كان الحدث الأبرز أمس في وول ستريت هو انهيار سهم مجموعة Priceline المالكة للعديد من مواقع حجز الفنادق ورحلات الطيران والسياحة منها Booking.com وكذلك شركة Kayak وموقع agoda.com ومواقع أخرى.
أيضا فإن منافستها TripAdvisor تعيش نفس الحالة المالية في وول ستريت، ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لشركة Expedia.
ولا يختلف اثنان على أن الإقبال على الحجز عبر الإنترنت لرحلات الطيران والفنادق والمطاعم وخدمات السياحة في تزايد كبير، لكن أيضا لا يمكنك أن تنكر المنافسة القوية بين الشركات في هذا القطاع.
في الويب الأجنبي وحتى العربي المنافسة قوية للغاية بين الشركات ومعظم مواقع هذه الشركات لديها نسخ كثيرة من موقعها منها النسخة العربية.
إنه مجال مربح ويتم تحقيق الأرباح من العمولات التي تحصل عليها الخدمات مقابل كل حجز إلى جانب الإعلانات للعروض الممولة من الفنادق وشركات الطيران وشركات السياحة.
مجموعة Priceline بدأت عملها منذ 1998 وتوسعت سريعا خلال السنوات الماضية وقد استحوذت على العديد من الشركات والمواقع المنافسة لها منها شركة Kayak التي تم الاستحواذ عليها بقيمة 1.8 مليار دولار عام 2012.
لكل موقع من المواقع التي تملكها المجموعة الشهيرة لديها فريق خاص بها من الموظفين والمدراء والطاقم والدعم الفني وهي تعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض لكنها تتكامل أيضا.
في المقابل مجموعة TripAdvisor التي بدأت عملها منذ 2000 لديها 12 موقع سياحي للحجز وخدمات السياحة والحجز الإلكتروني تتنافس وتتكامل فيما بينها.
ولا تختلف مجموعة Expedia في الأهمية عنهما وهي القطب الثالث الكبير في هذا القطاع حيث هي الاخرى لديها الكثير من المواقع التي تسميها شركاء مثل Hotels.com
لكن عندما نتأمل حالة هذا الثلاثي في البورصة يتضح لنا أن هناك قلق كبير بين المستثمرين حيال هذه المشاريع والشركات والمواقع الإلكترونية ما دفع المستثمرين إلى بيع أسهمهم.
مجموعة TripAdvisor خسرت حوالي 23.22% من قيمتها السوقية في جلسة أمس، أما Priceline فقد خسرت 13.52% من قيمتها السوقية بينما مجموعة Expedia كانت الأقل تضررا وهي التي خسرت 2.74% من قيمتها السوقية.
-
نظرة على النتائج المالية للربع الثالث من هذا العام للشركات الثلاثة
البداية من مجموعة Expedia التي أعلنت عن النتائج المالية منذ أيام، حيث كشفت عن عائدات وصلت إلى 2.97 مليار دولار وهي أقل من المتوقع المحدد على 2.98 مليار دولار أمريكي، فيما أكدت أن عائداتها ازدادت بنسبة 15 في المئة على أساس سنوي.
وقالت الشركة في بيانها الرسمي أنه وبالرغم من النتائج المالية الجيدة إلا أنها تكبدت خسائر تتراوح ما بين 15 مليون دولار و 20 مليون دولار نتيجة الكوارث الطبيعية التي تؤدي إلى إلغاء الرحلات واسترجاع الأموال لعملائها.
أما مجموعة TripAdvisor فقد حققت عائدات عامة وصلت إلى 439 مليون دولار مقابل 451.8 مليون دولار المتوقعة، وكانت عائدات الفنادق أيضا أقل حيث لم تتجاوز 312 مليون دولار مقابل 326.2 مليون دولار المتوقعة.
وتطرقت الشركة إلى المنافسة القوية وإلى ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة الإنفاق على الإعلانات في محركات البحث والشبكات الاجتماعية ومنصات الفيديو والمواقع الإخبارية.
انتقالا نحو مجموعة Priceline فقد أعلنت هي الأخرى عن النتائج المالية للربع الثالث من العام الحالي، وكانت ايجابية حيث اعلنت عن عائدات وصلت إلى 4.43 مليار دولار مقابل 4.34 مليار دولار المتوقعة، بينما وصلت إجمالي الحجوزات على مواقعها إلى 21.8 مليار دولار مقابل 21.45 مليار دولار المتوقعة.
وتطرقت المجموعة العملاقة إلى تخوفها من ميزة الحجز عبر جوجل “Book on Google” والتي تهدد أعمالها فعلا وأعمال منافساتها، مضيفة انها تستثمر في السوق الصينية.
-
ما أسباب ردة فعل وول ستريت السيئة على هذه النتائج؟
يتفق المحللون على أن مواقع الحجز لخدمات السياحة بشكل عام تواجه منافسة خطيرة من شركة جوجل، هذه الأخيرة كانت خلال السنوات الماضية توفر حجز الرحلات والفنادق عبر هذه الخدمات من خلال توجيه الباحثين إلى هذه المواقع.
غير أن محرك البحث العالمي قرر خلال الفترة الأخيرة إطلاق خدمة “Book on Google” ما حول محرك البحث إلى عملاق منافس في تنامي متسارع.
وللعلم فإن جوجل قد أطلقت خدمتها الشهيرة Google Flights منذ 5 سنوات وهي التي تنافس بها تلك الخدمات والآن توفر الحجز عبرها مباشرة من خلال نتائج البحث.
من جهة أخرى فإن تنامي المنافسة ودخول مواقع صاعدة تركز على خدمات في مناطق معينة وتتفوق على الكبرى زاد من الضغط على هذه المجموعات العملاقة.
إضافة لما سبق فإن الشركات الثلاثة أكدت أن الإنفاق على الإعلانات في محركات البحث منها جوجل بينج وأخرى بمختلف اللغات زاد بشكل كبير، فقد أنفقت Priceline لوحدها 4 مليارات دولار على الإعلانات خلال الأشهر التسعة الماضية والميزانية في تزايد كبير ومع الربع الرابع الذي يشهد منافسة قوية ستنفق الشركة المزيد من المليارات على أنماط مختلفة من الإعلانات.
وقالت Priceline أنها أنفقت 1.5 مليار دولار خلال الربع الثالث لوحده على الإعلانات التي تروج لخدمات موقعها Booking.com
من جهة أخرى اعترفت TripAdvisor بأن تكاليف الإعلانات والتسويق بالنسبة لها في ازدياد كبير هي الأخرى، حيث انفقت 683 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الماضية على عمليات التسويق منها الإعلانات والتسويق بالمحتوى وكذلك تحسين نتائج بحثها على محركات البحث.
كلتا الشركتين أنفقتا أكثر من نصف إيراداتها على التسويق والإعلان في الأشهر التسعة الأولى من العام، وهو دليل على مدى تنافس الأعمال بشكل وحشي.
الإعلانات والتسويق بالنسبة لهذه الشركات ليس محصورا على منصة جوجل وفيس بوك وعلى يوتيوب و بينج والمواقع الإخبارية، بل أيضا على التلفزيون والصحف والمجلات.
وتتفق كل هذه الشركات على أن الإنفاق على التسويق لن يتراجع فأي منهم ستعمل على التقليل من عمليات الترويج ستتراجع عائداتها ولن تستطيع مجاراة المنافسة.
وتعد خطوات جوجل بمثابة ضربة قوية للغاية حيث من المنتظر أن يتزايد حجز الفنادق وخدمات السياحة اعتماد على خدمتها Google Flights ومن نتائج البحث مباشرة.
نهاية المقال:
الإقبال على حجز خدمات السياحة عبر الإنترنت في تزايد جنوني، المنافسة أصبحت وحشية وخطيرة للغاية مع تغييرات جوجل على نتائج البحث والذي تحول إلى منافس وليس لمصدر زيارات فقط، الإنفاق على الإعلانات والتسويق جنوني ونصف العائدات تمحوها الخسائر التشغيلية، أما وول ستريت فقلقة بشدة رغم الإيجابيات.