الحرب العسكرية بين مصر واثيوبيا ستدمر اقتصاد أفريقيا والتجارة السمراء

الحرب العسكرية بين مصر واثيوبيا ستدمر اقتصاد أفريقيا والتجارة السمراء

يزداد التوتر بين مصر واثيوبيا بشكل متسارع على خلفية سد النهضة وتدني حصة مصر من مياه النيل، ويبدو أن المفاوضات بين البلدين لن تصل إلى نتيجة أفضل.

من الأوراق المتاحة للقاهرة في هذه المعكرة نجد ضرب السد المعني عسكريا، وتبدو العملية في تصور أغلب الناس أنها ستكون بسيطة، مجرد ارسال عدة طائرات وشن غارات على السد لتعود إلى البلد وتفرض مصر الواقع الجديد.

لكن اثيوبيا ليست بلدا صغيرا فهي الأخرى لديها أكثر من 100 مليون نسمة وتشهد ثورة اقتصادية ولديها علاقات اقتصادية مهمة مع السودان ومصر نفسها ومن أهم الدول التي يمكنك الإستثمار فيها بأفريقيا.

رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد الذي حاز على جائزة نوبل للسلام منذ أيام ليس في مصلحته، أن يدخل حربا عسكرية ويضرب جهوده لإحلال السلام في الصفر.

وهو الذي صرح بالقول: “سنستمع إلى المصريين، وسألتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأيام القليلة المقبلة، في القمة الروسية الإفريقية المقررة، الأربعاء والخميس، بمنتجع سوتشي”.

وأضاف: “يتحدث البعض عن استخدام القوة من جانب مصر، يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد. إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين، إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ، فيمكن لآخرين استخدام قنابل، لكن هذا ليس في صالح أي منا”.

  • الحرب العسكرية بين مصر واثيوبيا ضربة لاقتصاد أفريقيا

تعد مصر ثالث أكبر اقتصاد في أفريقيا بينما تعد اثيوبيا سابع اقتصاد في القارة نفسها، وكلاهما مهمان للقارة التي تقبع الكثير من شعوبها في الفقر والأزمات الإقتصادية.

وخلال السنوات الأخيرة يتحرك القادة نحو المشاركة في القارة وتعزيز الروابط الإقتصادية بين الدول ولعل عودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي ومشاركته في التكتلات الإقتصادية القارية أبرز مثال على ذلك.

ومؤخرا تم الاتفاق على التجارة الحرة الأفريقية وهو اتفاق مهم من شأنه أن يساهم في تنمية الإقتصادات بالقارة نفسها.

وكي تنجح هذه المبادرة وتشارك الشركات بكثافة ويكون هناك إنجازات اقتصادية يلزم أن يكون هناك استقرارا سياسيا في الدول الأعضاء.

حدوث حرب عسكرية بين اثيوبيا ومصر يجعلنا نخسر بلدين مهمين وكما هو معمول به، بعد المواجهة العسكرية سيلجأ الطرفين إلى العقوبات الإقتصادية والقطيعة التجارية وهذا سيزيد من عدم احترام البلدين للاتفاقيات التجارية التي أبرمت بينهما أو التي تجمع بينهما في إطار الإتحاد الأفريقي.

  • أفريقيا والعالم في غنى عن حرب جديد

لا نريد حروبا عسكرية إضافية، تكفي الحرب اليمنية والسورية والليبية وهناك حروب أخرى الحرب بين داعش والقوات النظامية في بعض دول جنوب الصحراء.

ربما لا يبدو على الإقتصاد العالمي أنه يعاني بسبب تلك الحروب العسكرية، لكن اقتصاداتنا المحلية هي التي تعاني وشعوب منطقتنا هي التي تدفع الثمن.

الحرب العسكرية بين مصر واثيوبيا ستؤثر سلبا على الإستثمار في الدول الأفريقية، ومن شأنها أن تضر بمناخ الاعمال في المنطقة.

ومن المنتظر أن يؤثر سلبا على البورصة المصرية ونظيرتها الإثيوبية حيث سيقدم المستثمرين على بيع أسهمهم على المدى القصير.

  • لابد من حل المشكلة سلميا ويجب أن يتحرك الإتحاد الأفريقي

سمعنا عن وساطة دولية بين مصر واثيوبيا والعديد من الدول المشاركة هي من خارج القارة، ولهذا السبب نتساءل: أين الإتحاد الأفريقي مما يحدث؟

من الأفضل أن تتحرك الدول الإقليمية ويكون لها دور إيجابي في هذه القضية للتوصل إلى حل يرضي الجميع ويبقي الإقتصاد الأفريقي بعيدا عن الصدمات السياسية.

بالطبع لا يجب أن ننكر جهود الوسطاء الدوليين والدول الغير الموجودة في القارة والتي تلعب دور الوسيط، لكن الحلول والتسويات يجب إن تأتي من أفريقيا نفسها وليس من خارجها.

 

نهاية المقال:

بينما يتحمس البعض لاندلاع حرب عسكرية بين مصر واثيوبيا، ينسى هؤلاء أن الحروب لم تجلب قط خيرا سوى قتلى أبرياء وأزمات اقتصادية غاضبة تستهدف الجميع.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز