
هذه الفقرة الخاصة و الحصرية لمجلة أمناي مخصصة للحديث حول بعض أهم مستجدات العالم التقني سواء العربية أو العالمية بأسلوب يجمع بين المرح و السخرية و أحيانا أخرى تكون الجدية سيدة الموقف ! ، إذا كنت سريع الغضب و لا تتحكم بأعصابك فأنا متأكد أن أي طبيب في العالم حتى لو كان مبتدأ سينصحك بإحضار مهدئ للأعصاب كي لا تنفعل و تكسر شاشة حاسوبك أو تضرب بهاتفك الذكي عرض الحائط إذا كنت تتصفح منه الأن ، أما إدا كنت شخصا واقعيا منفتحا على النقذ و بالمصرية “دمك خفيف” ، أعتقد أن هذه الفقرة ستنشط من دورتك الدموية و عقلك أيضا
النجاح اليوم في كوكبنا العربي نادر و قليل لهذا فإن حدوثه مع شخص أو شركة أو كيان هو بمثابة ظاهرة كونية غريبة تستلزم منا التصفيق و الحذر مع الكثير من التعجب و الإنبهار لتطرح أسئلة شرعية و منطقية و منها كيف تحقق هذا النجاح ؟ و ما السبيل لإعادة التجربة ؟
إلى حد الأن الأمور غريبة بعض الشيء و بعض الشيء الأخر طبيعية و عادية ، لكن الغريب في الأمر حقا هو أن كوكبنا العربي ينظر إلى الناجحين في أغلب الأحيان نظرة شك و ريبة فيطرح أسئلة تحث ستار “مجرد سؤال” و منها ما حقيقة الناجح و ما علاقته بالخارج ؟ هل الكيان الصهيوني له يد في هذا ؟ الكارثة أن الأجوبة تأتي من أصحاب الأسئلة أنفسهم و الصدمة أنها إيجابية تبدأ كلها بنعم ! البعض يصدقها و يعمل على نشرها و البعض الأخر يرى الأمر كذبة كبيرة وراءها جهل عقيم .
صعيدي جيكس التي تعد المبادرة المصرية و التي ولدت من رحم الصعيد و المزهوة بدماء الشباب المصريين الذين رفضوا الرضوخ للواقع الأليم أصبحوا في قفص الإتهام بالعمالة لإسرائيل ، و العمالة كلمة كبيرة تتضمن تنفيذ خطط العدو و التجسس لصالحه و أنشطة يعاقب عليها القانون بالإعدام في أية دولة بعالمنا الصغير !
لماذا ؟ لأنها نجحت و تمكنت فعلا من إشعال ثورة علم و معرفة و وعي كبير في الصعيد بل وصل دخانها إلى كافة أرجاء الكوكب العربي ، و هذا غريب و عجيب في زمن أصبح النجاح فيه عملة نادرة بكوكب يحتقر نفسه .كيف أن دخان الثورة العلمية الصعيدية وصل الأن إلى سماء بيتي و أنا في المغرب ؟ شيء مثير للريبة أليس كذلك ؟
دعك من التشكيك و الخيال العلمي و صناعة قصص المؤامرات الوهمية فلو ما كنت أعرف القائمين على هذه المبادرة و لو لم أكن أدرك مدى نزاهة أهدافهم للتزمت الصمت على الأقل لأن ما قيل لا يقال في غياب الأدلة و البراهين ، و ما قاله ذلك الشخص على صفحة المبادرة يوم نشروا كورسات أوراكل دليل على ما قيل سابقا .
بغض النظر عن إسمه و لا عن أصله و فصله الذي لا أظن أنه سيحدث فرقا في تطورات هذه القصة ، هذا الشخص إما مريض و إما مجنون ، هات أدلتك على كلامك و لو كانت صحيحة فعلا نحن معك حتى صعيدي جيكس نفسها !
لماذا عقول البعض منا صراحة مبرمجة على إتهام الناجحين بيننا بالعمالة للكيان الصهيوني ؟ أو ليس ذلك دليل كبير على الإعتراف قبل أي شيء بأن إسرائيل ناجحة و أن ما تدعمه يجب أن يكون ناجحا بينما يستحيل النجاح إن لم تمد يد العون لنا ؟
مثل هذه العقليات عقبة في طريقنا نحو النجاح نفسه و من حسن الحظ أن صعيدي جيكس و المبادرات الشبيهة لها تحاول تغييرها لعل و عسى فعلا أن يسقط هذا المسكين و أمثاله فكرة أن النجاح ظاهرة غريبة تقف وراءها أيدي خفية مؤكد أنها صهيونية .
النجاح ممكن في كل مكان و زمان و إن كنت تعتقد عكس ذلك فأنت و صاحب الإتهام الباطل لصعيدي جيكس سواسية في المنطق و الفكر