اقتصاد روسيا أصغر من تكساس أو نيويورك أو كاليفورنيا

اقتصاد روسيا أصغر من تكساس أو نيويورك أو كاليفورنيا

تتمتع روسيا ببعض المزايا المتميزة على أوكرانيا في خوض الحرب، المزيد من المقاتلين المدربين، واحتياطيات ضخمة من الوقود الأحفوري وبالطبع تهديد الأسلحة النووية، ولا ننسى أن اقتصاد روسيا اكبر من اقتصاد أوكرانيا.

لكن الدور الضخم لروسيا على المسرح العالمي يكذبه ضعفها الإقتصادي، يجب أن يكون البلد وشعبه أفضل حالاً من الناحية المالية، على الأقل بالمقارنة مع القوى العالمية الأخرى.

غالبًا ما توصف روسيا بأنها واحدة من القوى العظمى، لكنها في الواقع اقتصاديا متخلفة كثيرا مقارنة بالولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وحتى الهند والبرازيل.

حجم اقتصاد روسيا مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية

بينما تتربع أمريكا على عرش الإقتصاد العالمي منذ عقود، وتخضع التجارة الدولية للدولار الذي ينافسه اليورو، تعد دولة متفوقة على مستوى التكنولوجيا والصناعات المتقدمة، كما أنها ماليا تعد حلم كل المستثمرين والشركات للوصول إلى السيولة الأعلى في العالم.

على الجهة الأخرى تشبه روسيا دول مجلس التعاون الخليجي، بلد يتمتع بنفوذ في مجال الطاقة لأنه ينتج الكثير من الغاز والنفط المستخرج من أرضه، وهو لا يصنع شيئا، بل يصدر المواد الأولية ويقوم اقتصادها على ذلك.

صناعيا لا تصنع روسيا أي شيء تقريبا، سوى الأسلحة مستفيدة من العلماء الأوكرانيين والروس وكذلك من التكنولوجيا الأمريكية.

يعد هذا صادما، لمن لديه تصورا خارقا عن روسيا الإتحادية، التي ينبغي أن تعمل لعقود طويلة كي تصل إلى حجم الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.

بدأت رحلة التنمية في الصين منذ 1971 وقد احتاجت كل هذه العقود دون خوض أي حروب كي تصل بسلام إلى ثاني قوة عالمية متخلفة عن المشاركة في الحرب الباردة منذ سبعينيات القرن الماضي.

أما روسيا التي يتراوح حجم اقتصادها اليوم بين 1.5 إلى 1.6 تريليون دولار، فهي ليست شيئا مقارنة مع الولايات المتحدة التي تعدى اقتصادها 23 تريليون دولار.

اقتصاد روسيا أصغر من تكساس أو نيويورك أو كاليفورنيا

كي نضع اقتصاد روسيا في السياق الصحيح وتكون المقارنة معقولة، ينبغي أن نستحضر بأن اقتصاد موسكو أصغر من اقتصاد كاليفورنيا الذي يقدر حاليا بحوالي 3.1 تريليون دولار، وهو ما يعني أن الولاية الأمريكية اقتصادها أكبر مرتين من الإقتصاد الروسي.

وليس هذا كل شيء، هناك ولايات أخرى ذات اقتصاد أكبر من الإقتصاد الروسي، ونتحدث هنا عن تكساس (1.7 تريليون دولار)، وكذلك اقتصاد نيويورك (1.7 تريليون دولار).

مع العلم أن مختلف هذه الولايات أقل في عدد السكان من روسيا التي وصل عدد سكانها إلى 144 مليون نسمة، وهو ما يعني أن حصة الفرد في تلك الولايات أكبر بكثير من حصة الفرد من الناتج القومي لروسيا.

هذا بعيد كل البعد عن الماضي عندما كانت روسيا قوة عالمية حقيقية، ووفقًا للبيانات التي جمعها المؤرخ الاقتصادي الراحل أنجوس ماديسون، فقد كان خامس أكبر اقتصاد في العالم في عام 1913، بعد الولايات المتحدة والصين وألمانيا وبريطانيا.

اقتصاد روسيا بين الماضي والحاضر

بحلول عام 1957، عندما تفوق الاتحاد السوفياتي على الولايات المتحدة في إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء كان الإقتصاد السوفيتي ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا.

بلغ الناتج المحلي الإجمالي لروسيا من حيث معدل السوق في عام 2021 حوالي 1.65 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يكفي لجعلها تحتل المرتبة 11 بين أكبر الاقتصادات في العالم بعد كوريا الجنوبية.

إذا قمنا بتحويل إجمالي الناتج المحلي التقديري لروسيا لعام 2021 بشكل فج بحلول 7 مارس 2022، فإن أسعار العملات، بدلاً من متوسط سعر الصرف المستخدم العام الماضي، ووضعناها مقابل جدول إجمالي الناتج المحلي لسعر السوق لعام 2021 تتغير التصنيفات وتنزل روسيا إلى المرتبة 22 وتهبط بين تايوان وبولندا.

حاليا لا يوجد أي شيء رسمي بخصوص ترتيب روسيا لكن الأشهر القادمة ستبين مدى تضرر الإقتصاد الروسي من الحرب الحالية وهل سينزل أكثر للأسفل أم يصمد عند المستوى الحالي.

إقرأ أيضا:

روسيا دولة فقيرة متوسطة القوة مقارنة مع أمريكا والصين

لماذا لم يتحقق انضمام روسيا للاتحاد الأوروبي؟

خطة تحطيم الإقتصاد الروسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا

نهاية روسيا كقوة عالمية منتجة للغاز والنفط

تجميد الاحتياطي النقدي الروسي بمثابة ضربة روسيا بالنووي

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز