مضت ساعات على انطلاق مؤتمر مطوري آبل WWDC 2016 المستمر حتى 17 يونيو الحالي، يحدث هذا بينما حال الشركة في تداولات البورصة ليس جيدا فسعر السهم في تداولات اليوم المستمرة حقق المزيد من التراجع نحو 97.34 دولار.
ردود الأفعال على أحداث المؤتمر وإعلانات الشركة أمس كانت باردة وتؤكد أن المستثمرين والمراقبين يريدون جدية أكبر من آبل وخطواتها الجديدة غير كافية، وهي بالتأكيد لن تغير مسار الأزمة أو توقفها في انتظار خطوة كبيرة من شأنها أن تجعلنا متفائلين بمستقبلها.
ومن المواضيع التي حازت أمس على اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام أكثر من مؤتمر WWDC 2016 نجد صفقة استحواذ مايكروسوفت على لينكدإن والتي كانت الحدث الأبرز تليه بقية الأحداث.
نتذكر أن آبل في أزمة 1997-1998 لجأت إلى مايكروسوفت التي حصلت منها على استثمار قدره 150 مليون دولار، ولولا هذا الاستثمار وعودة ستيف جوبز لكانت الآن في خبر كان.
والآن على شركة آبل اللجوء مجددا إلى منافستها وجارتها لتجاوز هذه المحنة، ليس للحصول منها على استثمار أو دعم مالي فلديها سيولة مالية كبيرة تقارب 200 مليار دولار وهي ليست بحاجة إلى المال بل إلى بعض الدروس.
صحيح أن مايكروسوفت ليست جيدة في قطاع الموبايل وهي تعاني على هذا المستوى، وقد تطرقنا إلى ذلك في مقال سابق بعنوان 20 عام من محاولات مايكروسوفت لغزو الموبايل بدون نتيجة، لكنها تمكنت خلال السنوات الأخيرة من التوسع إلى مختلف القطاعات وتحقيق نجاح جيد في المزيد منها وتحقيق نمو في المبيعات والأرباح.
هناك درس واحد مهم هو الذي يجب أن تتعلمه آبل الآن من جارتها ومنافستها التقليدية، إنه ضرورة عقد صفقات الاستحواذ والتي تستطيع أن تعالج النقص الذي تعاني منه ويساعدها على تنويع مصادر ايراداتها واستغلال السيولة المالية بشكل مباشر في الحد من الأزمة.
الاستحواذ على LinkedIn ليست هي أول صفقة من مايكروسوفت فخلال هذه السنة لوحدها عقدت 6 صفقات مهمة جدا بالنسبة لها منها الاستحواذ على منصة انترنت الأشياء Solair ومنصة تطوير تطبيقات الموبايل Xamarin وأيضا خدمة استكشاف الموسيقى Groove ومن قبل الشركة المطورة لتطبيق لوحة المفاتيح SwiftKey إلى جانب الاستحواذ على شركة Teacher Gaming LLC المنتجة للألعاب خصوصا Minecraft.
إذا نظرنا إلى هذه الصفقات فهي مهمة جدا وتعني الكثير في المجال التقني، بينما آبل تستحوذ من وقت لآخر على بعض الشركات الناشئة الغير المعروفة والتي تملك بعض التقنيات المتقدمة لتطوير آيفون و آيباد ومنتجاتها الحالية لكنها لا تساعد على تنويع مصادر دخلها.
على آبل أن تتوسع إلى مجالات أخرى لأن الاستحواذ على فرق العمل الناشئة التي تبتكر التقنيات التي تطور الهواتف ومنتجاتها الحالية لن يعود عليها بنتائج كبيرة، وفي ظل توسع جوجل ومايكروسوفت من مجال السوفتوير والبرمجيات نحو الهاردوير وأيضا إلى خدمات الشركات والمزيد من المجالات التقنية ومنها قطاع الواقع الافتراضي، تحتاج آبل لتتوسع إلى هذه المجالات وتنافس بشكل أكبر، وبالطبع صفقات الاستحواذ ستساعدها كثيرا.
وفيما تبحث عن طريقة لإنجاح تلفاز Apple TV الذي يحظى حاليا بحوالي 6000 تطبيق و 1300 قناة تلفزيونية فهي بحاجة للاستحواذ على نتفليكس أو شبكة تلفزيونية ضخمة قادرة على توفير محتويات حصرية وجذابة لمنصتها تجذب الناس لاستخدامها.
ويمكن لها أيضا أن تستحوذ على الشركة الأمريكية GoPro المتخصصة في انتاج كاميرات شخصية عالية الوضوح منها كاميرات الواقع الافتراضي وتلك التي يتم تثبيتها في الطائرات بدون طيار.
وفيما استحوذت فيس بوك على Oculus VR للدخول إلى مجال الواقع الافتراضي فإنه من الواجب على آبل أيضا البحث عن شركة ناشئة لديها تقنيات متقدمة وأفكار مستقبلية كبيرة وتستحوذ عليها، لتقدم هذه المنتجات قبل فوات الأوان.
ومن المعلوم أيضا أن IBM التي تعافت خلال الأشهر الأخيرة وتوسعت كثيرا في قطاع أعمال الشركات قد عقدت خلال هذه السنة 9 صفقات استحواذ، وهي التي تسير بنفس فلسفة شريكتها ومنافستها مايكروسوفت.
آن الأوان لتلجأ آبل إلى سيولتها المالية التي تصل إلى 200 مليار دولار وتستخدم هذه الورقة لصالحها لأن ورقة مؤتمر WWDC 2016 مثلها مثل ورقة دعم وارن بافيت لها، لم ولن تجدي نفعا في مواجهتها للأزمة التي تعدى عمرها عام وشهر.