تطورت أساليب الزراعة والتخزين على مدار السنوات الأخيرة، لهذا أصبح من الطبيعي أن تجد معظم الفواكه الموسمية في السوق معظم الوقت.
ويصنف التفاح ضمن الفواكه الموسمية، وهو من فواكه فصل الخريف في الأصل، لذا قبل عقود يتوفر في تلك الفترة ثم يختفي حتى الخريف القادم وهكذا.
كيف نجح المزارعون في توفير التفاح والفواكه الموسمية طيلة فصول السنة وبدون انقطاع؟ ولماذا تتوفر عدد من الفواكه الموسمية طيلة أوقات السنة؟
السر في طريقة تخزين التفاح:
كل التفاح المتوفر في السوق هو طبيعي ويتم قطفه من الأشجار التي يزرعها المزارعون ويعتنون بها كي يحصلون على تمارها مرة كل عام.
لكن الكميات الكبرى التي يتم الحصول عليها في أوقات جني المحصول، تذهب نسب مهم منها إلى مخازن خاصة للتخزين، هذه المخازن تتوفر بدرجة حرارة معتدلة إلى باردة، وتزداد جودة التخزين في المخازن التي لا يتوفر فيها الأوكسجين.
ومن المعلوم أن الحرارة هي الشرط الأساسي لنضج التفاح، لهذا يحصل المزارعون على هذه الثمار غير ناضجة بالكامل ويعملون على تخزينها في أماكن باردة.
كلما توفرت شروط التخزين كان من الممكن تخزين المحصول لأشهر وإخراج فقط تلك الكميات التي ستذهب إلى السوق لتباع هناك.
يتضمن التفاح هرمون يسمى الإثيلين وهو الذي يسرع من عملية النضج خصوصا عند توفر الأوكسجين ودرجة حرارة مرتفعة.
منذ متى توصل المزارعين إلى طريقة التخزين الفعالة:
في منتصف القرن العشرين فهم الباحثون أن التفاح والمور وعدد من الفواكه الموسمية تتضمن ذلك الهرمون الذي يسرع من نضجها.
وقد وجدوا في إيقاف نضجها فرصة لتوفير كميات هائلة من تلك الفواكه وبيعها بالتدريج في السوق طيلة فصول السنة.
يحتوي الهواء الطلق على نحو 21 في المئة من الأكسجين، لكن هذه النسبة تقل لما يصل إلى بين 3 في المئة و0.5 في المئة في غرف التخزين.
ومع تطور التكنولوجيا تطورت غرف التخزين وأصبح ممكنا التحكم في درجة حرارتها إضافة إلى كمية الأوكسجين بها، وأصبح تخزين هذه الفواكه احترافيا.
جزيء 1-ميثيلكيكلوبروبين في غرف التخزين:
يسعى المزارعون إلى الحفاظ على جودة المحصول وبيعه في أي وقت دون أي مشاكل أو خسائر، فهذا النشاط في الأخير هو عمل تجاري.
في عام 1997 تم تسجيل براءة اختراع 1-ميثيلكيكلوبروبين وهو يتموضع بشكل دقيق في المستقبلات التي يلتصق بها هرمون الإيثلين.
يساعد هذا الجزيء على إبقاء التفاح أو الفاكهة المخزنة آمنة ومتوقفة على مستوى النضج طيلة الوقت حتى إخراجها من المخزن وارسالها إلى الأسواق حينها تستأنف عملية النضج لدى التاجر.
فواكه أغلبها غير ناضجة في السوق:
في السوق عندما تشتري الفاكهة ستجد بالفعل أن هناك من الفاكهة نفسها نوعين، الناضج وغير الناضج كثيرا، والأخير هو الغالبية المتاحة.
ويمكن بالفعل أن تحتفظ بها في بيتك حتى تستكمل عملية النضج لتأكلها وهي عملية قد تستغرق أياما عديدة.
الصادم أن هذه الفواكه تفتقد لرائحتها الزكية التي كانت عليها أول مرة، والرائحة بها قليلة ويمكن أن تعرف الفرق جيدا إذا كنت مزارعا وتتعامل مع عملية الإنتاج بشكل دقيق.
ومن جهة أخرى فإن المذاق والنكهة الأفضل قد ذهبت مع نهاية موسمه الحقيقي، لذا إذا كنت تحصل على تلك الفاكهة بوقت آخر فأنت تحصل على فاكهة أقل جودة.
يحدث هذا مع التفاح والموز والبابايا والمانغو وبعض أنواع الكمثرى وغيرها من الفواكه مع بعض الإختلافات في الهرمونات المساعدة والتي تستخدم لإيقاف النضج في المخازن.
لن تنضج العديد من الفواكه والخضروات بدون الإيثيلين:
يجب أن نقل الموز لمسافات طويلة قبل أن يصل إلى رفوف السوبر ماركت والأسواق لدينا، يتم حصادها وهي لا تزال خضراء حتى لا تؤثر عليها العفن أثناء النقل.
بعد الشحن قبل وصولها إلى المتاجر يتم إنضاجها بشكل مصطنع عن طريق التعرض للإيثيلين، مما يعزز أيضًا مظهرًا أكثر شهية.
هذه هي الطريقة التي يكتسب بها الموز الذي نشتريه من المتاجر لونه الأصفر المعتاد وكيف تصبح الطماطم لدينا حمراء متوهجة جميلة.
المشمش والكمثرى والموز تنتج أيضًا هذا الهرمون النباتي كما تفعل بعض الخضروات مثل البطاطس، وهذه المعلومة ساعدة كثيرا المزارعين على تحسين الإنتاج والتخزين وزيادة العائدات وتقليل الخسائر.
إقرأ أيضا:
أفضل فرص الإستثمار في نيكاراغوا بقطاع الزراعة والفلاحة
كل شيء عن أزمة المناخ العالمي أو خطر التغير المناخي
التخلي عن النفط مفتاح حل أزمة المناخ والتغير المناخي
زراعة الموز في الجزائر مشروع تجاري مربح