يبدو أن الضغوط الهائلة التي تتعرض لها جوجل خلال الأيام الأخيرة بخصوص عرض الإعلانات على مقاطع يوتيوب مخالفة، سيدفع ثمنها الناشرين بالأساس وقد بدأت تظهر النتائج مبكرا حيث الرقابة ستكون متشددة على وضع الإعلانات في المقاطع.
الشركة تراجع في العادة مقاطع الفيديو قبل أن تؤكد أنها قابلة للاستثمار الإعلاني، لكن يبدو أنها ستدقق في الأمر أكثر وهي التي لديها خطة كبيرة لاستخدام الذكاء الإصطناعي وكذلك توظيف جيش من الموظفين الذين سيتعاملون مع المحتويات الهائلة التي يتم نشرها على المنصة خصوصا تلك التي يلجأ ناشريها إلى تفعيل الإعلانات فيها طمعا في تحقيق العائدات الإعلانية، وهذا ما فهمناه من الإعلان الأخير تعزيز الرقابة على محتوياتها خصوصا المقاطع التي تظهر عليها الإعلانات.
عودة إلى قصتنا التي سنتحدث عنها في هذا المقال، والتي كشفت عنها جريدة الجارديان بعد أن نشرت الضحية تغريدة على تويتر تكشف فيها عن مشكلتها مع جوجل.
نتحدث عن Matan Uziel وهي شابة تدير قناة على يوتيوب تدعى “Real Women, Real Stories” وتنقل معاناة النساء وضحايا الإغتصاب ضحايا العنف والتمييز الجنسي.
وخلال الفترة الماضية واجهت الشابة مشكلة مع ظهور عبارة تفيد بأنه لا يمكنها استثمار مقاطع الفيديو لأنها ليست متوافقة مع سياسات المعلنين.
وفي حوارها مع الجارديان قالت “إنه كابوس” لتضيف “لا أستطيع أن أثق بيوتيوب أكثر من ذلك” مستغربة من الرفض رغم محاولاتها تشغيل الإعلانات على مقاطع يوتيوب الخاصة بها.
وقالت أنه من الغريب حدوث مثل هذا الأمر، خصوصا وأن الرئيسة التنفيذية ليوتيوب هي السيدة Susan Wojcicki وهي واحدة من السيدات المدافعات عن حقوق النساء وتعلم جيدا التحديات التي تواجههن في الحياة اليومية وفي مختلف أنحاء العالم.
والحقيقة انني ألقيت نظرة على مقاطع الفيديو الخاصة بها وهي بالفعل لا تتضمن أي خطاب يحض على الكراهية أو محتويات ممنوعة، هذا في وقت رفضت فيه جوجل إزالة الإعلانات على مقاطع الشيخ مجدي غنيم والقسيس الأمريكي وقناة بريطانيا أولا لكونهم ينشرون محتويات متطرفة كما يقول المعلنون.
-
تم تفعيل إعلانات جوجل على مقاطع القناة لكن هناك مخاوف حقيقية
لو لم تصل قصة مشكلة قناة “Real Women, Real Stories” إلى الإعلام لظلت المشكلة قائمة على الأرجح، اليوم عندما عدت للقناة وجدت ظهور إعلانات في مقاطعها، ما يعني أن جوجل علمت بالأمر وأقدم المسؤولين على مراجعة قناة يوتيوب الخاصة بها.
حاليا فإن هذه الحادثة تفتح الباب أمام قصص مختلفة لحوادث متشابهة، خصوصا وأن جوجل مضطرة الآن لتتوقف عن إظهار الإعلانات على مقاطع ذات محتوى مشبوه.
الإتجاه المتوقع للشركة الأمريكية حاليا هو تشديد الرقابة كما أشرنا سابقا، ولا نستبعد أن تعمل على ايقاف بث الإعلانات في مقاطع تتضمن السب والشتم والتهجم وأساليب تواصل مشينة.
لكن أيضا التحدي بالنسبة لجوجل هو أن توازن بين متطلبات المعلنين والحفاظ على الناشرين الذين قد تخسرهم لصالح منافسها الرئيسي فيس بوك، خصوصا وأن هذا الأخير يستعد لإطلاق الإعلانات عالميا خلال الأسابيع المقبلة على مقاطع الفيديو مع مشاركة الأرباح مع الناشرين.
نهاية المقال:
تم حل المشكلة وهو ما رصدته من زيارة قناتها اليوم، لكن لو لم يتم إذاعة قصتها في الجارديان لما تم حلها بهذه السرعة على الأغلب، والسؤال الأهم: ماذا عن بقية الناشرين الذين لا يبث الإعلام مشاكلهم مع يوتيوب؟ نأمل أن يتم حلها وأن تجد جوجل معادلة توازن فيها بين مصالح الناشرين والمعلنين ومصلحتها لتتفادى خسارة أصحاب المحتوى لصالح فيس بوك.
إقرأ أيضا:
صدمة: أبرز 250 علامة تجارية توقفت استخدام إعلانات جوجل
أزمة إعلانات جوجل في بريطانيا قد تتمدد إلى بقية العالم وفيس بوك متورط
المعلنون منزعجون من أن الشيخ وجدى غنيم يكسب 78 ألف دولار من يوتيوب
قصة أقوى ضربة لإعلانات جوجل أدسنس في التاريخ وانسحاب كبار المعلنين