مرة أخرى تنجح البورصات العالمية في تجنب انهيار مالي عالمي منذ بداية صعود الأسهم شهر مارس 2009، ووصول الرخاء الحالي إلى مستويات غير مسبوقة.
قبل ساعات تفاخر دونالد ترامب بقوة الإقتصاد الأمريكي في عهده وتراجع البطالة إلى أدنى مستوى لها في 50 عاما، والأهم أن شعبيته تزايدت واليوم سيعلن مجلس الشيوخ عن براءته بعد أن فشل الديمقراطيين في عزله، وقد يفوز بولاية ثانية.
في أقصى شرق الأرض هناك دولة كبرى أخرى هي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي تعرضت لفاجعة مؤخرا وهي انتشار فيروس كورونا الجديد ومقتل حوالي 500 شخص بسببه.
نجحت الصين في السيطرة على مبيعات الأسهم الصينية وقامت بضخ أكثر من 140 مليار دولار في بورصاتها.
من جهة أخرى فقد أدارت أزمة فيروس كورونا بنجاح إلى حد الآن وتحسنت لديها الشفافية في الإعلان عن تفاصيل الأوضاع المزرية التي تمر منها.
وعملت على بناء مستشفيات ضخمة في أيام قليلة وتجهيزها واستغلال جيشها في مواجهة الفيروس الذي تم اعتباره تهديدا للأمن القومي والإقتصادي للبلاد.
كما عملت أيضا على تشجيع القطاع الخاص والعام في العمل معا والتوصل إلى الحلول للفيروس، لذا اشتغلت المختبرات بكامل طاقاتها الفترة الأخيرة في البلاد وهناك استثمارات من الدولة في الأبحاث وتمويل الخبراء لإيجاد حل للفيروس وإنتاج دواء يقضي عليه.
واليوم توصل فريق من الباحثين في جامعة “جيجيانغ” إلى عقارين لعلاج فيروس كورونا بشكل فعال، ومن المنتظر أن يتم إجراء اختبارات فعلية لهما على بعض المرضى المتطوعين.
وعلى كل حال ليست الصين هي وحدها من يعمل على إيجاد حل للفيروس فهناك شركات الأدوية الأمريكية ونظيرتها في سويسرا ودول أخرى وكلها تتسابق للحل.
وبالطبع فالسباق هو لمنع فيروس كورونا من التسبب في كارثة اقتصادية ومالية ضخمة، إضافة إلى حماية أرواح الملايين من الأشخاص حول العالم.
والحقيقة أن فيضان الأخبار السلبية التي تدور حول هذا الفيروس يمكن أن يخرج منها أي شخص منا، بأن الصين والعالم في طريقهما إلى النهاية و الإنهيار.
وقد سوقت بعض وسائل الإعلام لفكرة استحالة هزيمة هذا الفيروس أو أن العلاج لن يتم إصداره سريعا، وستنهار البورصات في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقد أشرت سابقا على حساباتنا في الشبكات الاجتماعية إلى أنني متفائل، ولا أعتقد أنه ستحدث أزمة مالية في الوقت الراهن.
كل ما أستطيع توقعه حاليا هو موجات بيع للأسهم سواء الأمريكية أو الصينية بسبب بعض الأخبار السلبية أو البيانات الإقتصادية السيئة، ولأن ذلك هو المنطقي بعد أن وصلت الأسواق إلى مستويات قياسية بشكل متسارع خلال الأسابيع الماضية.
إذن إذا كنت تنتظر اندلاع أزمة مالية عالمية في شهر فبراير الحالي فأنت تحلم بحدوث المستحيل، وإن كانت الأسهم حاليا “فقاعات قابلة للإنفجار”.
من المنتظر أن يعلن دونالد ترامب عن تخفيضات ضريبية جديدة للشركات الأمريكية وقطاع الأعمال ما سيعزز من الأرباح ويساعد الصناعة الأمريكية على التعافي بشكل أسرع.
كما أن ورقة التخفيضات الجديدة ستساعده أيضا في نقل بعض الصناعات والأعمال التصنيعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وخلق المزيد من الوظائف.
سيرحل فيروس كورونا في الأسابيع المقبلة، وأكبر تأثير سلبي يمكن أن يتركه هو تراجع النمو الاقتصادي للصين والنمو العالمي في الربع الأول من 2020.
وقالت الرئيسة السابقة للبنك المركزي الأمريكية السيدة جانيت يلين: “بالتأكيد سيكون لفيروس كورونا تأثير محتمل على الاقتصاد العالمي، كما سيكون له تأثير كبير على النمو الصيني على مدار ربع سنوي أو اثنين على الأقل، ولأن الصين لاعب مهم في الاقتصاد العالمي، فلا بد أن يكون للفيروس التاجي آثار غير مباشرة”.
وتنفي جملة وتفصيلا أي تأثيرات طويلة المدى للفيروس على الاقتصاد العالمي أو انه سيكون سببا في حدوث انهيار مالي عالمي.