يتحدث العالم منذ شهور عن ويندوز 10 و عن صدور أكثر من نسخة تجريبية، و إلى الأن لا تزال مايكروسوفت مصرة على إصدار المزيد من النسخ التجريبية للمعاينة و التجربة و رصد الأخطاء و العيوب مع إصلاحها في إنتظار إطلاقه بعد أشهر من الأن في نسخته النهائية و الرسمية.
نفهم من الكلام السابق أن النسخ المنتشرة حاليا لويندوز 10 ما هي إلا تجريبية و بطبيعة الحال تتضمن الكثير من الأخطاء التقنية و التي تحتاج إلى إصلاح و هذا ما تريده مايكروسوفت منك، أن تخبرها بأن الميزة الفلانية في النظام بها عيب و تحدد التفاصيل لها.
أضف إلى ما سبق أنك في هذه الحالة لست مستخدما عاديا و مستهلكا تقليديا لهذا المنتج بل أنت واحد ممن قبلوا تجربة ويندوز 10 بمجرد أنك قمت بتثبيته، لذا لا تنتظر تجربة مريحة و مثالية كما سيحدث عند استخدام النسخة الرسمية التي لا تتوفر حاليا.
المشكلة هي أن فئة واسعة ممن قاموا بتحميل الإصدار العاشر في نسخه التجريبية لم يفهموا ما قلته في السطور السابقة لهذا اصيبوا بالإحباط و الحزن من التجربة السيئة و دفعهم غضبهم لنشر منشورات و تغريدات تفيد بأن ويندوز 10 نظام فاشل من مايكروسوفت و أنه سيكرر صدمة الإصدار الثامن.
بعض الحاقدين من مستخدمي الأنظمة الأخرى استغلوا المناسبة للتعبير بسعادتهم من البداية بهذا الخصوص مجددين دعوتهم للعالم بالإنتقال لاستخدام أنظمة تشغيلهم لأنها الأفضل في العالم.
هذه هي نتيجة سوء فهم النسخ التجريبية لويندوز 10 و ما الهدف من طرحها، البعض يبالغ و ينشر في المنتديات نسخا تجريبية تحث مسميات كارثية، “تحميل ويندوز 10 النسخة النهاية 2015” و الكثير من العناوين التي ذهب ضحيتها المستخدمين الغير المتابعين لأخبار التقنية.
المضحك أنه عند تثبيت هذه النسخ و تجربتها سيكتشف المستخدم أنها نسخ للمعاينة و التجربة و ليست للاستخدام الدائم و الرسمي و رغم ذلك يبدوا أن الكثير منهم تجاهل الوقوف عند عبارة Windows 10 Insider Preview.
إذن الحكم المسبق على هذا النظام بأنه فاشل كما رأينا من بعض المستخدمين و من قاموا بتجربته كان الجهل السبب الرئيسي الذي دفعهم لارتكاب هذه الحماقة و بلا شك هناك من يدفعه الحقد للترويج لهذا الكلام الخاطئ عمدا.
الشيء الأخر الذي تعرفنا عليه معا من خلال هذه التجربة المثيرة و بالخصوص في الوطن العربي، هي أن المستخدم العربي غير معتاد على تقبل النسخ التجريبية من منتج معين و يريد بشدة أن تكون النسخة الأولى مثالية و إلا فإنه سيحكم على بقية الإصدارات المحسنة بالفشل من تجربة واحدة.
دعم النظام للمزيد من البطاقات الرسومية يحتاج إلى وقت حيث تعمل الشركات المختلفة على تحديث هذه البطاقات لدعم ويندوز 10 و بطبيعة الحال يحتاج النظام إلى المزيد من التحسينات ليكون أفضل و يصل إلى صورته التي يريدها كل المستخدمين.
لذا نصيحة شخصية مني إن كنت بحاجة إلى ويندوز 10 مستقر للترفيه و العمل المكتبي، ابتعد عن تحميل النسخ الموجودة حاليا و عندما تكون النسخة النهائية متاحة بعد اشهر من الآن جرب و احكم بنفسك.