إنذار: انهيار البورصة الأمريكية ما بين نوفمبر 2020 ومايو 2022

انهيار البورصة الأمريكية ما بين نوفمبر 2020 ومايو 2022

يبدو أن التعافي السريع للبورصة الأمريكية من الإنهيار الذي حصل ما بين فبراير ومارس هذه السنة لن يستمر طويلا، وسيحدث انهيار جديد عما قريب.

في المرة السابقة خسرت البورصة الأمريكية 35% بشكل سريع وأسرع من انهيارات أخرى مماثلة في التاريخ، لكن سارعت الولايات المتحدة إلى إقرار تحفيزات مالية ضخمة ساعدت في إيقاف الإنهيار ودفعت صغار المستثمرين وكبارهم أيضا يعاودون الإستثمار في الأسهم.

لكن البنك المركزي الأمريكي يعلم تماما أنه لا يستطيع منع انهيار أكبر بشكل دائم، فإذا ضعف الدولار الأمريكي وازداد التضخم في البلاد، سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة، ما يعني بداية الإنهيار للأسهم.

  • انهيار البورصة الأمريكية في الربع الأخير من 2020

كان شهر أيلول شهرًا متقلبًا بالنسبة لسوق الأسهم، وحتى الآن يبدو أن بداية شهر أكتوبر كانت صعبة، وقد يتسبب ذلك في إثارة قلق المستثمرين، خاصة بالنظر إلى الطريقة التي تراجعت بها السوق تمامًا في مارس عندما ظهرت أخبار جائحة فيروس كورونا لأول مرة.

هناك احتمالات متزايدة لحدوث هذا الأمر، أولا التهديد يأتي من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإذا خسر دونالد ترامب السباق ورفض تسليم السلطة سلميا ستدخل البلاد فترة دستورية حرجة للغاية.

بالنسبة للمستثمرين هذا أكبر تهديد على أصولهم ومصالحهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث، لهذا فرد الفعل سيكون بيع الأسهم.

رأينا في الأسابيع الأخيرة تراجع الأسهم فقط لأن الرئيس الأمريكي رفض التعهد بتسليم السلطة إذا خسر الانتخابات وأشار إلى أنه لا يوجد لدى الأمريكيين سوى التصويت ليستمر في منصبه.

التهديد الثاني يأتي من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مجددا، ويتوقع بيل غيتس أن تحدث طفرة في عدد الوفيات بالبلاد الفترة القادمة.

ونعلم أيضا أن الفيروس في موجته الثانية حاليا بأوروبا وأجزاء من آسيا وأفريقيا، لذا فهو يهدد بالفعل الإقتصاد العالمي ويمكنه أن يساعد في تخفيض النمو الاقتصادي للعام القادم أيضا.

تعد فترة أكتوبر إلى مارس القادم فترة الموجة الثانية والثالثة على التوالي والفترة التي بدأت الآن منذ أغسطس هي الأخطر على الإطلاق.

  • البطالة المتزايدة تهدد الإقتصاد الأمريكي والعالمي

أظهر تقرير التوظيف في أغسطس أن 13.6 مليون أمريكي عاطلون عن العمل، بزيادة 7.8 مليون عن فبراير.

على الرغم من أن عدد العاطلين عن العمل قد انخفض في الأشهر الأخيرة، إلا أن النسبة المئوية لمن يتوقعون أن يكونوا عاطلين عن العمل خلال الأشهر الستة المقبلة آخذة في الارتفاع.

يقول آدم كونز، المحلل المالي المعتمد ومدير المحفظة في Winthrop Capital Management: “يتمثل الخطر الأكبر على القوى العاملة في أن الأفراد الذين تم إجازتهم أو العاطلين عن العمل مؤقتًا يصبحون فجأة عاطلين عن العمل بشكل دائم”.

  • التحفيز غير الكافي

منذ أشهر، كانت وول ستريت تتوقع جولة رئيسية ثانية من الإغاثة من الفيروس من الكابيتول هيل، على الرغم من تعثر المفاوضات الحزبية بشكل خطير في الأسابيع الأخيرة حيث يبدو أن الفجوة بين اليسار واليمين لا يمكن التغلب عليها بشكل متزايد.

يريد دونالد ترامب إطلاق حزمة جديدة لكن المشكلة أنها ليست كافية، ويبدو انه يمكن أن تتأخر إلى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

حتى جو بايدن لم يستبعد إطلاق حزمة تحفيزية في عهده، لكن السؤال هو عل ستكون كافية وقادرة على إنعاش الإنفاق الذي سيبدأ في التراجع قريبا؟

من جهة أخرى فإن التحفيز سيضعف الدولار الأمريكي ولهذا ارتفع سعر الذهب يوم الجمعة بنسبة 2% عندما صرح منافس الرئيس أنه لا مشكلة لديه مع تحفيز مالي آخر إذا تولى الرئاسة.

  • تقييمات عالية ومكاسب مركزة

شيء واحد يحب العديد من المحللين والمستثمرين رؤيته في ارتفاع سوق الأسهم هو اتساع السوق ونتحدث عن مشاركة واسعة عبر مختلف القطاعات والشركات التي يعمل كل منها بشكل جيد.

لم يكن هذا هو الحال في عام 2020، حيث قاد قطاع واحد وعدد قليل من الشركات الكبيرة ارتفاع البورصة الأمريكية لقد كانت شركات التكنولوجيا الدافع الأكبر وراء ارتفاع الأسهم، ونتحدث عن آبل وفيس بوك وأمازون وجوجل ومايكروسوفت.

تم أيضًا تقديم جيل جديد من المستثمرين إلى الأسواق عبر تطبيقات التداول المجانية مثل Robinhood، والتي تقدم تداولات بدون عمولة، وتسمح هذه الميزات للمستثمرين ذوي رأس المال الأقل بالمشاركة في سوق الأسهم بطرق لم تكن مجدية من الناحية المالية في السابق.

وكما نعلم ما أن يدخل المستثمرين الأفراد والمبتدئين السوق ويراهنون على أسهم معينة حتى يحلون السوق إلى فقاعة يصبح انهيارها سهلا ومؤلما للعائلات والأسر.

إقرأ أيضا:

لا مفر من انهيار الأسهم الأمريكية والعالمية 2020

وارن بافيت يترقب انهيار الأسهم الأمريكية 2020

ماهي العوامل وراء انخفاض الدولار الأمريكي؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز