معلوم أن المغرب بلد الإكتفاء الذاتي عندما نتحدث عن اللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات والفواكه، وينتج نصف احتياجاته من السكر و 65% من احتياجاته من القمح و 94% من الزيتون، لكنه بدأ مؤخرا استيراد الأبقار البرازيلية.
عملية الإستيراد أثارت الجدل داخلي في المغرب خصوصا مع حملات على الشبكات الاجتماعية تشكك في جودة هذه الأبقار ولحومها.
وزاد الجدل بعد اكتشاف حالة مرض جنون البقر في ولاية بارا شمال البرازيل قبل أسابيع وإيقاف تصدير اللحوم إلى الصين بناء على ذلك.
لكن شركة مينيرفا البرازيلية العملاقة لتعليب اللحوم عمليات ذبح وإنتاج لحوم الأبقار بعد أن رفعت السلطات الصينية الحظر المفروض على صادرات لحوم الأبقار البرازيلية.
بالنسبة للمغرب استورد الأبقار البرازيلية وهي بجودة عالية وكان غرضه من ذلك واضحا وهو مواجهة الغلاء الحالي وتضرر صناعة اللحوم الحمراء من وباء كورونا.
خلال الوباء الشهير تراجع الطلب كثيرا على اللحوم الحمراء من جهة، خصوصا وأن المطاعم وخدمات الأكل السريع توقفت أو تراجع الطلب عليها، ما أدى إلى خسائر لدى الفلاحين الذين تخلصوا من أبقارهم وعجولهم بأسعار منخفضة في تلك الأزمة لصالح الجزارين، وتوقف جزء منهم بشكل نهائي بينما قلص آخرين جهودهم وبالتالي انتاجهم.
مع نهاية قيود كورونا وارتفاع الطلب الداخلي حصل في السوق حالة من الإضطراب بين الطلب والمعروض أدت في النهاية إلى ارتفاع أسعار اللحوم.
من جهة أخرى نجد أن الجفاف وارتفاع أسعار العلف أدى بالفعل إلى خروج الكثير من الفلاحين الصغار من هذه الصناعة في هذه الظرفية الصعبة.
حاليا يستورد المغرب الأبقار البرازيلية لسببين، أولا لا يريد ذبح السلالة المغربية وزيادة الضغط عليها بل يريد الحفاظ عليها، فيما سيسد بالمستوردة احتياجات السوق المغربية ويمنع الأسعار من الإرتفاع أكثر وقد تراجعت أسعار اللحوم الحمراء مؤخرا في المملكة بعد ارتفاع مؤقت لها.
من جهة أخرى تعاني المملكة أيضا بشكل ما نتيجة هذا الإضطراب من مشكلة انتاج الحليب لذا فإن الأبقار المغربية تم توجيهها أكثر لإنتاج هذه المنتجات عوض أن تكون مصدر لحوم حمراء.
وتتوقع وزارة الفلاحة المغربية حل هذه المشكلة في الأسابيع المقبلة خصوصا وأننا مقبلون حاليا على موسم توالد الأبقار والكثير منها حاليا في طور الحمل، لذا بعد الموسم من المرتقب أن يتزايد عدد المعروض من الأبقار والعجول المغربية.
وفقًا للمحلل برناردو فيسكاردي من المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء (IBGE)، تحدث هذه المشاكل بالفعل حتى في هذه الدولة الكبرى على مستوى انتاج اللحوم، وذلك بعد فترة من الاحتفاظ بالأبقار للتربية، تليها دخول العجول إلى السوق وما يترتب على ذلك من انخفاض في قيمتها بسبب زيادة العرض، يتم إرسال إناث الأبقار للذبح.
وفقًا لـ IBGE، كانت هناك زيادة بنسبة 19.1 في المائة في ذبح إناث الأبقار خلال الفترة الماضية بعد كورونا، بسبب اضطرابات العرض والطلب.
ولا يختلف الأمر في المغرب الذي عان الفترة الماضية من وباء كورونا ثم الجفاف وارتفاع أسعار العلف في الأسواق العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وهي عوامل سلبية متضافرة تهدد الصناعة برمتها.
تعد البرازيل من أكبر منتجي اللحوم الحمراء في العالم ومصدريها أيضا، وهي ثالث أكبر منتج لهذه اللحوم بعد كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
تصدر الابقار البرازيلية الحية وأيضا اللحوم المجمدة سواء تلك المذبوحة على الطريقة الغربية او الطريقة الإسلامية، والتي تصدر منها سنويا أكثر مليوني طن، ولديها قطاع كبير به العشرات من الشركات والعلامات التجارية المتنافسة في مجال تصدير اللحوم الحمراء.
إقرأ أيضا:
حقائق عن استهلاك اللحوم في ظل أزمة التغير المناخي
نتائج مخطط المغرب الأخضر: نجاحات كبرى وتحديات مهمة
أزمة ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه في كل دول العالم
أسباب ارتفاع أسعار الخضروات إلى مستويات خطيرة في المغرب
هل يتسبب شهر رمضان في زيادة التضخم والغلاء أكثر؟