الفشل في حل أزمة الديون الأوروبية 2009 سينهي الإتحاد الأوروبي

eu-collapse
أزمة الديون الأوروبية 2009 تضع حدا للإتحاد الأوروبي بالتدريج

منذ الأزمة المالية لسنة 2008 واندلاع أزمة الديون الأوروبية 2009 وحال الإتحاد الأوروبي من سيء إلى أسوأ، فبعدما أضحى هذا التكتل الإقتصادي جنة في نظر العالم وهدفا للدول الأوروبية للدخول إليه، أضحى جحيما تريد الشعوب الهروب منه وتدفع قادتها نحو هذه النقطة الخطيرة.

ويتأكد هذا مع خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في استفتاء شعبي خسرت البورصة العالمية بعده حوالي 2 تريليون دولار، في واحدة من أبرز الهزات المالية التي حصلت هذه السنة لتعمق جراح الإقتصاد العالمي.

اليوم يستيقظ العالم على ضربة أخرى للإتحاد الأوروبي وهي رفض الشعب الإيطالي بالأغلبية في استفتاء شعبي تعديل الدستور الإيطالي ويدعو إلى تقليص دور مجلس الشيوخ في البرلمان الإيطالي.

رئيس الوزراء ماتيو رينتسي الذي يدافع عن هذا المشروع وسوق له قدم استقالته، فيما رسائل هذا الفشل هي بالطبع أنه في انتخابات 2018 ستفوز المعارضة بقيادة حركة النجوم الخمسة المناهضة للمؤسسة الحاكمة، وأيضا الرافضة للبقاء في الإتحاد الأوروبي.

نتائج استفتاء اليوم تعني للسيدة أنغيلا ميركل التي تقود الإتحاد الأوروبي لتخطي الأزمة المالية التي يمر منها والبقاء معا، أن الشعوب الأوروبية غاضبة من سياساتها في مواجهة المشاكل الإقتصادية وأن المزيد من انصار الخروج من التكتل الإقتصادي في ازدياد وأن هذا المشروع الذي عاش الإزدهار في عهدها سيعيش النهاية على يدها اأيضا.

 

  • أنصار الخروج من الإتحاد الأوروبي يصبحون الأغلبية

بعد أن تأكد بأن غالبية الشعب البريطاني اختار عبر صناديق الإقتراع الخروج من جحيم الإتحاد الأوروبي، ها هو استفتاء ايطاليا يأتي ليؤكد بأن أن صعود المعارضة الرافضة للمشروع الأوروبي لسدة الحكم في هذا البلد وبلدان أخرى أضحى واقعا ولم يعد توقعات.

تعيش القارة العجوز حاليا حالة من ظهور الحركات المعارضة للإتحاد الأوروبي تتصف بأنها شعبوية وتعبر أكثر عن طموحات الشعوب.

هذا يقلق بالفعل المتعصبين لهذا المشروع كحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، والأحزاب السياسية الأخرى التي تحكم في هذه الدول بالوقت الحالي.

 

  • الإنتخابات القادمة ستكون نتائجها مؤلمة

في الإنتخابات الإيطالية 2018 ننتظر وصول حركة النجوم الخمسة إلى الحكم أو أي حركة أخرى تنظر إلى الأمور عكس الوقت الحالي وهو شيء متوقع جدا بعد هذا الاستفتاء.

وفي ألمانيا من المنتظر العام القادم أن تخسر السيدة أنغيلا ميركل الإنتخابات وهي التي أعلنت مرة أخرى ترشحها عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ومن المعلوم أن الشعور المناهض لسياساتها يزداد في عقر دارها أيضا، فشريحة كبيرة من الشعب الألماني ترى أن الإقتصاد الألماني يعمل وينتج لأجل بقية أوروبا وأن الإقتصادات الأخرى عبئ على قوتها الإقتصادية وهو أمر صحيح فعلا، فألمانيا التي تقود الإتحاد الأوروبي تدافع عن خطط ضخ المزيد من الأموال في الإقتصاد اليوناني المنهار و الإقتصادات الأخرى المشابهة مثل ايطاليا واسبانيا.

أما في فرنسا فإن الحزب الإشتراكي يواجه مشكلات كبيرة هذه الأيام وقد أعلن فرانسوا هولاند في كلمة متلفزة تابعها نحو أكثر من 14 مليون مشاهد أنه لن يترشح للإنتخابات القادمة، خصوصا بعد أن أكدت استطلاعات الرأي أن شعبيته تراجعت كثيرا، ما يفتح المجال للأحزاب المعارضة والتيارات المتشددة اتجاه الإتحاد الأوروبي بالوصول إلى الحكم.

ولا يختلف هذا عن فوز دونالد ترامب الذي عرف عنه تشدده اتجاه العديد من الملفات منها الهجرة والمسلمين وهي نتيجة طبيعية لفشل الحكومات الحالية في حل الأزمة المالية لسنة 2008.

 

  • احتمالات انهيار الإتحاد الأوروبي في ازدياد

خروج بريطانيا يمكن ان يليه خروج اليونان وايطاليا والمزيد من الدول خلال الأشهر القادمة، ما سينهي فكرة الإتحاد الأوروبي.

صحيح أن أعداء التكتل الأوروبي لا يستطيعون هدمه لكن أزمة الديون السيادية 2009 تستطيع ان تفعل هذا، وقد أصبح الأمر الآن أقرب من أي وقت مضى.

هذا يعني أن عملة اليورو الموحدة هي الأخرى ستنتهي وستعود الدول الأوروبية إلى ما قبل 1957، وهو أمر صادم للإقتصاد العالمي الذي ستتعمق جراحه ما سيجعل هذه القضية واحدة من ركائز الإنهيار المرتقب أيضا.

 

نهاية المقال:

نتائج استفتاء ايطاليا اليوم ضربة قوية أخرى من الأزمة للإتحاد الأوروبي بعد أشهر قليلة من ضربة خروج بريطانيا من هذا التكتل الذي تحول إلى جحيم للشعوب الأوروبية التي تؤمن يوما بعد يوم بأن الخروج منه هو الخلاص، وهذه نتيجة الإستهتار والإستخفاف بالأزمات المالية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز