البحث في جوجل مصر عن جوجل نفسه هذه الأيام باستخدام الكلمة المفتاحية العربية أو الإنجليزية يعطي نتائج بحث مفاجئة و غير متوقعة بتاتا.
النتيجة الأولى ليس ما نبحث عنه و لا علاقة لها بجوجل من قريب أو بعيد، إنها الشركة الفنية للتبريد والتكيف و التي لا تملك اسما مخصصا أو علامة تجارية معروفة أو حتى مسجلة إلى جانب صورة لصاحب هذه الشركة مأخودة من الصفحة رقم 1 و مصدرها جوجل بلس.
يبدوا الرجل من هيئته شخصا بسيطا ليس بعالم و لا مهندس و لا مخترع و يدعى صابر و هو مصري الجنسية بطبيعة الحال و رغم ذلك هزم المتخصصين في سيو حتى العالميين منهم دون أن يبذل أي جهد أو يتلاعب بنتائج البحث نفسها في وقت من المستحيل أن يتمكن أحدهم من مسك كلمة جوجل سواء في جوجل مصر أو حتى جوجل زامبيا، لقد فعل صابر المستحيل حقا بلمح البصر و بدون جهود أو دراسة أو حتى اهتمام و استحق صفة الأستاذ.
صفحة الشركة الفنية للتبريد والتكيف الخاصة به على جوجل بلس هي التي تمكنت من مسك هذه الكلمة و قد تلقت زيارات كبيرة وصلت إلى أكثر من 4.5 مليون مشاهدة دون أن تتضمن هذه الصفحة نفسها محتوى عالي الجودة و مهم أو متجدد حول نشاطاتها!
لكن كيف حدث هذا؟ إنه السؤال الذي طرحه الكثيرين له من خلال الإتصال به و أحدهم هو Eyad Nour الذي يعمل بهذا المجال و الذي سأله إن كان يعرف شيئا عن هذا الموضوع، أجابه الأستاذ صابر بأن أصدقائه و الكثيرين من الناس أخبروه بأن جوجل صنع له موقعا!
جواب كافي لنعرف أن هذه الحادثة العجيبة مجرد ضربة حظ و أن الأستاذ صابر ليس متخصصا كما توقعنا في سيو إنه شخص مختص فقط ببيع آلات التبريد و الثلاجات كما يظهر في الصور التي نشرها على جوجل بلس نفسه و الأغرب أن الكثيرين ممن حوله لم يفهموا الموضوع جيدا لقد ظنوا أن جوجل صنع من أجله موقعا … إنه أمر مضحك.
الأجوبة الأخرى من أستاذ صابر لم تكن أفضل في المستوى و كلها تدل على أنه مستخدم جد عادي و ربما أقل في المعرفة و إليكم ترجمة الحوار إلى العربية الفصحى.
– مرحبا، هل هذا السيد صابر؟
– نعم من انت؟
– اسمي اياد نور أنا أعمل في مجال التسويق الرقمي ولقد لاحظت أنك تحمل التصنيف رقم 1 على جوجل هل تعلم بهذا؟
– نعم، هناك الكثير من الناس يتصلون بي و يخبرونني بأن جوجل صنع من أجلي موقعا!
– لا، أعني بحث Google عندما يبحث الناس عن كلمة “جوجل” أنت تظهر أولا هل تعرف ذلك؟
– لا أنا فقط يتصل بي الكثير من الناس و يخبرونني بأنهم وجدوا جوجل خاص بي!
– إذن هل فعلت شيئا لتعزيز تصنيف صفحتك ؟
– أي صفحة؟
– الصفحة الخاصة بك على جوجل بلس؟
– لا أنا فقط نشرتها باستخدام البريد الإلكتروني الخاص بي الذي تم إنشاؤه في العام 2009 هذا هو السبب في أن أحصل على الكثير من الأشخاص الذين يزورون ملفي الشخصي لأن بريدي الإلكتروني قديم.
– في الواقع أعتقد أن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك ما حدث معك هو أمر نادر جدا فأنت تحمل التصنيف رقم 1 لكلمة “جوجل” على محرك بحثها أنت تظهر قبل جوجل نفسها.
– إذن الناس يعتقدون أنني “الشركة الأم” لجوجل؟ هذا شيء عظيم. “يضحك بصوت عال جدا” لم أفكر قط في ذلك. بدأ كل شيء قبل أسبوع عندما لاحظت أن الكثير من الناس يتصلون بي كل يوم لحد أنه كي أتمكن من النوم أحتاج إلى إغلاق هاتفي، ومعظم المتصلين بي لا يعرفون حتى ما أقوم به ولكن ربما يمكنك تعليمي كيفية الحصول على المزيد من الناس؟
لا يهم بقية الحوار بقدر أن جوجل هو من ارتكب خطأ كبيرا للغاية في نتائج البحث كما رأينا مؤخرا في العديد من نتائج البحث لخرائطها و التي تظهر عليها عبارات و أمور عنصرية و أخرى سيئة.
أتساءل باستغراب هل فقدت جوجل سيطرتها هذه الأيام على خدماتها أم أنها تعاني من خطب ما؟ لأنه في كلتا الحالتين سيؤثر ذلك على سمعتها و جودة خدماتها و هي التي اعتذرت مؤخرا بعد فضيحة عنصرية ضد البيت الأبيض على خرائطها و يبدوا أنه عليها الإعتذار لمستخدميها أيضا في مصر، لكن ما يجعلها غير ملزمة بذلك هو أن الصحافة العربية و الدولية لم تتناول الحادثة أصلا.
مثل هذه الأخطاء في نتائج البحث مكلفة جدا ليس للمستخدمين الذين يحصلون على نتائج بحث خاطئة بل أيضا لأصحاب المحتوى الجيد و المواقع التي يمكن أن تتضرر في أكثر من كلمة مفتاحية بنفس السيناريو، المتخصصين في سيو و تهيئة المواقع يمكنهم الآن التقاط انفاسهم فنحن هنا أمام حادثة فقط و ليس انجازا كما اعتقده البعض و سارع للإتصال بالأستاذ صابر كي يتعلموا منه أحدث التقنيات لمسك الكلمات المفتاحية بهذه السهولة و العبقرية!