أغلبية الهواتف الذكية المتاحة في الأسواق اليوم تعمل بنظام أندرويد و هو النظام الذي بلغت حصته 81.5% خلال 2014 كما أن معظم الشركات المنتجة للهواتف تعتمد عليه أمثال سامسونج، سوني، هواوي، إتش تي سي، إل جي و صف طويل من الشركات الأخرى.
و لا يمكننا أن ننكر بأنه من أفضل أنظمة التشغيل على مستوى عدد التطبيقات المتاحة له و التي وصلت إلى 1.5 مليون تطبيق في مختلف المجالات و محتويات بكم هائل خصصت من أجله ليشكل بذلك أكبر منافس لغريمه التقليدي iOS.
غير أنه ليس مثاليا في كل الجوانب كما يعتقد البعض، أندرويد لديه مساوئ عديدة و أكبرها فوضى التحديثات التي أصبحث واضحة للعيان مؤخرا.
إن كنت تجهل حجم هذه الفوضى و تفاصيلها فهذه فرصتك لتعرف الحقيقة المؤلمة.
- تجاهل تحديث الموديلات التي لم تباع منها وحدات كثيرة!
تعتمد سامسونج بشكل صريح سياسة تجاهل تحديث الموديلات التي لم تحقق منها مبيعات كبيرة و باعت بضعة مئات أو آلاف من الوحدات فقط.
هناك عدد كبير من الموديلات التي لم تحصل على تحديث لهذا السبب و للأسف هناك شركات تعتمد نفس السياسة منها HTC.
ما ذنب العميل الذي يشتري هاتفا ذكيا بسعر 500 دولار على سبيل المثال و لا يحصل على تحديثات؟ في هذه الحالة يبدو جهازه خردة و منفيا من التطوير و نحن نعلم أن التحديثات ضرورية للحفاظ على كفاءة الأجهزة و سد الثغرات الأمنية التي تشكل خطرا على المستخدمين.
في الحقيقة تلجأ هذه الشركات إلى هذه الطريقة كورقة ضغط على المستخدمين لشراء هاتف ذكي آخر، ربما إصدارا جديد من نفس السلسلة أو ربما موديلا رئيسيا بسعر أعلى، كما أن قيامها سنويا بإطلاق عدد كبير من الهواتف الذكية الجديدة يجعل مهمة تطوير التحديثات و توفيرها أصعب بكثير مما نتصور.
- فرق شاسع بين تحديثات جوجل و الشركات التي تعتمد عليها
أطلقت جوجل مؤخرا تحديث 5.1.1 من أندرويد بينما لم تحصل بعد هواتف راقية كثيرة على الإصدار 5.1 و يبدو المشهد للمراقبين بأننا هنا أمام فجوة كبيرة بين سير التحديثات لدى جوجل و الشركات التي تأخد منها التحديثات و تضيف إليها واجهتها البرمجية و تطبيقاتها لتقوم بعدها بإطلاقها لهواتفها الذكية المحددة.
بالنسبة لمستخدمي هواتف نيكسس فهم ينعمون بالحصول على التحديثات سريعا أكثر من غيرهم، و بمجرد إطلاق تحديث جديد يحصلون عليه فيما يعاني الأخرين من تأخر الحصول عليها بأشهر على إصدارها!
إلى حد ما يمكننا قراءة هذا الأمر على أنه عنصرية!
- عيوب و أخطاء بالجملة … التحديثات لم تعد مصدر راحة للمستخدمين
قصة الإصدار الخامس من الأندرويد تختصر هذه الظاهرة، الأرجح أنه عند ظهور أخطاء برمجية في تحديث معين يتم إصدار آخر ينهي تلك المشاكل نهائيا لكن للأسف حدثت مأساة حقيقة بخصوص مستخدمين أندرويد 5.
في الإصدار 5.0 كنا قد رأينا مشكلة استهلاك الذاكرة العشوائية و مشاكل أخرى بالجملة يفترض أن لا تكون بعد النسخ التجريبية و التطويرات التي تمت عليه بعد الإعلان عنه العام الماضي، هذه المشكلة استمرت في الإصدارات 5.0.1 و 5.0.2 لتحل أخيرا في الإصدار 5.1.
ألم يكن ممكنا القضاء على هذه المشكلة الكبيرة منذ البداية؟ لقد سببت مشاكل لهواتف ذكية جاءت بالإصدار الخامس منها جالكسي اس 6 و جالكسي اس 6 ايدج.
مؤخرا حصل الهاتف موتو إكس 2013 على تحديث 5.1 و كانت النتيجة سيئة، عدد كبير من المشاكل واجهها المستخدمين منها ظهور شاشة سوداء و مشاكل في استخدام الكاميرا و الواي فاي و مشكلة التحميلات من جوجل بلاي و لا ننسى مشكلة عقيمة تمنع استخدام الجهاز عند الشحن!
سارعت جوجل إلى إصدار 5.1.1 كنسخة وصفتها بأنها الأكثر استقرارا و لن تسبب مشاكل للهواتف التي ستحصل عليها و يبدو أننا سننتظر طويلا قبل وصولها إلى الهواتف المتضررة.
- تجاهل إطلاق التحديثات في منطقة جغرافية معينة
تعتمد الشركات المختلفة بما فيها إل جي و سوني إطلاق تحديثات أندرويد الجديدة لهواتفها الذكية بشكل تدريجي معتمدة في ذلك توفيرها بمناطق جغرافية محددة.
الجيد في هذه السياسة هي مراقبة ردود أفعال المستخدمين و ايقاف التحديث في حالة تم اكتشاف أنه يتضمن مشاكل قاتلة للهواتف الحاصلة عليه، لكن السيء هو تأخر عملية التحديث و تجاهل توفيرها في دول معينة.
نحن في العالم العربي عانينا الكثير بسبب هذه السياسة التي تعتمدها هذه الشركات لحد أنه أحيانا نجد ان هاتفا معينا استقبل للتو في السعودية تحديث 5.0.2 بينما هو نفسه حصل على 5.1 في البرازيل منذ مدة!
المشكلة في هذه الحالة لم تعد مشكلة تأخر التحديثات بالنسبة لموديلات معينة لكنها مشكلة التأخر بالنسبة لمنطقة جغرافية معينة ما أسس لنرى فروقات كبيرة بين سير التحديث لهاتف معين بين أكثر من دولة في العالم.
نهاية المقال:
لقد أصبح نظام أندرويد غارقا في وحل فوضى التحديثات بشكل لم يعد يسمح لنا بالصمت عنه، تجاهل تحديث موديلات معينة لكونها غير مشهورة و تفضيل أجهزة نيكسس من جوجل على بقية الأجهزة من الشركات الشريكة لها إلى جانب العيوب و الأخطاء الفظيعة التي لا تنتهي من تحديث إلى آخر مع تجاهل تحديث هاتف معين في دولة محددة تعد كلها مشاكل غير مقبولة.
هذه المشاكل هي التي تجعل مستخدم هاتف ذكي بهذا النظام الشهير يفكر جديا في الانتقال إلى منصات منافسة و الأمر نفسه ينطبق على اللوحيات العاملة به.