آبل تعاقب فيس بوك وتلمح بالمزيد على خلفية قضية التجسس

آبل و فيس بوك في نزاع مباشر وخطير

من يتابع الأخبار التقنية يعلم تماما أن العلاقة بين آبل و فيس بوك ليست على ما يرام، تدهورت العلاقة بين العملاقين خلال العام الماضي، خصوصا مع تعرض أكبر شبكة إجتماعية للتدقيق والتمحيص والمتابعة و الإتهامات التي تؤكد أنها تتاجر في بيانات المستخدمين بطريقة غير أخلاقية.

آبل لديها وجهة نظر واضحة حول أزمة فيس بوك، ألا وهي أن الشركة التي تملك أكبر خدمات ومواقع التواصل الإجتماعية تستحق ما تتعرض له، ولا يمكن التعاطف معها.

تقدم آبل نفسها عادة على أنها أكبر مدافعة عن الخصوصية من بين الشركات الكبرى حاليا، فهي لا تعرض الإعلانات على خدماتها، ونموذجها الربحي يعتمد فقط على مبيعات الأجهزة و الإشتراكات في خدماتها.

لذا تقلق الشركة كثيرا عندما تنتشر تقارير إخبارية عن تطبيقات أو خدمات تقوم بجمع بيانات عن المستخدمين أكثر من الحد المسموح به.

لا تكتفي فيس بوك بالبيانات التي نتركها هناك عند تصفح الموقع وإجراء عمليات البحث والتصفح والتفاعل وكتابة المنشورات، بل يتم أيضا الوصول إلى الأجهزة والتدقيق في بيانات المستخدم بخدمات وتطبيقات ومواقع أخرى!

  • أغسطس 2018: أول ضربة من آبل

قامت آبل بتحديث شروط استضافة التطبيقات والألعاب على متجر آب ستور، لتزيد صرامة المتجر ضد انتهاكات الخصوصية.

قامت بحذف تطبيقات تنتهك الشروط الجديدة، وكان ضمنها تطبيق Onavo الذي لا يزال موجودا على جوجل بلاي، وهو الذي يقدم في العلن خدمة الـ VPN وتقليل استهلاك بيانات الجوال، بينما في السر هو وسيلة لجمع بيانات المستخدمين خصوصا عن نشاطات التصفح والتطبيقات والألعاب التي تعتمد على الإنترنت.

بقي التطبيق حاليا متاحا فقط لأجهزة أندرويد ولاحظنا أن الملايين من المستخدمين قاموا بتنزيله، وبالتالي اتاحة منفذ إضافي في أجهزتهم لوصول فيس بوك إلى بياناتهم.

  • فضيحة تطبيق Facebook Research

صممت فيس بوك تطبيقا آخر يدعى تطبيق Facebook Research، وهو من اسمه واضح أنه للأبحاث وأنه يساعد الشركة على تصميم خدماتها بشكل أفضل.

لهذا لم تطرحه الشركة على آب ستور وجوجل بلاي، وهو يتيح للمستخدمين جمع البيانات عنهم والحصول على 20 دولار شهريا.

استغلت فيس بوك شهادات مؤسسة فيس بوك المعتمدة لدى آبل، وهي التي يسمح بموجبها آيفون بتنصيب تطبيقات تابعة للشركة وهي غير موجودة على آب ستور بدون الحاجة إلى أي عمليات معقدة والمخاطرة بضمان آيفون.

هذه الشهادات التي تتمتع بها في بوك تتمتع بها شركات ومطورين كبار لديها تطبيقات تجريبة من تطبيقاتهم الرسمية ويعملون عادة على تنزيلها في أجهزة الموظفين ومجتمع المطورين لتجربة مزايا جديدة قبل اعتمادها في التطبيق الرسمي.

هذا ما استغلته فيس بوك حرفيا ليعمل تطبيق Facebook Research على هواتف آيفون دون علم شركة آبل، وعندما أكدت تقارير أمس الأربعاء أنه يتم تنزيله من المراهقين والقاصرين والمستخدمين لربح 20 دولار شهريا مقابل كم هائل من بياناتهم، شعرت آبل بأنها تعرضت للخداع من فيس بوك.

دافعت فيس بوك عن نفسها بالقول: “مثل العديد من الشركات، ندعو الأشخاص للمشاركة في الأبحاث التي تساعدنا على تحديد الأشياء التي يمكننا القيام بها بشكل أفضل، بما أن هذا البحث يهدف إلى مساعدة فيس بوك على فهم كيفية استخدام الأشخاص لأجهزتهم المحمولة، فقد قدمنا معلومات شاملة حول نوع البيانات”.

كرد فعل قوي منها، قامت آبل بتعطيل تلك الشهادات وبالتالي تعطل فيس بوك التجريبي والتطبيقات الداخلية التي يستخدمها آلاف موظفي فيس بوك وهو ما عطل عملهم أمس.

التطبيقات الخاصة بالمستخدمين الرسمية لا تزال موجودة على آب ستور كما أنها تعمل بدون أي مشاكل إلى حد الآن.

  • المزيد من العقوبات يمكن أن تفرضها آبل

لدى شركة آبل المزيد من الأوراق التي يمكن أن تلعب بها ضد فيس بوك، ومنها تطوير نظام ios أكثر لمنع ممارسات الشركة الأمريكية ومنع وصولها إلى البيانات.

حظر الإعلانات على موقع فيس بوك وخدماته بالضبط هي واحدة من الأوراق المطروحة على الطاولة، إضافة إلى تضييق الخناق على تطبيقات فيس بوك الموجودة في آب ستور من خلال سحبها لكونها تنتهك خصوصية المستخدمين.

الخسائر ستكون كبيرة لشركة فيس بوك، لكن أيضا يمكن لهذه الأخيرة أن تلجأ إلى القضاء في حالة شعرت بأن آبل تستهدفها أكثر من اللازم.

 

نهاية المقال:

بدأت علاقة آبل مع فيس بوك تتدهور ابتداء من أغسطس 2018، وأمس وصلت إلى مرحلة أسوأ حيث تمكنت آبل من تعطيل أعمال موظفي فيس بوك، ولا يزال بإمكانها توجيه ضربات أقوى الفترة المقبلة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز