أحدث المقالات

سر دعم السعودية والإمارات لسوريا أحمد الشرع

منذ سقوط نظام بشار الأسد، الذي طالما سعت الدول...

إستونيا تعلن الحرب على أسطول الظل الروسي

سنخرق أي حكم قانوني - ونتحداكم أن توقفون،"، هذه...

المثلية الجنسية في زمن الفن المصري الجميل

كلنا تابعنا الهجوم العنيف على محمد رمضان بسبب أزيائه...

جيف بيزوس يوجه واشنطن بوست للدفاع عن الليبرالية

ضيّق جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، نطاق المواضيع...

استحواذ الحكومة المصرية على شركة بلبن وعلاماتها التجارية

بعد اغلاق فروع شركة بلبن وعدد من العلامات التجارية...

مفتاح نهاية انهيار اقتصاد لبنان وبدء اعمار سوريا

مفتاح نهاية انهيار اقتصاد لبنان وبدء اعمار سوريا

أصبح من الواضح أن الساسة في لبنان عاجزون عن تشكيل حكومة وحدة وطنية لإيقاف انهيار اقتصاد لبنان، وهذا ليس غريبا لمن يعرف السياسة الداخلية في هذا البلد المنقسم إلى تيار تابع لأمريكا وحلفائها مثل السعودية، وتيار تابع لإيران وحلفائها مثل سوريا.

مهما كان السياسيين في لبنان يشعرون بالذنب مما يحصل فليس لديهم القرار لإيقاف الفوضى وهذه حقيقة مؤلمة لبلد رغم أنه حصل على الإستقلال منذ عقود إلا أنه يعاني من التبعية المفرطة.

إذن عوض البحث عن حل الأزمة الإقتصادية من داخل لبنان يجب أن يأتي الحل مجددا من الخارج، وبالضبط من أمريكا وايران اللتان تخوضان حاليا سباق المفاوضات على النووي الإيراني.

إذا سارت الأمور وفق المتوقع فمن المؤكد أننا سنرى وضعا سياسيا مختلفا في المنطقة بعد أشهر قليلة من الآن، حيث تتجه المنطقة إلى تسويات متعددة لتركز الولايات المتحدة على الصين وروسيا.

التقارب الإيراني السعودي أيضا وارد بقوة في قادم الأشهر، وهناك تسويات عديدة منها التسوية بين تركيا ومصر وتحالفات جديدة في المنطقة.

من شأن التوصل إلى الإتفاق النووي وإقناع طهران بتغيير بعض سلوكياتها في المنطقة أن يساعد على فتح صفحة جديدة بين المعسكرين في المنطقة، وربما نرى علاقات اقتصادية جديدة مباشرة بين طهران والرياض.

في ظل هذا الواقع ستأتي الأوامر للأحزاب اللبنانية بتشكيل حكومة جديدة وسترفع الولايات المتحدة العديد من عقوباتها على مسؤولين في مصرف لبنان وستلعب فرنسا هي الأخرى دورا مهما في ادخال المساعدات إلى هذا البلد.

انتهاء العقوبات الأمريكية سيغير المعادلة بشكل كبير ويساعد على التعافي مجددا من الأزمة، فمن المعلوم أن الدولة اللبنانية تعاني من العقوبات بسبب أنشطة حزب الله في سوريا والعداوة الكبيرة بينه وبين إسرائيل.

ولأن السياسة فن الممكن، فإن أعداء اليوم سيصبحون أصدقاء بعد التسوية الشاملة المرتقبة بين المعسكرين في الشرق الأوسط، وهي التسوية التي تطبخ حاليا على نار هادئة وتجمع مكوناتها من الرياض وطهران وأبوظبي وتل أبيب وواشنطن.

تغير موقف الإمارات من سوريا وأصبحت متعاونة ولديها علاقات مع نظام سوريا في دمشق، وهي بذلك يمكنها أن تلعب دورا مهما في التسوية الإقليمية وفي فتح حوار بين تل أبيب ودمشق، ولا ننسى أيضا العلاقة المميزة بين دمشق والقاهرة.

ومن جهة أخرى فإن السعودية تتمتع بنفوذ مهم في لبنان وستفرض على أتباعها تشكيل حكومة وطنية والتعاون مع الطرف الآخر.

في هذا الوقت لا يزال مسلسل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مستمرا ويمكنه أن يساعد على تسوية شاملة بين الجارين المتنازعين على الحدود البرية والبحرية والغاز في المتوسط.

تكشف لنا كل هذه المعطيات أن هناك الكثير من الملفات المتشابكة والمترابطة، وبدون تسوية سياسية حقيقية سيظل لبنان غارقا في الإنهيار وموجودا ضمن منطقة صراع حاد بين معسكر ايران ومعسكر السعودية.

والواقع نفسه لا يختلف بالنسبة لسوريا وملفها مؤثر بشكل مهم على الملف اللبناني، وينتظر السوريين توحيد بلدهم تحث حكم دمشق، والعودة إلى الإعمار وانسحاب القوات الأجنبية بما فيها الأمريكية والإيرانية والتركية والميلشيات التابعة لإيران والتخلص من الجماعات التكفيرية التي لا تزال تتواجد ببعض المناطق.

والحقيقة أنه لا يمكن لروسيا والصين وايران اعمار سوريا لوحدهم، فالشركات التي ستشارك من هذه الدول ستتعرض للعقوبات وهو ما يؤثر سلبا على مصالحها في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

ينبغي أن تكون هناك تسوية تليها مباركة أمريكية لعملية الإعمار لتشارك بها وتشجع المنظمات الدولية على ذلك، هذا إلى جانب السعودية والإمارات والصين وروسيا والهند والدول العربية والإتحاد الأوروبي ضمن سباق دولي للإستثمار في سوريا.

ولمن لا يعرف فإن عمليات الإعمار مربحة، وبالنسبة للدول المشاركة في ذلك فهي تستثمر لتربح ولا تتصدق بأموالها، وهذا من خلال تمويل بناء الطرق والموانئ وإطلاق المشاريع الخدماتية المختلفة والمشاركة أيضا في ذلك.

ولأن سوريا ولبنان ضمن مسار التجارة بين الشرق والغرب، فإن الكثير التبادلات التجارية يمكنها أن تنتقل بين الشرق الأوسط وأوروبا عبر الموانئ السورية واللبنانية مع منافسة تركية وإسرائيلية ومصرية أيضا.

لا نعرف موعد التسوية الشاملة وهل سيعلن عنها مرة واحدة أم بشكل تدريجي من خلال تسويات متعددة يسبقها الإتفاق النووي الإيراني، لكن ما نحن متأكدون منه أن الوضع الحالي لن يستمر، والولايات المتحدة ترغب في الإنسحاب العسكري بالمنطقة لمواجهة الصين في جنوب شرق آسيا، مع ضمان مصالحها وعلاقات جيدة بحلفائها والمحور الإيراني على حد سواء خصوصا وأن لدى التنين الأصفر أطماع في المنطقة ويركز على أن تكون لديه علاقات جيدة مع كلا المحورين.

بدون التسوية بين كبار اللاعبين في الشرق الأوسط ستبقى سوريا خرابا ولن يكون هناك اعمار وسيستمر انهيار اقتصاد لبنان.

إقرأ أيضا:

ربط البحار الخمسة وتنمية سوريا والعراق

مظاهر التنافس الإقتصادي بين السعودية والإمارات

سعر النفط إلى 100 دولار؟ الإمارات وايران وعوامل أخرى ستمنع ذلك

تهاوي أسعار النفط إلى 30 دولار: دور ايران والصين والحرب التجارية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)