أحدث المقالات

السويد تنتج طائرات أفضل من اف 35 الأمريكية

شكراً روسيا لقد انتقلت السويد من دولة محايدة (لأكثر...

رجب الجريتلي فارس أحلام الفتيات والنساء والرجل المثالي

تحول رجب الجريتلي إلى أيقونة فارس أحلام المصريات والنساء...

روبرت مردوخ يكره ترامب لكنه قدم له زوجته الروسية

ما رأي روبرت مردوخ الحقيقي في دونالد ترامب؟ يزعم...

فعاليات وأنشطة شتوية عليك تجربتها في عالم وارنر براذرز

منذ عام 2017، قام آلاف الضيوف بزيارة مدينة عالم...

ماذا سيحدث إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا؟

إذا لم تُكبح جماح روسيا في أوكرانيا، فسرعان ما...

كل ما يجب أن تعرفه عن العملات التكميلية Complementary currency

العملات التكميلية Complementary currency
العملات التكميلية Complementary currency

في المجتمعات حول العالم، توصل الناس إلى بدائل للطريقة المعتادة لدفع ثمن السلع والخدمات، فبدلاً من الين أو الجنيهات أو الدولارات أو العملات التقليدية الوطنية، يستخدمون بدائل تم تطويرها بشكل خاص تسمى العملات التكميلية المحلية.

في هذا المقال سنتعرف على هذه العملات التكميلية كي يكون القارئ على علم بها، وهي صنف من العملات يقدم نفسه إلى جانب العملات التقليدية الوطنية والعملات الرقمية المشفرة.

  • ما هي العملة التكميلية أو complementary currency؟

العملة التكميلية هي وسيلة تبادل تعمل جنبا إلى جنب مع العملة الوطنية، وهي مكملة لها وليست منافسة، العملات التكميلية ليست عادةً منافية للقانون ويكون استخدامها على أساس الاتفاق بين الأطراف المتبادلة للعملة.

تتوفر هذه العملات على أشكال ورقية، ويمكن أن تكون إلكترونية وهناك عدد منها التي تسعى إلى أن تتحول إلى عملة رقمية مشفرة محلية مثل بيتكوين والأصول الأخرى لكنها تستخدم محليا.

  • ما هي أهداف العملات التكميلية؟ وما الغاية منها؟

وراء كل اختراع أو ابتكار حاجة أو أهداف يريد من يقف وراءها ومن يدعمها تحقيقها، وهذه العملات تريد تحقيق تنمية اقتصادية محلية قوية وتشجيع الناس على الإنفاق المحلي والتعامل مع المتاجر والشركات المحلية.

وبشكل عام فهي تسعى إلى تحقيق 4 أهداف:

  1. لتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية
  2. لبناء رأس المال الاجتماعي
  3. لتعزيز أنماط الحياة أكثر استدامة
  4. لتلبية الاحتياجات التي لا تسدها العملات الوطنية

عادة ما يتم اصدارها من جمعيات المجتمع المدني أو المؤسسات الغير الربحية، لكن أيضا هناك عملات تكميلية تم اصدارها من سلسلة متاجر أو شركات محلية للإستخدام المحلي.

  • هل العملات التكميلية قانونية؟

إن العملات التكميلية ليست عملة قانونية، فالأموال التي تصدرها الحكومة فقط هي التي تتمتع بهذا الوضع في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وإنجلترا ودول منطقة اليورو، ومع ذلك يمكن للطرفين في المعاملة الموافقة بشكل متبادل على القيام بأعمال تجارية مع نموذج دفع آخر.

ولأن أهداف هذه العملات مشروعة وتساهم في الإقتصاد الوطني، ولا تسهى إلى استنزاف الإقتصاد أو العملة الوطنية بل تعزز من الإستهلاك الداخلي للدولة، فإن المزيد من الدول تسمح بذلك.

  • تاريخ العملات التكميلية

العملات التكميلية ليست فكرة جديدة. كانت تستخدم على نطاق واسع خلال فترة الكساد الكبير 1929 وهي تكسب أهمية كبرى في الأزمات المالية عادة مثل أزمة 2008.

في فترة الكساد، عندما فشلت البنوك وتعثرت كشوف مرتبات الحكومة بسبب نقص الإيرادات، اكتشفت المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة التطبيق العملي لتجاوز الدولار الأمريكي، أصدرت الحكومات والنقابات والكنائس والمجموعات المدنية شهادات العملة التي أصبحت الآن وقد قامت بعض المجتمعات حتى بتجربة تصميمات جديدة: فقد قامت سياتل بإصدار أموال مصنوعة من الورق المقوى، وأنتجت جارتها تينينو، واشنطن أرباع ونصف من دولارات سيتكا.

  • كيف تعمل العملات التكميلية؟

يتم عادة إنشائها من الجمعيات والمؤسسات الغير الربحية، وهي تسعى إلى دعم التجارة المحلية وتحقيق التنمية ومساعدة الفقراء من خلال انفاق جزء منها في التبرعات المحلية.

بعض هذه العملات التكميلية تساوي قيمة معينة مقابل العملة الوطنية، فمثلا في فرنسا هناك عملة Abeille التي تساوي 1 يورو، بينما هناك أخرى غير قابلة للتحويل من العملة الوطنية إلى التكميلية أو العكس وهو ما رأيناه في نموذج عملة كينيا BANGLA-PESA.

هناك أيضا عملات تكميلية يتم الحصول عليها كمكافأة وهذه شائعة في حالات المتاجر التي توفرها لشراء بعض منتجاتها، أو كما هو الحال في اليابان حيث تحصل على عملة Fureai Kippu تعزيز شبكات الدعم المتبادل للرعاية غير الطبية للمسنين وزيادة الرعاية الأسرية لكبار السن.

وهناك من يصنف بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة على أنها عملات تكميلية، لكنها ليست كذلك حيث تستخدم على نطاق واسع بل إن الكثير منها تسعى إلى التخلص من الدولار والعملات الوطنية.

  • مشاريع العملات التكميلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لم نسمع بأي مشروع لإقامة عملة تكميلية سواء في المغرب أو الإمارات أو الجزائر أو مصر أو أي دولة بالمنطقة.

معظم الناس لم يسمعوا بهذا الحل المحلي، والذي يمكن أن يساعد التجارة المحلية على الإنتعاش ومكافحة الركود الإقتصادي.

لا توجد مدينة أو محافظة أو ولاية في هذه الدول بها حملة تكميلية شائعة تستخدم على نطاق واسع في المعاملات اليومية المحلية.

لكن يمكن أن نرى مبادرات مستقبلا، وفي هذا الصدد أنصح بأن يتم تبني الفكرة على أوسع نطاق وأن تكون من جمعية أو مؤسسة غير ربحية، والحصول على رخصة من البنك المركزي أو السلطات بعد أن يتم شرح لهم الأهداف السامية للعملة وتمكين الشفافية وتحديد المنتجات والخدمات التي يمكن شراؤها بتلك العملات.

هذه على الأقل طريقة آمنة، وتجنب المتعاملين والمؤسسة التي تقف وراء العملة، المساءلة والتهم التي يمكن أن تكون ثقيلة.

غير بعيد وفي دولة كينيا بأفريقيا، تم إطلاق عملة BANGLA-PESA، وهي عملة تكميلية تستخدمها الشركات الصغيرة المحلية، وهناك مؤسسة تقف خلفها تقدم خدمات اجتماعية مثل دفع تعويضات لعمال النظافة والمتطوعين عبر العملة المحلية، وهي لها قوانين وقد سمحت السلطات المركزية في ذلك البلد بتداولها محليا.

  • من يستخدم العملات التكميلية؟

يجد أنصار عملة المجتمع عموما أوجه قصور في النظام النقدي السائد، فهم يعتقدون أنه أمر سيء للمجتمع المحلي عندما ينفق المقيمون أموالهم في سلاسل وطنية أو لدى علامات تجارية عالمية لديها فروع محلية، لأن المعاملات في هذه الحالة غير شخصية وتغادر الأموال المجتمع ولا تعود بالنفع على التنمية المحلية.

لذا فإن الأشخاص الذين يرغبون في دعم الشركات المحلية والأشخاص الذين يرغبون في تعزيز الشعور بالمجتمع المحلي يستخدمون العملات التكميلية.

ولأن السلع المنتجة محليًا للاستهلاك المحلي ليس من الضروري نقلها لمسافات طويلة للبيع، فإن علماء البيئة الذين يرغبون في تقليل انبعاثات الكربون لديهم يدعمون أيضًا أنظمة العملات التكميلية.

في حالة نظام العملة التكميلية الدولار الزمني Time Dollar بالولايات المتحدة، حيث يتبادل الناس ساعات العمل، يبدو أن العملات التكميلية تساعد الناس الذين تم تهميشهم من قبل الإقتصاد السائد والذين يواجهون صعوبة في العثور على وظيفة ببدء عمل تجاري لكسب الدخل.

 

نهاية المقال:

هذه العملات التكميلية هي نتيجة مباشرة لأزمة 1929، وقد ساعدت الناس كثيرا في أوقات الكساد، من المؤسف أن المجتمعات العربية تجاهلتها واختارت الإهتمام بمواضيع لا تسد رمق الفقراء.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)