اختفاء جاك ما وحرب الصين ضد علي بابا

من المعلوم أن علي بابا هي واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في الصين، ولديها خدمات وشركات ومواقع مشهورة.

وتشعر مجموعة Alibaba Group Holding الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية بضغوط المستثمرين والمنظمين بشأن مزاعم الممارسات الاحتكارية، لكن هذا لا يعني أنها ستفقد زخمها.

تتمتع الشركة التي أسسها الملياردير الصيني جاك ما بمكانة قوية في سوق التسوق عبر الإنترنت، لكنها تواجه منافسة من JD.Com ومتاجر إلكترونية أخرى.

بدأت بكين تحقيقا في أواخر ديسمبر الماضي في أنشطة علي بابا فيما يبدو أنه رد على انتقاده للمنظمين والبنوك المملوكة للدولة خلال مؤتمر التكنولوجيا المالية في أكتوبر.

مشكلة علي بابا مع الحكومة في الصين

في الأسبوع الماضي، أعلن بنك الشعب الصيني (PBOC) أنه بدأ تحقيقًا في مكافحة الاحتكار، يعتقد المحللون أنها تدرس ما إذا كانت علي بابا تطلب من البائعين على منصتها البيع حصريًا هناك وليس من خلال المنافسين، وهي ممارسة تُعرف باسم “اختيار واحد من اثنين”.

وينظر المنظمون أيضًا في شركة Ant Group، وهي شركة للتكنولوجيا المالية يمتلك ثلثها علي بابا، إنهم يفحصون ما إذا كانوا سيعاملون Ant مثل البنك وأن ينظموه بهذه الطريقة، ألغت Ant مؤخرًا ما كان من المتوقع أن يكون أكبر طرح عام أولي على الإطلاق.

اكتسبت أسهم علي بابا ما يقرب من 10 في المائة هذا العام، مقارنة بزيادة 16.3 في المائة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي.

يقول ديفيد سيمبل، مدير محفظة صندوق VanEck Emerging Markets Fund (GBFAX) الذي تبلغ قيمته 2.6 مليار دولار، إن علي بابا يمكن أن تتفوق على الآخرين في جودة المنتج والخدمة حتى لو قام المنظمون بقص أجنحتها.

تنظيم قطاع التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية

رغم أنه ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلا أن الصين لم تنظم في الواقع المنافسة في قطاع التجارة الإلكترونية، ازدهرت علي بابا في هذه البيئة وحان الوقت للمنظمين التعامل معها.

أما التكنولوجيا المالية فإن القوانين فيها لا تزال ناشئة، والأمور بحاجة إلى المزيد من التنظيم خصوصا وأن شركة علي بابا وشركات عملاقة أمريكية تهدد النظام المالي العالمي بصورته التقليدية.

من الواضح أن الكثير من تطوير التكنولوجيا المالية كان من المجالات التي كان بنك الشعب الصيني (PBOC) فيها غير مرتاح، لكنه كان بحاجة إلى مزيد من النفوذ السياسي ليبدأ حقًا في القفز والتنظيم بشكل أفضل.

هذا لا يعني ان علي بابا ستنهار أو أن شركات التكنولوجيا التي تقدم خدمات مالية ستواجه عقوبات، كل ما في الأمر أن بعض أنشطتها تحتاج إلى تنظيم.

القطاع المصرفي في الصين

القطاع المصرفي مملوك للدولة بشكل حصري تقريبًا، وسيكون المنظمين سعداء بشكل معقول بتنظيم أنشطة علي بابا في هذا المجال.

لن تقبل الصين بوجود خدمات مالية تعمل خارج الغطاء القانوني وعلمها أيضا بالمعاملات المالية وإلى أين تذهب الأموال ومن أي تأتي.

من جهة أخرى سيكون على Ant Group، أن تخضع لعدد من القوانين واللوائح التي تلتزم بها البنوك والخدمات المالية التي تعمل في الصين.

لأنها تقدم خدمات القروض والتأمين وعدد من الخدمات المالية، لا يمكن تقديم ذلك خارج النظام المصرفي الصيني، فهذا يضر أصلا بالبنوك الحكومية في هذا البلد والبنوك التجارية الأخرى.

هناك أيضا عدد من القيود التي تفرضها الصين على البنوك والمؤسسات المالية ترى أنه يجب أن تلتزم بها علي بابا وغيرها لتكون هناك عدالة.

من المحتمل أن تتجه أيضا الأنظار إلى شركة Tencent وهي موجودة في كل مكان سواء في مجال الأعمال أو الشبكات الاجتماعية أو الألعاب وحتى التجارة والتكنولوجيا المالية.

وهذا يعني أن التنظيم سيشمل المزيد من الشركات ويمكن أن يكون عام 2021 مليئا بعمليات التنظيم من الحكومة الصينية لهذه الأنشطة.

تدمير علي بابا غير منطقي

تابعنا على وسائل الإعلام وحتى على عدد من الشبكات الاجتماعية والمنتديات بعض النقاشات المرتبطة بهذه القضية، وذهب البعض للقول أن الحكومة الصينية تحارب علي بابا.

وفي الواقع ليس في صالح الصين أن تدمر شركاتها فقد تضررت بعضها مثل هواوي بسبب العقوبات الأمريكية والغربية، ومن جهة أخرى شكلت هذه المؤسسات شبكة شركات تسيطر بها الصين على التجارة العالمية.

مثل أي بلد آخر تنظم الصين هذه القطاعات وتسمح بالمنافسة المحلية وابتكار المزيد من الشركات المحلية وهذا من شأنه أن يزيد من نشاط الإقتصاد والتوظيف والتصدير.

لكن في حال تعرض جاك ما لمكروه ما، فإن قضيته ستجلب الكثير من المتاعب للصين، وستكون ضربة لسمعتها في نظر المستثمرين ورجال الأعمال والصناديق الإستثمارية.