انهيار البورصات واندلاع الأزمة المالية العالمية خلال 24 شهرا القادمة

لا ريب في قدوم الأزمة المالية العالمية

في هذا العام تم تجاهل العديد من علامات التحذير الفنية من قبل المستثمرين في وول ستريت وأسواق الأسهم العالمية على حد سواء.

هذا بالطبع دفع المحللون في وول ستريت إلى رفع الأسعار المستهدفة على الأسهم الرئيسية مثل سهم شركة آبل وإخبار المستثمرين بشراء كل تراجع، والآن قاموا بخفض تلك الأسهم نفسها بنسبة 20 في المئة إلى 25 في المئة مقارنة بالأسعار المستهدفة السابقة خلال سبتمبر.

مع تراجع معظم الأسهم هذه السنة وأزمة العملات الرقمية المشفرة 2018 وأيضا عودة المعاناة لسوق النفط المتضررة بسبب تهاوي الأسعار، تكمن الآمال في ارتفاع الأسهم خلال موسم بابا نويل لإنقاذ ما تبقى من عام استثمار رهيب.

وعلى الرغم من أن الأسواق قد لا تزال تشهد ارتفاعات كبيرة، إلا أن الإشارات التحذيرية لا تزال تحيط بنا جميعًا، وهي ترسل رسالة واضحة: ستنتهي السوق الصعودية على مدار عشر سنوات على الأرجح قريبا، وستنهار السوق مجددا.

ولا يعرف أحدا إن كان الرخاء سيحتفل بعيد ميلاده العاشر خلال مارس 2019، أم أن الأزمة المالية المرتقبة ستندلع في بداية العام المقبل.

بعد ضخ السيولة البالغة 5 تريليونات دولار في تدخلات البنوك المركزية العالمية بين عامي 2016 و 2017 وخفض الضرائب الأمريكية التي تلت ذلك، شهدنا موجة صعود عالمية خلال العام الماضي ثم تصحيح بنسبة 10٪ قبالة مستويات ذروة الشراء التاريخية وهذا خلال فبراير الماضي، حقق الانتعاش الذي أعقب ذلك أعلى مستويات جديدة على الإطلاق في مؤشرات وأسهم أمريكية مختارة، ثم عاد التصحيح بقوة خلال النصف الثاني من هذا العام خصوصا في الربع الأخير من السنة الحالية.

  • مقدمة الأزمة خلال 2007 تعود لتظهر خلال 2018

بدأ المحللين المقارنة بين ما يجري خلال العام الحالي وبين ما يحدث خلال 2007، فالقاسم المشترك بين العامين، أن الحديث فيهما عن أزمة مالية عالمية وشيكة مرتفع للغاية، بينما البورصات بدأت تظهر بالفعل علامات على العياء وعدم القدرة على تحقيق أرقام قياسية جديدة.

يظهر مؤشر Wilshire 5000 الذي يقيس الحجم الكلي لسوق الأسهم، أن ما حدث خلال العام الحالي تم بالفعل خلال عام 2007 حيث بعد أن وصلت السوق للقمة بدأت تتراجع بقوة من خلال عمليات تصحيح عنيفة، إلى أن حدث الإنهيار المالي خلال 2008 واندلعت الأزمة المالية العالمية لسنة 2008.

حركة بيع الأسهم في الوقت الحالي قياسية ومرتفعة مقارنة بالفترات السابقة ويتطابق هذا الحدث السابق منذ سنوات.

لم نشهد فقط ارتفاعات جديدة على الاختلافات السلبية على العديد من المؤشرات، ولكن القطاع المصرفي لم يحقق مستويات قياسية جديدة، بل انخفض حاليا بنسبة 15٪ على مدار العام، مما جذب التشابه المريب إلى نمط عام 2007، لا يوجد شيء صحيح بالنسبة للقطاع المصرفي، وهذا يثير احتمال أن تكون قمم السوق قد انتهت لهذه الدورة.

  • يلين جانيت تحذر من أزمة مالية عالمية جديدة

رئيسة الإحتياطي الأمريكي السابقة والتي قادت البنك المركزي الأمريكي خلال السنوات الماضية وانتهت ولايتها الأولى خلال بداية العام الجاري دون أن يجدد لها دونالد ترامب، بسبب قامتها القصيرة رغم أنها اثنى على عملها واجتهادها كان لها موقف واضح من الأزمة المالية العالمية المرتقبة ألا وهي أننا لن نشهد أي أزمة جديدة.

عادت يلين جانيت مؤخرا لتصرح لوسائل الإعلام أن هناك مخاطر تحيط مجددا بالنظام المالي العالمي، وأن الأمور يمكن أن تنزلق مجددا.

وما يعطي قيمة لتوقعها هذا، هو أنه سبق لها أن تنبأت بالأزمة المالية لسنة 2008، وبالتالي يجب أن نأخذ تحذيرها على محمل الجد.

وقالت: “أعتقد أن الأمور قد تحسنت، ولكن رغم ذلك أعتقد أن هناك ثغرات هائلة في النظام، الأدوات المتوفرة للتعامل مع المشاكل الناشئة ليست كبيرة في الولايات المتحدة، أنا قلقة من أننا قد نواجه أزمة مالية أخرى”.

 

نهاية المقال:

الرسم البياني لمؤشر Wilshire 5000 يكشف لنا أن ما حدث عام 2007 تكرر بالفعل حاليا خلال 2018، بينما التحذيرات تتزايد وتأتي من أشخاص ذات خبرة في النظام المالي مثل جانيت يلين، هذا كله يتناسب مع توقعاتي بانهيار مالي جديد سيحدث خلال 24 شهرا القادمة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز