اكتشفت السنغال وموريتانيا احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي على سواحلها، وستبدأ موريتانيا في التصدير عام 2023 وستعزز السنغال قدرتها بحلول ذلك الوقت.
وبينما يتجه العالم إلى التخلي عن الوقود الأحفوري والبداية مع الفحم ومن ثم النفط فإن الغاز الطبيعي مستمر وسيلعب دورا في التحول الطاقي إلى عصر الطاقة النظيفة.
تعد هذه الأخبار سارة لشعوب المنطقة، خصوصا شعب موريتانيا الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل وتنمية اقتصادية أفضل والإستفادة من هذه الطفرة كما حدث في قطر، خصوصا وأن عدد السكان ليس كبيرا.
لكن تعرف القيادة الموريتانية جيدا ونظريتها السنغالية أن تصدير الغاز من خلال السفن والشحن البحري لن يعود عليها بفائدة كبيرة وتحتاج إلى تصدير كميات كبيرة في فترات زمنية للمنافسة في السوق الأوروبية.
أسهل طريقة لتصدير غاز السنغال وموريتانيا
معلوم أن أنابيب الغاز تستطيع نقل كميات كبيرة من هذه المادة وعلى مدار الساعة في عملية أقل تكلفة من الشحن التقليدي عبر السفن المخصصة لذلك.
الحقيقة أن هذه النقطة هي التي تسيطر بها روسيا على السوق الأوروبية في وقت لا تستطيع قطر والولايات المتحدة ودول أخرى منافساتها.
ويعد أنبوب الغاز الجزائري عبر المغرب مهما للغاية قبل أن ينتهي بسبب الأزمة الديبلوماسية، لذا تبحث اسبانيا ودول الإتحاد الأوروبي على موردين جدد.
وبغض النظر عن أي صفقات مع قطر، سيبقى الغاز الذي يأتي من الجزائر أو روسيا عبر الأنابيب أرخص، وهنا تتضح أهمية مشروع أنبوب دول غاز غرب أفريقيا.
إمكانيات السنغال وموريتانيا
حسب تصريحات رسمية في موريتانيا يقدر حجم مخزون حقل السلحفاة يقدر بـ15 ترليون قدم مكعب أو 450 مليار متر مكعب، بينما يقدر مخزون حقل بئر الله بـ50 ترليون قدم مكعب، وهو ما يعني أن هذا البلد يتوفر على احتياطات مهمة.
وتقدر احتياطيات موارد الغاز الطبيعي المشتركة بين السنغال وموريتانيا بنحو 102 تريليون قدم مكعبة من الغاز (63 تريليون قدم مكعبة لموريتانيا و39 تريليون قدم مكعبة للسنغال).
اتفقت الدولتين على ترسيم الحدود البحرية بينهما والتعاون أيضا في مجال صناعة الغاز وتصديره وهي مقدمة لشراكة كبيرة بينهما.
وتعزز هذه الإمكانيات حقيقة من مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي بل وتسرع تنفيذه، حيث يمكن بناء أنبوب الغاز من السنغال إلى المغرب في الوقت الحالي، على أن يرتبط لاحقا بالقادم من نيجيريا ليزيد من قدراته التصديرية.
أهمية المغرب بالنسبة لموريتانيا والسنغال
يعد المغرب طريقا ذات اتجاهين تربط أفريقيا بالقارة الأوروبية، حيث تأتي من خلاله الصادرات الأوروبية إلى دول غرب أفريقيا، ويتم تصدير انتاج تلك الدول إلى أوروبا من خلاله.
وتتمتع المملكة بشبكة طرق سريعة تصل إلى الصحراء المغربية وقد تسارعت أعمال تشييد الطرقات خلال فترة كورونا والإغلاق الشامل.
ويتواجد البلدان الثلاثة في مشروع الغاز النيجيري المغربي الذي يضم أكثر من 11 دولة أفريقية، حيث ترغب نيجيريا في تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا المتعطشة.
وتعترف السنغال بمغربية الصحراء، فيما موقف موريتانيا هو الحياد حيث تهددها قوات البوليساريو وقد دخلت معها في حرب استنزافية في القرن الماضي، لكن هذا لم يمنعها من الدخول في اتفاقيات كثيرة مع المملكة منها نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا.
لدى المملكة خبرة في إدارة وتشغيل أنبوب الغاز وقد أنشأ شركة جديدة ستكون مهمتها تدبير وتطوير البنيات التحتية الوطنية للغاز بشكل عام.
ولا يمكن أن تحدث طفرة في موريتانيا أو السنغال على مستوى التصدير دون أنبوب يتيح لهما تصدير الفائض ويمر عبر المغرب إلى أوروبا.
ومن شأن إقامة هذا المشروع في أسرع وقت أن يمكن الدولتين من الإستفادة السريعة، وتحقيق مكاسب كبيرة لشعبهما قريبا، وبالطبع سيتفيد المغرب الغاز والرسوم وسيعزز ذلك من أمنه الطاقي، حيث يرغب في التخلص من استخدام الفحم بنسبة 40 في المئة في انتاج الطاقة الكهربائية واستبداله بمزيج من الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي.
إقرأ أيضا:
الإستثمار في موريتانيا 2023: دولة مصدرة للغاز غنية
بدائل الغاز الجزائري في المغرب
لماذا سيرتفع سعر النفط إلى 100 دولار وما علاقة الغاز بذلك؟
مصالح نيجيريا في اختيار أنبوب الغاز المغربي ومنافسه الجزائري
حقائق عن أزمة ارتفاع سعر الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة
