جاءت نتائج انتخابات فرنسا وبريطانيا بعكس ما يشتهيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأحبط الشعبين الفرنسي والبريطاني خططه لتدمير الإتحاد الأوروبي من الداخل.
ومن المعلوم أن روسيا تدخلت في الإنتخابات الأمريكية لعام 2016 ولديها سلسلة من التدخلات المباشرة وغير المباشرة، وهي التي توظف شبكة عملاقة لنشر الأخبار المزيفة في منصات التواصل.
حرب إلكترونية ضخمة من روسيا
وكانت في الأيام الماضية قد استخدمت منصة اكس بصورة كبيرة للترويج لخطوة المهاجرين المسلمين في أوروبا وأيضا تمويل الحرب الأوكرانية من جيوب دافعي الضرائب.
ومن المعلوم أن الإتحاد الأوروبي ذهب لتمويل الحرب من فوائد الأصول الروسية المجمدة، ووضع خطط احتياطية في حال صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في بقية الدول الأعضاء.
ويعتقد الرئيس الروسي أن الأمور تدار في الدول الديمقراطية من شخص واحد كما هو الحال في دولته التي يحكمها بمفرده مع حاشيته الصغيرة.
ولكن أوروبا تعي جيدا خططه الخبيثة ورغبته في ضرب الداخل الأوروبية ودفع الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا للخروج من الإتحاد الأوروبي.
فشل رهان فلاديمير بوتين على اليمين المتطرف
عندما أعلن اليمين المتطرف في فرنسا مفاجأة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، ذهب الرئيس ماكرون إلى رمي النرد والإعلان عن انتخابات وطنية مبكرة.
وعندما أشارت استطلاعات الرأي تلو الأخرى إلى أن اليمين المتطرف سيهزم حزب ماكرون وكذلك اليسار، وجاءت الجولة الأولى للإنتخابات جيدة كان هناك احتفاء روسي واضح.
لكن في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية تصدر تحالف اليسار الانتخابات البرلمانية بـ 182 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية، ثم معسكر الرئيس الفرنسي بحوالي 168 مقعدا، ثم التجمع الوطني (أقصى اليمين) وحلفاؤه على 143 مقعدا.
لا تستطيع أي من التشكيلات السياسية الوصول بمفردها إلى الأغلبية المطلقة البالغة 289 نائبا، وستكون هناك بالتأكيد التحالفات بين الوسط واليسار فيما اليمين المتطرف سيكون موجودا بدون تأثير كبير.
وقبل أيام جاءت النتائج أيضا في بريطانيا العظمى صادمة، حيث اكتسح حزب العمال اليساري البرلمان وأنهى 14 عاما من سيطرة المحافظين على السلطة.
فرنسا وبريطانيا ستواصلان دعم أوكرانيا
وتتصدر بريطانيا الدول الداعمة لأوكرانيا، ومن المرتقب أن تستمر هذه السياسة وربما أيضا بوتيرة أكبر مع صعود حزب العمال.
من جهة أخرى ستحافظ فرنسا على دعمها لأوكرانيا ورغبتها في انضمام البلد الجار لروسيا إلى الناتو والإتحاد الأوروبي مستقبلا.
ويراهن حاليا الرئيس الروسي على الإنتخابات الأمريكية وصعود دونالد ترامب الذي يأمل منه أن يغير السياسة الخارجية الأمريكية في الحرب الأوكرانية.
ولكن حتى في حال حصول ذلك فإن الحزب الجمهوري متفق مع نظيره الديمقراطي على مواجه خطر الصين وروسيا، وقد تعقد أوروبا صفقات أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة وهو ما يريده دونالد ترامب كي يواصل دعم الحرب في أوكرانيا.
رهان الرئيس الروسي على تغيير أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فشل، وقد أصبحت خياراته قليلة ومحدودة مع عجز قواته على تحقيق تقدم حقيقي في الأراضي الأوكرانية.
إقرأ أيضا:
ماذا يعني توقف تداول الدولار واليورو في بورصة موسكو؟
أهم 5 دول تريد الإستقلال عن روسيا وترفض الإتحاد الروسي
خرافة اتفاقية البترودولار مع السعودية
حظر الوقود النووي الروسي في أوروبا والولايات المتحدة
لماذا سينهزم محور الشر الجديد كما انهزمت دول المحور؟
لماذا قامت بنوك الإمارات والصين وتركيا بحظر روسيا؟
هل روسيا دولة ديمقراطية وهل تختلف عن الإتحاد السوفيتي؟