إعادة فتح الإقتصاد والموجة الثانية من فيروس كورونا

إعادة فتح الإقتصاد والموجة الثانية من فيروس كورونا

في الولايات المتحدة الأمريكية هناك حديث قوي عن إعادة فتح الاقتصاد، لكن أيضا هناك صراع بين أنصار هذه الفكرة مثل دونالد ترامب ومن يطالبون بالتريث حتى تتضح الأمور أكثر.

وهذا أيضا حديث بقية دول العالم والحكومات التي يخطط معظمها للإنتقال إلى المرحلة القادمة أواخر الشهر الحالي وبداية الشهر القادم.

في الوقت الذي يتسابق فيه صانعو الأدوية في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح مضاد للفيروس التاجي، قال المستشار الصحي للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فوسي: “ليس هناك ما يضمن أن يكون اللقاح فعالًا بالفعل”.

قدم فوسي التحذير الكئيب الثلاثاء للجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ أمس خلال جلسة استماع حول الطريق إلى إعادة فتح الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد.

أشار المسؤولون الأمريكيون إلى تطوير لقاح كنقطة تحول رئيسية في جائحة فيروس كورونا، على الرغم من أن الأمر سيستغرق ما بين 12 إلى 18 شهرًا على الأقل.

مع إنشاء اللقاحات التجريبية، ستحتاج الشركات أيضًا إلى إنتاجها بكميات كبيرة لتزويدها لأكثر من 7.6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، في غضون ذلك لا توجد علاجات مثبتة للفيروس.

هذا يعني أنه في حالة استمر فيروس كورونا في الإنتشار ولم يختفي لسبب من الأسباب مثل ارتفاع درجة الحرارة في الصيف فلن نتخلص منه حتى النصف الثاني من العام القادم.

في جلسة أمس الثلاثاء حذر فوسي الدول علنًا يوم الثلاثاء من أن إعادة فتح اقتصاداتها قبل الأوان سيؤدي إلى “معاناة وموت لا داعي لهما”.

ليلة الاثنين، ذكرت شيريل جاي ستولبرغ من صحيفة نيويورك تايمز أن فوسي أرسل لها بريدًا إلكترونيًا قبل شهادته العامة في اليوم التالي في جلسة استماع للجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ.

وكتب فوسي في البريد الإلكتروني الذي نشره ستولبرغ على تويتر: “الرسالة الرئيسية التي أود أن أنقلها إلى لجنة مجلس النواب رفيعة المستوى لمجلس الشيوخ غدًا هي خطر محاولة فتح البلاد قبل الأوان”.

تخشى بالفعل منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى الوطنية والدولية، من موجة تفشي ثانية لفيروس كورونا.

ستكون ضربة قوية للنظام الاقتصادي العالمي برمته وللمعنويات وقد تشعل الفوضى في بلدان بأكملها، من خلال خروج الشعوب إلى الشوارع ورفض العودة إلى المنازل وبالتالي وقوع الملايين من القتلى هذه المرة.

وينخدع الكثير من المؤمنين بنظرية المؤامرة بالأرقام التي تشير إلى أن نسبة الوفيات بسبب الفيروس قليلة، لكن كلنا نعلم مدى سرعة انتشاره والأضرار التي يتركها بعد التعافي والتي يمكن ان تشمل العقم وتضرر الجهاز التنفسي للأبد، ناهيك على أنه يقضي بسهولة على كبار السن.

إعادة فتح الإقتصاد وترك الأمور تسير دون وعي واحتياطات تفتح الباب لموجة ثانية أعنف من تفشي فيروس كورونا ومقتل الملايين هذه المرة، وحينها سنرى نسبة أكبر ومرعبة كإجابة للمستهترين بالفيروسات التاجية.

من جهة أخرى سيبدو الأمر كتخلي عن كبار السن والمرضى بالأمراض المزمنة، وهو ما رأيناه في السويد التي ندمت عن سياسة مناعة القطيع التي اعتمدتها فاقتصادها تضرر بنفس قوة تضرر اقتصاد جيرانها الأوروبيين مثل إيطاليا وفرنسا واسبانيا وألمانيا، وبالتالي لا فائدة من إبقاء الأمور على طبيعتها بقدر ما كانت جريمة في حق المسنين الذين قتلوا بالمئات.

إعادة فتح الإقتصاد يجب أن يتم حقيقة بحرص شديد على أن لا تظهر بؤر جديدة وينتشر الفيروس في المجتمعات ونعود إلى نقطة الصفر، وحدوث ذلك سيعني لا محالة أن الوضع السيء الحالي سيتفاقم وسيستمر لفترة أطول.

بالطبع لا يجب أن ننسى أن المصالح المالية والإقتصادية مهمة وأن الأعمال التجارية يجب أن تستأنف العمل ويعود الناس إلى حياتهم الطبيعية، لكن الوباء ليس اختيارنا ولا نتحكم به، إنه خارج عن السيطرة ولا يستطيع أحد التحكم فيه.

إقرأ أيضا:

كارثة استراتيجية مناعة القطيع في السويد

مستقبل السياحة في ظل أزمة فيروس كورونا

كيف يمكن محاربة فيروس كورونا في المكاتب ومصانع الشركات؟

تأثير فيروس كورونا وانهيار النفط على الإقتصاد السعودي

تأثير أزمة فيروس كورونا على طريق الحرير الجديد من الصين

فيتنام: من الحرب التجارية إلى أزمة فيروس كورونا نحو منافسة الصين

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز