
المتابع لتداولات البورصات العالمية والمهتم بأخبار أسواق المال سيجد لا محالة أنها ساحات حروب لا تتوقف بين فريقين في الأساس، الدببة و الثيران.
وعند قراءة أي تحليل فني لأسواق المال العالمية سواء تداولات أسهم الشركات أو العملات والذهب والفضة …الخ، ستلاحظ أن التفسيرات تتخللها مصطلحين مهمين الأول هو الدببة bears والثاني هو الثيران bulls.
هذا ما يعرف بصراع الثيران ضد الدببة bull vs bear market، وهو الصراع الذي يحكم التداولات اليومية التي تتم على مدار الأسبوع.
وفي هذا المقال سنحاول ببساطة فهم من أين جاءت هذه المصطلحات؟ وعلى من نطلقها؟ وما سبب هذا الصراع والهدف منه؟ وماذا يعني فوز أحدهم على الآخر؟
للتعمق اكثر حول امكانيات وكيفية الاستثمار بالأسهم في الأسواق العالمية اطلع على اقسام التعليم لدى اي بيت تداول الاسهم
-
من هم الثيران؟ ومن هم الدببة؟
الثيران هم المتاجرون والمتداولون الذي يرغبون في الشراء، والذين يقبلون على شراء أسهم الشركات أو شراء العملات والذهب والفضة أو أي سلعة يتداولون فيها ومنها النفط، وبشكل منطقي يساهمون في ارتفاع الأسواق وتزينها باللون الأخضر الذي يعبر عن مؤشر ارتفاع قيمة الأسهم والمؤشرات الرئيسية.
في المقابل نجد الدببة وهم المتاجرون والمتداولون الذين يميلون إلى البيع، حيث يقبلون على بيع أسهم الشركات أو شراء العملات والذهب والفضة أو أي سلعة يتداولون فيها ومنها النفط، وهم يساهمون في تراجع الأسواق وسيطرة اللون الأحمر على الأسهم والمؤشرات وقيمة العناصر التي يتم تداولها.
إذن سيطرة الثيران وكثرة المتداولين الذين يقبلون على شراء أسهم شركة معينة أو الدولار مثلا أو الذهب والفضة هو ما يزيد من قيمتها ويجعلها ترتفع، بينما في حالة سيطرة الدببة فهذا يعني أن أغلبية المتداولين يقبلون على البيع لما لديهم من أسهم وعملات وذهب وفضة وما يتداولون فيه.
-
ما أصل مصطلح الدببة و الثيران في الأسواق العالمية؟
عندما كانت كاليفورنيا تحث سيطرة المكسيك كانت مصارعة الثيران الوسيلة الأفضل للترفيه عن عمال المناجم التي تزخر بها، وبعد مرور سنوات على هذا النحو أدخل كولومبوس إلى اللعبة الدببة التي تعيش في الشاطئ الغربي لأمريكا.
بطبيعة الحال المعارك في هذه الحالة كانت الأكثر شراسة وهي التي تنتهي بسرعة إما بفوز الثور من خلال نطح الدب والإضرار به، أو بفوز الدب من خلال صد هجوم الثور وطرحه أرضا وكسر رقبته من خلال الإمساك برأسه واستخدام مخالبه الكبيرة.
من هنا استوحى الكاتب الإسباني جوزيه دي لا فيجا Joseph de la Vega والذي أطلق صراع الثيران ضد الدببة على المتناحرين في أسواق المال العالمية وذلك في سنة 1688 ميلادية.
ومع اكتشاف الذهب وتداوله في سوق اسهم نيويورك وأيضا سان فرانسيسكو، ازدهرت المعاملات وأصبحت توصف بـ bull vs bear market ليستخدمها على نطاق واسع المحللين وتصبح الآن جزءا لا يتجزأ من مشهد أسواق المال.
ومن المعلوم أن هذا الصراع المستمر والذي لا ينتهي يكون الغاية منه هو تحديد القيمة الحقيقية لأسهم الشركات أو للذهب مثلا او حتى للعملات العالمية ومنها الدولار.
-
من هنا أيضا جاء مصطلحي Bullish و Bearsh
بالنسبة للتحليل الفني لأي زوج من العملات ستلاحظ أنه في حالة صعود قيمتها نتيجة الإقبال عليها نتحدث عن Bullish، وفي حالة تراجعت قيمتها نتيجة بيعها وسيطرة الدببة نتحدث عن Bearsh.
نهاية المقال:
تعود بدايات قصة صراع الثيران ضد الدببة في أسواق المال إلى 1688 والتي تدعى bull vs bear market وترافقها مصطلحات مهمة منها Bullish و Bearsh وتعد أساسيات من الواجب أن يعرفها أي شخص مهتم بالبورصات لكونها تذكر مرارا وتكرارا في التحليلات الفنية للتداولات والمعاملات المستمرة، إنه صراع مستمر بين الصعود والهبوط وبين الرخاء والأزمة.
تذكر أن البورصة ليست لمن يحبون الاستقرار والهدوء إنها ساحة معركة بين الدببة والثيران.