إجبارية التلقيح ضد كورونا لتجاوز الوباء والأزمة الإقتصادية

إجبارية التلقيح ضد كورونا لتجاوز الوباء والأزمة الإقتصادية

يوما بعد يوم يتضح أن إجبارية التلقيح ضد فيروس كورونا هي سياسة تتفق عليها المزيد من دول العالم، وهذا من أجل تجاوز الوباء المستمر منذ أكثر من عام حاليا وفتح الإقتصاد العالمي من جديد بشكل كامل كما كان هو الحال قبل الفيروس المستجد.

رغم أنه في الصيف الحالي قد فتحت الدول السياحة إلا أنها بقيت خاصة بمن حصل على اللقاح، فيما واجه المسافرون الآخرين ظروفا صعبة مثل الحجر الصحي لأسبوع على الأقل ولا ننسى عمليات الفحص التي لا يحبها كثيرون.

في بريطانيا تراجعت نسبة الإصابات الأسبوع الماضي بنسبة 33% بعد تطعيم 88% من البالغين رغم انتشار أحدث السلالات في هذا البلد الأوروبي، وهو ما يؤكد على أن التلقيح الجماعي سيساعد على تجاوز الوباء والقضاء على هذا الفيروس بشكل نهائي.

هذا الشرط لا ينبغي أن يتحقق في بريطانيا لوحدها أو بعض الدول فقط، بل كافة دول العالم ومنها الفقيرة التي ستحصل على شحنات من اللقاح مجانا تارة من الأمم المتحدة وتارة من الولايات المتحدة وأخرى من دول مختلفة تساعد على تجاوز الوباء العالمي.

لهذا السبب رفضت منظمة الصحة العالمية في الأيام الأخيرة فكرة الجرعة الثالثة للقاح، حيث ترغب في أن يتم توجيه هذه الجرعة إلى الدول الفقيرة والمساعدة في رفع نسب التطعيم في تلك الدول.

وبالحديث عن دول العالم الثالث فهي الأكثر تضررا من أزمة كورونا حاليا، لأنها ببساطة تعاني من قلة نسب التطعيم ضد كورونا، ولهذا السبب وجدت نفسها في القائمة الحمراء لدى معظم الدول المتقدمة التي يأتي منها السياح خلال الصيف الحالي.

واكتفت تلك الدول في الصيف الحالي بفتح باب العودة للمغتربين وسعت جاهدة لجذب سياح أجانب دون أن تحصل على نتائج مرضية.

هذا يعني أن هذه الدول خسرت موسم الصيف الماضي وأضافت له الصيف الحالي، واستمرار الوضع على ما هو عليه لعام أو عامين إضافيين سيؤدي إلى انهيار العديد منها وغرقها في الديون وقلة الدخل الذي تحصل عليها من السياحة.

من جهة أخرى لا تبدو شركات الطيران سعيدة بالوضع الحالي، فرغم ارتفاع عدد رحلات الطيران بين أمريكا الشمالية وأوروبا، إلا أن الحركة في بقية مناطق العالم لم تتعافى بقوة.

وترغب شركات الطيران في أن تعود الأمور إلى سابق عهدها لتشغل أساطيلها بكامل قوتها وتحقق مكاسب جيدة كما كان يحدث في السنوات الماضية وإلا فإن المزيد منها معرض للإفلاس.

عاد سوق الطيران الجوي والنقل إلى مستوياته السابقة قبل كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية لكن هذا ليس هو الوضع بالنسبة لبقية دول العالم.

انخفض عدد السياح الدوليين الوافدين إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ 1990، ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن الأزمة كلفت العالم حوالي 4 تريليونات دولار وعرّضت أكثر من 100 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر.

التأثير كبير جدًا بسبب وجود العديد من الموردين والشركات المرتبطة بالقطاع الأساسي، لوضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح، فإن التأثير يكاد يكون معادلاً للناتج المحلي الإجمالي لفرنسا.

ومن المعلوم أن الكثير من السياح من الدول المتقدمة يفضلون السفر إلى دول فقيرة ونامية والتي تتمتع بمناظر طبيعية متنوعة وثقافات مختلفة عن السائدة الدول الغنية إضافة إلى أن عملاتها الرخيصة تجعل السياحة إليها أرخص.

لهذا السبب تعد إجبارية التلقيح ضد كورونا مفروضة، كما هو الحال بالنسبة للتطعيم الذي يحصل عليه كل مولود جديد ليتم تسجيله لدى السلطات، وهو لقاح يتضمن المقاومة ضد أمراض فتكت بالملايين من الناس حول العالم ومنه داء السل وشلل الأطفال وإلتهاب الكبد الفيروسي وعدد من الأمراض التي تنتقل من شخص لآخر وسيضاف إليها مستقبلا كورونا.

وبدون إجبارية التلقيح ضد كورونا سيستمر الوباء العالمي لسنوات إضافية وهو ما يعرض الملايين من الناس في مجال السياحة والنقل لفقدان وظائفهم، وينبغي أن تشارك في العملية الشركات التي ستفرض ذلك على موظفيها ومنع أي موظف من مزاولة عمله في مكتبه إذا رفض التطعيم.

ولأن الكثير من الرافضين يعملون بشكل حر ومن منازلهم أو في الأسواق المحلية، ينبغي أيضا فرض ذلك عليهم بإلغاء رخصهم لمزاولة عملهم عند الرفض، ومنع تسجيل المواليد للآباء غير الملقحين، وأيضا منع التنقل بين المدن والسفر لمن لا يمتلك شهادة التلقيح.

هكذا يمكن لكل دولة أن تفرض على الناس التلقيح ضد كورونا، والوصول إلى أعلى نسبة ممكنة من الملقحين وهذا ليستعيد العالم الحياة الطبيعية.

إقرأ أيضا:

يوتيوب يعاقب قناة سكاي نيوز أستراليا بسبب فيروس كورونا

خدمات موقع لقاح كورونا المغرب liqahcorona. ma

رسائل من انهيار تونس في أزمة كورونا

الويب المظلم سيكشف أصل فيروس كورونا وفضيحة الصين

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز