرار باقتصادها الذي يتعافى من جائحة كورونا القاتل.

عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجاتها من الطاقة، لا يوجد لدى الهند حلفاء يتم تقييمهم سواء من حيث الأسعار المعروضة أو في إتاحة المنتجات البترولية في الوقت المناسب.

في عالم أصبح أكثر استقطابًا اقتصاديًا منذ انتشار الوباء، مع اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، لا ينبغي أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى تفاقم الوضع.

في حين أن العمل العسكري الروسي مدان من منظور إنساني، فهل يجب على الهند دفع اقتصادها إلى أزمة من خلال اتباع العقوبات الغربية ضد روسيا؟

كان اعتماد الهند على روسيا للحصول على سلع مثل النفط والغاز منخفضًا تاريخيًا مقارنة مع دول الناتو، لكن بعد العقوبات ضد روسيا ومساعي الغرب للتخلص من اعتماده على موسكو، تغير الحال بالنسبة للهند حيث انتقلت حصة النفط الروسي ضمن واردات الطاقة من 1 في المئة تقريبا إلى 17 في المئة وسيرتفع أكثر قبل نهاية العام الجاري.

هناك منطق اقتصادي وراء قرار الهند شراء النفط الروسي، تعتبر أسعار الطاقة بالغة الأهمية بالنسبة للبلد، نظرًا لتطلعات النمو الشامل، ما الذي دفع أسعار الطاقة إلى ما هي عليه الآن؟ من الواضح أن إصرار أوبك على الإمدادات المتزايدة أدى إلى ارتفاع أسعار السوق.

هنا بالضبط ينشأ غضب الهند من السعودية التي يمكنها أن تزيد من إنتاج النفط وتطيح بالأسعار، كما فعلت عام 2018 بناء على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقد احتجت الهند لدى الرياض قبل أشهر حول سياسة أوبك بلس وأنها تضر مصالحها والتعافي الإقتصادي العالمي، ولم تفعل الرياض الكثير لإرضاء الهند.

بعد الخروج من الوباء مع وجود مساحة محدودة للإسراف المالي / النقدي، لم يكن هناك خيار أفضل للهند من قبول صفقة النفط عند عرضها بسعر مخفض، حيث لمعالجة التضخم المتزايد يحتاج صناع السياسة إلى خفض تكاليف استيراد الطاقة.

إقرأ أيضا:

أزمات النفط تعزز اقتصاد الهيدروجين البالغ 11 تريليون دولار

لن تبيع السعودية النفط باليوان ولن تتخلى عن الدولار

شركات النفط والغاز مثل أرامكو السعودية تزدهر في حرب أوكرانيا

توقعات أسعار النفط بعد حظر النفط الروسي وتداعياته الإقتصادية

نهاية روسيا كقوة عالمية منتجة للغاز والنفط

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز