الصين وثورة بلوك تشين وخطاب الرئيس الصيني

ثورة بلوك تشين في الصين

فيما ترفض الصين الإعتراف بالعملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين، إلا أنها في نفس الوقت مهتمة كل الإهتمام بتقنية بلوك تشين.

على الأقل قيادة هذا البلد تعرف إلى أين يتجه العالم، على عكس دول متناحرة ومتخلفة لم نسمع من قادتها خطابا واحدا حول بلوك تشين.

الرئيس الصيني شي جين بينج ألقى خطابا مؤخرا تطرق فيه إلى هذه التقنية الناشئة، ودعا شعبه ورجال الأعمال في بلده للإسراع في الإستفادة منها وهو ما يعد اعترافا رسميا من أعلى شخص في القيادة الصينية بأهميتها وقد يفتح هذا الباب لتبني العملات الرقمية المشفرة لاحقا.

 

  • خطاب عظيم للتاريخ

وجاء في شي جين بينج: “منذ دخول القرن الحادي والعشرين، دخل الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمي فترة غير مسبوقة من النشاط المكثف. تقوم جولة جديدة حاليا من الثورات العلمية والتكنولوجية والتغييرات الصناعية بإعادة بناء خريطة الابتكار العالمية وإعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي العالمي”.

وأضاف: “إن الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات الممثلة بالذكاء الاصطناعي، والمعلومات الكمية، والاتصال المحمول، وإنترنت الأشياء، وتقنية بلوك تشين، يسرع من التقدم في التطبيق ويولد مجالات علوم الحياة الجديدة التي تمثلها البيولوجيا التركيبية، وتحرير الجينات، وعلم الدماغ، والطب التجديدي”.

ويأتي الخطاب الذي وصفته صناعة بلوك تشين بأنه عظيم لأنه نوعي ومن الرئيس الصيني تحديدا، ليؤكد بأن هذه التقنية ينتظرها مستقبل كبير وأن تبنيها خيار لا مفر منه للأمم والدول التي ترغب في أن تكون في الصدارة خلال العقود القادمة.

 

  • هل ستنتهي الحرب على العملات الرقمية المشفرة؟

لم يتضمن الخطاب أي اشارة إلى العملات الرقمية المشفرة ما يعني أن القيادة في الصين مستمرة في الوقت الحالي بفصل بلوك تشين عن الأصول الرقمية التي تتعامل معها بشكل صارم.

تتصدر الصين نشاط تعدين العملات الرقمية المشفرة وخصوصا بيتكوين، حيث تتركز في البلاد الشركات العاملة في هذا المجال إلى وقتنا هذا.

من جهة أخرى عملت الصين على حظر عمليات الطرح الأولي خلال سبتمبر 2017، ثم أقدمت على تضييق الخناق على تداول العملات الرقمية المشفرة، لتعمل منصة التداول العملاقة Binance على الإنتقال إلى مالطا بعد أن تعرضت للكثير من الضغوط الفترة الماضية.

ليس معلوما حاليا إن كانت القيادة الصينية ستتراجع عن الحظر وتفرض التنظيم كما فعلت جارتها اليابان وأيضا كوريا الجنوبية.

ولدى الصين مخاوف من أن فتح الباب للعملات الرقمية المشفرة يعني الإقبال على ارسال الاموال إلى خارج البلاد بكثافة، مع العلم أن الصين هي واحدة من البلدان التي تفرض القيود على حجم الأموال التي يمكن للمواطن أن يرسلها إلى خارج البلاد.

 

  • شركات بلوك تشين في تزايد متسارع بالصين

أكد الرئيس الصيني في خطابه على أنه ليس من المعقول أن الكثير من الدول تتجه إلى تبني هذه التقنية بينما الصين تقف جامدة دون أن تشارك في هذه الثورة التكنولوجية الهائلة، مع العلم أن الصين هي واحدة من البلدان التي تشهد هذه الثورة بقوة.

خلال عام 2017 لوحده ظهرت 100 شركة ناشئة في تقديم خدمات بلوك تشين وتطوير الحلول اعتمادا على هذه التقنية.

وحسب الأرقام الرسمية فإن 40 في المئة من الشركات العالمية في هذا المجال هي صينية الجنسية وتتركز أنشطتها في الصين.

بعد هذا الخطاب المحفز من المنتظر أن يقبل الشباب الصيني بكثافة على هذه التقنية وابتكار الحلول في شتى المجالات لاستخدامها، ما يعني أن مستقبل هذه التقنية ستظل تتأثر بما يجري في هذا البلد.

هناك دول أخرى تعيش ثورة مماثلة مثل الإمارات العربية المتحدة وهي الدولة العربية الرائدة في هذا المجال ولديها جهود واستثمارات متزايدة، بينما تشكل الولايات المتحدة الأمريكية منافسا لا يستهان به.

 

نهاية المقال:

رغم أن الأرقام تؤكد بأن الشركات الصينية تشكل 40 في المئة من قطاع بلوك تشين، إلا أن الرئيس الصيني يريد ثورة أكبر من هذه، نأمل أن تتبعها خطوة مثيرة، الإعتراف بالعملات الرقمية المشفرة وتنظيمها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز