تتجه أنظار المستثمرين ورجال الأعمال والشركات إلى الجهة الشرقية بالمغرب التي تشهد تطورا كبير في بناء الطرقات السريعة وربط المدن المختلفة بالمشروع الأكبر وهو ميناء الناظور غرب المتوسط منافس ميناء طنجة المتوسطي.
وتعد الجهة الشرقية من أكبر الجهات المغربية من حيث معدلات البطالة، خصوصا وأنها كانت تعتمد في الأساس على الحدود المغربية الجزائرية والتجارة بين البلدين التي أصبحت شبه منقطعة حاليا.
ومنذ سنوات توجه المغرب وفق الرؤية الملكية إلى تنمية هذه الجهة، والإستثمار في الطرقات والبنية التحتية وتجهيزها لمشاريع واعدة، وفي مقدمتها ميناء الناظور غرب المتوسط.
موعد افتتاح ميناء الناظور غرب المتوسط
من المنتظر أن تنتهي أعمال البناء في هذا الميناء خلال النصف الثاني من 2024، على أن يتم افتتاحه على الأرجح خلال العام نفسه أو خلال النصف الأول من 2025.
مع افتتاح هذا الميناء من المرتقب أن تنتقل الكثير من الأعمال إليه، وان يكون منافسا قويا لميناء طنجة وكذلك لبقية الموانئ الإسبانية والأوروبية.
تشير الأشغال في الميناء حتى الآن وفق الجدول الزمني الذي تم تحديده، وهناك شركات ومؤسسات ومقاولات تشارك في هذه الأعمال المستمرة.
منذ أن تولى الملك محمد السادس منصبه، شهدت البلاد نموًا اقتصاديًا قويًا وهي ملتزمة استراتيجيًا بتطوير الموانئ والطرقات واستقطاب الشركات الأجنبية وقد كان واضحا ذلك في طنجة تحديدا.
مرافق ميناء الناظور غرب المتوسط
تم إنشاء الشركة العامة ذات المسؤولية المحدودة “نادور ويست ميد” لبناء وتطوير وتخطيط وترويج وإدارة هذا الميناء الصناعي ومنطقة التجارة الحرة.
سيتم بناء المشروع في موقع استراتيجي وبالتحديد على طول خليج بيوطا، يقع على الجانب الغربي من شبه جزيرة “Cap des Trois Fourches”، على بعد حوالي 30 كم حيث يطير الغراب من وسط مدينة الناظور، وهو قريب من طرق الشحن الرئيسية بين الشرق والغرب لنقل منتجات النفط والغاز بالحاويات ونقل منتجات النفط والغاز في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط منطقة.
يتضمن الميناء مرافق عديدة ومتقدمة، منها مجمع للطاقة (مناولة وتعبئة وتخزين الهيدروكربونات ومشتقاتها)، وأيضا منطقة تجارة حرة، مفتوحة للمستثمرين المشهورين، مصممة لاستيعاب الشركات النشطة عالميًا والمدعومة من الميناء.
إمكانية توسيع الميناء مستقبلا كما يحدث عادة مع الموانئ الكبرى مثل ميناء طنجة، وأيضا محطتا حاويات (سطح خرساني على ركائز) بطول 1520 م (TC1) و 600 م (TC2)؛ قابلية التوسع بمقدار 600 متر إضافية)، على عمق -18 مترًا وساحة / منصة حاويات مجاورة على مساحة 76 هكتارًا.
محطة بترول بثلاثة أرصفة صهاريج على عمق 20 مترا، محطة متنوعة (عمق 11 م) مع رصيف للدحرجة ورصيف خدمة، محطة سائبة مع رصيف 360 م وعمق 20 مترا.
أهمية ميناء الناظور غرب المتوسط
حسب أحدث التقارير من المرتقب أن يوفر ميناء الناظور غرب المتوسط 90 ألف فرصة عمل، وهو ما يعني خفض البطالة في المنطقة بشكل واضح.
ومن المرتقب أن تستفيد ساكنة الجهة الشرقية وحتى الأقاليم المحاذية لها من هذا المشروع، حيث سيتم توظيف الشباب وكذلك ستستقطب الناظور والنواحي العمال والقوة العاملة من المناطق الجنوبية والغرب، وهذا سينعكس إيجابا على العقار في الجهة الشرقية والمستثمرين به.
ومن جهة أخرى ستاتي المزيد من الشركات إلى المنطقة الصناعية في وجدة والجهة الشرقية، على غرار الشركة الأمريكية “أبتيف” الرائدة في صناعة الأسلاك الكهربائية، والتي وفرت 3500 فرصة عمل مؤخرا في مدينة وجدة.
لم ينتهي الميناء أشغاله إلا أن وصول هذه الشركة إلى وجدة هي واحدة من ثمار مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط الذي سيجعل الإقلاع الاقتصادي حقيقيا.
من المرتقب أن تأتي عشرات الشركات وكذلك أيضا أن تستقطب الجهة الشرقية في السنوات القادمة المستثمرين المحليين، الذين يتطلعون لاستغلال هذا الميناء في التصدير والاستيراد والتجارة الداخلية والمغربية الأوروبية وكذلك المغربية الأفريقية.
ازدهار الجهة الشرقية بالمغرب
بالرغم من أن معدلات البطالة في هذه الجهة من المملكة لا تزال مرتفعة والإستثمار ليس نشيطا بشكل كبير كم هو الحال للجهات الأفضل في المغرب إلا أنه من المنتظر أن تتغير هذه الوضعية خلال السنوات القادمة.
بالتوازي مع مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط عملت السلطات في الجهة الشرقية على توسيع الطرق السريعة وربط المزيد من المدن بها في الجهة الشرقية وتوفير بشكة طرقات أفضل لنقل السلع، كما أن الجهة تتضمن مطارين مهمين وهما مطار وجدة وكذلك مطار الناظور.
وشرعت الحكومة المغربية منذ بداية 2023 في البحث عن تمويلات مبتكرة لربط وجدة والرباط بالقطار فائق السرعة، من جهة أخرى أصبح مؤكدا أن هناك خطة من أجل إنشاء الطريق السيار السريع بين وجدة وطنجة لتسهيل الإنتقال بين المدينتين وتقليل المسافة والمدة للإنتقال بين الجهة الشرقية والشمال الغربي من المملكة.
كل هذه المعطيات تعد إيجابية وتؤكد على أن ازدهار الجهة الشرقية بالمغرب مسألة وقت، ولن تبقى منطقة مهمشة وستتحول إلى المغرب النافع.
إقرأ أيضا:
كيف سيطور ميناء الناظور الجديد مدينة وجدة والجهة الشرقية؟
الإقتصاد والصحة والتحول الرقمي أهم قضايا المغرب 2021-2026
أهمية المغرب لأوروبا ولماذا تتمسك به اسبانيا وألمانيا؟
قطار البراق المغرب: أداة رواج اقتصادي ومفتاح التنمية الشاملة