هل سمعت هذه الأيام بما يدعى حملة #memories_attack على الفيس بوك ؟ على قدر متابعتي لها فهي متواصلة بين المستخدمين العرب لهذه الشبكة الزرقاء منذ أيام قليلة ، و الهدف منها هي أن أتصفح المنشورات القديمة لأصدقائي في ملفاتهم الشخصية و عندما أجد منشورا به كلام غريب أو صورة قديمة أو شيء من هذا القبيل ، أضع تعليقا أشير فيه إلى بعض من أصدقائي و أطلب منهم مراجعة هذا المنشور “الغريب” و الذي لم نعهد على صاحبه حاليا كتابة مثله خصوصا و أن فكره على الشبكات الإجتماعية تطور بعد سنوات من التواجد و الإستخدام .
بعد هذه المقدمة التعريفية إن صح التعبير ، أود أن أخبرك بشيء واحد أنا لست هنا من أجل الترويج لهذه الحملة البئيسة في نهاية المطاف ، بئيسة جدا لحد أنها دفعت بالمنشورات القديمة للسيطرة هذه الأيام على صفحة أخر الأخبار بالفيس بوك .
منشورات بدائية و أخرى تتحدث عن أحداث مضت منذ سنوات ، عن هواجس الماضي و ألامه و حتى أفراحه تعترض طريقي في إستكشاف المحتوى الجديد على الفيس بوك . الماضي المؤلم و المضحك السعيد و الحزين في منشورات بالعشرات تكاد تخنقني هذه الأيام و تزعج الغير المشاركين في هذه الحملة .
صحيح أن الهجوم على الذكريات أكدت أن هناك تغييرا عميقا حصل على الكثيرين من أصدقائي على مر السنوات لتواجدهم بالفيس بوك لكن ما أهمية ماضي الأخر بالنسبة لي ؟ ما أهمية فضائحه و نزواته السابقة ؟ أعتقد أنها ليست مهمة بتاتا و ممكن أيضا أن تعمي أبصارنا عن التقدم الذي حققه في حياته و تطور فكره الذي وصل إليه حاليا
بالعكس أرى الحملة لا تخدم مصالحي هذه الأيام و مصالح منتجي المحتوى الجديد على الفيس بوك، منشوراتي الجديدة لا تتلقى التفاعل بتلك السرعة التي كانت عليها قبل أسبوع و هناك الكثيرين ممن قد تهمهم غارقون الأن في بحر المنشورات القديمة لأصدقائهم و التي كتبت خلال السنوات الماضية .
من جهة أخرى تأكد لنا من هذه الحملة مجددا أن لدينا عقدة كبيرة في حياتنا و هي الحنين إلى الماضي ليس فقط بلحظات السعادة فيه بل أيضا إلى الفضائح و الأزمات التي تركناها وراءنا ، عدنا إليها ضاحكين و يا ليت كانت من ماضينا نحن فهي من ماضي صديق لم يكن حينها في قائمة أصدقائنا على الأرجح .
من جهة أخرى حملة #memories_attack لخبطت المتابعين الذين أصبحت أمامهم منشورات قديمة ، و لأن الكثيرين منهم لا يركز على جزئية تاريخ طرح المنشور فقد أعطت مفعولا سيئا أخر المستهدف منها في غنى عنها ، فمثلا هناك من المشهورين و الناجحين في مجالاتهم من تم العودة إلى منشورات لهم منذ سنوات عندما كانوا يبحثون عن عمل و هم على أبواب اليأس بعد أن ضاقت بهم الأرض و السماوات ، و ظهورها على أخر الأخبار لبقية الأصدقاء و المتابعين صدم الكثيرين منهم و جعل الجمهور المتابع يتساءل عن هذه المفاجأة السيئة ؟ بل ذهب الكثيرين منهم لمراسلة هؤلاء من أجل تقديم يد العون لهم في إيجاد العمل و هو ما لا يبحثون عنه حاليا … الأمر فقط يتعلق بالماضي إنما المتابعين يظنون تلك المنشورات جديدة و تتعلق بالحاضر .
و فيما تتواصل هذه الحملة المفاجئة دون أن يعرف أحدا متى ستنتهي ، هناك حملات أخرى غريبة و عجيبة تقام بالتوازي معها بموضوعات و خلفيات أخرى ، لتبقى هذه الشبكة حاليا ساحة للبهرجة و العجائب حتى إشعار أخر !