إيلون ماسك ومسرحية كذبة الحياة في المريخ

إيلون ماسك ومسرحية كذبة الحياة في المريخ

شن مجتمع العملات الرقمية هجوما حادا على إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي المتهم بالتلاعب بالسوق من خلال تغريداته الكثيرة للجدل.

وقد وجهت له مجموعة Anonymous تهديدات شملت شركاته تيسلا إضافة إلى سبيس إكس، حيث وصفته المجموعة بأنه شخص أناني ومصاب بجنون العظمة يبحث عن الاهتمام فقط.

تطرقت المجموعة إلى مجموعة من التهم لعل أبرزها أنه سيقود البشرية نحو الهلاك في المريخ، حيث يقول أنه يسعى لإنقاذ البشرية من خلال نقلهم إلى كوكب آخر للعيش فيه وتقليل الضغط على الأرض.

وتأتي هذه التهمة لتؤكد أن الكثير من الناس أو معظمهم لا يؤمنون بالرحلة إلى المريخ وهي التي تصرف عليها الدول ملايين من الدولارات ويقول معارضوها أنها مجرد تمثيلية ولا توجد حياة في الكوكب الأحمر.

هناك نظرية تبدو الأقرب حاليا إلى الصواب في الوقت الذي تواصل فيه البعثات العالمية فشلها في العثور على حياة بالكوكب الأحمر، ويبدو أن نظرية الحياة في المريخ ما هي سوى كذبة تجارية كبرى.

المريخ في المتوسط بارد وغير مستقر، بمتوسط درجات حرارة -63 درجة مئوية (-81 درجة فهرنهايت)، تصل ارتفاعات درجة الحرارة في الصيف أحيانًا إلى 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت)، يتكون الغلاف الجوي للكوكب من 95.3٪ من ثاني أكسيد الكربون، وبدون وجود مجال مغناطيسي يتعرض سطحه لأشعة شمس حادة.

الضغط الجوي المنخفض مع درجات الحرارة الباردة يعني أيضًا أن الماء السائل غير مستقر على السطح، والحياة كما نعرفها لا يمكن أن توجد في هذه الظروف.

لم يكن المريخ دائمًا غير مضياف للحياة، نعتقد أن المريخ كان له ذات مرة نواة منصهرة ولدت مجالًا مغناطيسيًا، وهذا بدوره يحمي السطح من الإشعاع ويدعم الغلاف الجوي السميك الذي يحافظ على دفء الكوكب.

هناك أيضًا دليل قوي على أنه منذ ما بين 3 و 4 مليارات سنة، كان المريخ يحتوي على مياه على سطحه، يمكننا أن نرى الوديان التي نحتتها الأنهار والحصى التي تشكلت في الجداول وأكوام الرواسب التي يمكن أن تكون قد أتت من الأحواض والدلتا، في ظل هذه الظروف كان من الممكن أن تكون الحياة ممكنة.

منذ حوالي 3 مليارات سنة فقد المريخ مجاله المغناطيسي الواقي، جرد الإشعاع الشمسي معظم الغلاف الجوي للكوكب، واختفى الماء السائل، وتحول المريخ إلى صحراء جافة وباردة نراها اليوم.

حددت البعثات الفضائية مثل مركبة كيوريوسيتي الجوالة التابعة لوكالة ناسا أن بعض أجزاء المريخ كانت صالحة للسكن على الأقل لبعض الفترات الزمنية منذ فترة طويلة، لكن بدون دليل مباشر على الحياة الماضية، لا يمكننا معرفة ما إذا كان المريخ مأهولًا.

سوف تبحث المركبة التابعة لوكالة ناسا عن ذلك بالضبط، إنها متجهة إلى فوهة جيزيرو، وهي عبارة عن دلتا نهر وبحيرة سابقة، للبحث عن الحياة القديمة المخلدة في الحفريات المجهرية.

ستعمل المركبة أيضًا على تخزين عينات للبعثات المستقبلية للعودة إلى الأرض، حيث ستكون المختبرات حول العالم قادرة على دراستها بعمق أكبر.

قبل عقود أرسلت فعلا ناسا العديد من المركبات إلى المريخ وقال حينها العلماء أنهم حصلوا على عينات من الميكروبات وبعض الكائنات المجهرية التي تعيش في الأرض وهي تعيش هناك، لكن لاحقا تبين أن ذلك غير صحيح وأن التكنولوجيا المستخدمة حينها لم تكن دقيقة.

هناك فرصة ضئيلة لوجود الحياة الميكروبية على المريخ اليوم، ربما تحت الغطاء الجليدي للكوكب أو في البحيرات الجوفية التي اكتشفتها المركبات الفضائية مثل Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، مواقع كهذه يمكن أن تحمي الحياة من الظروف القاسية على سطح الكوكب.

نظرًا لأن نوع الحياة التي نعتقد أنها يمكن أن توجد على المريخ اليوم هي حياة ميكروبية، فلن يتم رصدها بواسطة كاميرات مركبة فضائية تدور في مدارها، بدلاً من ذلك هناك طرق يمكننا من خلالها اكتشافها بشكل غير مباشر من خلال التوقيعات الكيميائية المرتبطة بالحياة والتي تسمى التوقيعات الحيوية.

عند إرسال مركبة فضائية إلى المريخ للبحث عن علامات الحياة، من المهم للغاية التأكد من أننا لا نحضر الميكروبات معنا.

على الرغم من أن سفر المركبة الفضائية إلى المريخ يستغرق شهورًا، إلا أن الكائنات الحية الدقيقة القوية يمكن أن تنجو خلال الرحلة، وهذا يعني أنه من الممكن نقل تلك الكائنات من الأرض إلى المريخ وتتكاثر هناك وأن أصلها هي كوكبنا.

يجب تعقيم كل مهمة تهبط على المريخ تمامًا قبل مغادرتها للأرض، وإلا فإن الأدوات التي تبحث عن علامات الحياة قد تنخدع بالحياة التي جاءت مع المركبة الفضائية.

والأسوأ من ذلك هناك احتمال ضئيل ولكنه حقيقي بأن الميكروبات الأرضية يمكن أن تعيش وتزدهر على سطح المريخ، ومن المحتمل أن تتداخل مع أي أشكال حياة قد تكون موجودة بالفعل هناك.

يصبح خطر تلويث المريخ بالميكروبات الأرضية أكبر عند التفكير في البعثات البشرية المستقبلية إلى المريخ، تعج أجساد البشر بالميكروبات، وسيكون من المستحيل تقريبًا احتوائها داخل قاعدة مريخية مأهولة بالطاقم.

يجب أن تعمل وكالة ناسا ووكالات الفضاء الدولية والشركات الخاصة معًا لإنشاء إرشادات لحماية الكواكب توازن بين فوائد الاستكشاف البشري وخطر التلوث.

في هذا الوقت تتحدث ناسا عن البحث عن الحياة في أعماق هذا الكوكب أما على سطحه فلا توجد أي علامات على وجود كائنات أو حتى بقايا لها، باستثناء الصحاري وآثار الوديان والأنهار التي كانت موجودة فيه قبل آلاف السنين.

حسب بيانات المسبار الأوروبي “مارس إكسبرس Mars Express” فهناك علامات على وجود مياه جوفية في هذا الكوكب وحتى إن كانت مالحة، فإن هذا يعطي الأمل بأن تكون هناك حياة على هذا الكوكب.

وبينما لا تزال التحقيقات جارية والدراسات مستمرة ولن ترسل ناسا رواد الفضاء إلى هذتا الكوكب إلا ابتداء من 2033، يتحدث إيلون ماسك عن تنظيم أولى الرحلات إلى هذا الكوكب خلال 2026، وهي مفارقة كبيرة وتدل على أن الرجل يستغل هذه القضية لجلب الإستثمارات لشركته واثارة انتباه وسائل الإعلام ليس إلا، لكن ينبغي أن يفهم أن أرواح الناس ليست لعبة لنزواته وحماقاته.

إقرأ أيضا:

عملة STOPELON وخطة تدمير إيلون ماسك

إيلون ماسك ساعد بدون قصد الريبل XRP ضد بيتكوين

مواصفات عملة إيلون ماسك منافسة عملة بيتكوين

المخرب إيلون ماسك يتسبب في انهيار بيتكوين

حذار من دوجكوين فهي مقامرة باعتراف إيلون ماسك

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز