أول يوم من تعويم الدرهم المغربي يعري أكاذيب وتهويل المتشائمين

تعويم الدرهم المغربي بالتدريج

منذ أن أعلن المغرب توجهه إلى تعويم الدرهم المغربي ابتداء من اليوم الاثنين، والمنشورات على فيس بوك والتعليقات من المغاربة تكشف عن خوفهم وعن تهويل المتشائمين.

معظم المستخدمين تحولوا إلى محللين اقتصاديين ويفهمون أكثر من البنك المركزي ووزارة الإقتصاد، حيث يروجون للقرار بأنه خطأ وسيء للغاية وستنتج عنه أزمة اقتصادية كبيرة تهلك البلاد والعباد.

أحترم وجهة نظر المتشائمين من تعويم الدرهم المغربي، لكن لا أؤمن بذلك الرأي ولا أعتقد أنه صحيح فهو مبني على تجارب دول أخرى غرقت أساسا في الأزمة قبل التعويم لعل مصر في مقدمتها، بل إن تعويم الجنيه المصري قد أنقذ ما تبقى من النظام المالي هناك وحول البورصة المصرية إلى مركز مالي مغري للمستثمرين، ومنذ أيام نشرت CNBC خبرا مفاده أن السياحة المصرية هي الأخرى وأنه رسميا فقد ارتفعت ايرادات السياحة المصرية بنسبة 100% في 2017.

المنشورات التي تهول من تعويم الدرهم المغربي ذهبت إلى توقع كارثة اقتصادية ومالية تحول المغرب إلى مصر، وتوقعت أن نرى على الأقل تصل قيمة اليورو إلى 15 درهم مغربي اليوم مع توقعات بوصول الدولار إلى 12 درهم مغربي على الأقل.

 

  • أكاذيب فيس بوك وتهويل المتشائمين

وكان البيان الرسمي من وزارة الإقتصاد المغربية بالتعاون مع بنك المغرب قد أكدا بوضوح على أن تعويم الدرهم المغربي سيكون تدريجيا وبطيئا، وأن أول مرحلة سيحدد فيها سعر صرف الدرهم داخل نطاق تقلب نسبته +2.5 بالمئة و -2.5 بالمئة، وذلك عوض +0.3 بالمئة و -0.3 بالمئة المعمول بها حاليا.

ويبدو أن النشطاء على هذه المنصة تجاهلوا تلك العبارة أو لم يفهموها جيدا، وبمجرد أن سمعوا التعويم ظنوا أنه تعويم كلي وسريع.

تهويل المتشائمين أصبحت موضة ليس فقط في المغرب ولكن في بقية دول العالم العربي، حيث يتم المبالغة في انتقاد قرارات الحكومات وتسليط الضوء على الجانب السيء منها.

 

  • أول يوم من تعويم الدرهم المغربي يكشف الحقيقة

على أرض الواقع كان يوما آخر عاديا بالنسبة للدرهم المغربي وهو الذي بقي ثابتا مقابل اليورو فيما ارتفع مقابل الدولار.

1 دولار = 9,21 درهم مغربي صباحا والآن 9.20 درهم مغربي
1 يورو = 11,29 درهم مغربي صباحا والآن 11.29 درهم مغربي.

الرسم البياني يبين لنا أن الدرهم المغربي يرتفع مقابل الدولار الأمريكي منذ أيام وأن قرار التعويم لم يؤثر سلبا على طلب العملة المحلية.

أما اليورو فقد ارتفع بنسبة قليلة مقابل الدرهم المغربي، وهذا من 11.27 درهم مغربي إلى 11.29 درهم مغربي.

ومن المنتظر أن يستمر الارتفاع والانخفاض لعملة الدرهم المغربي مقابل العملات الأخرى في حدود ضيقة، وهذه أول مرحلة من التعويم.

لهذا يبدو إلى الآن الحديث عن انهيار الدرهم المغربي أو التراجع الكبير مبالغة وتهويل مدفوع بالجهل لا أقل ولا أكثر.

 

نهاية المقال:

قيل بأنه يوم الاثنين 15 يناير سينهار الدرهم المغربي وسيتراجع أمام اليورو والدولار بشكل مخيف، لكن نسي هؤلاء المحترمين بأن التعويم عملية تدريجية وطويلة الأمد وأن قيمة العملة المحلية ستدور في نطاق ضيق.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.