تراجعت تركيا عن سياسة خفض سعر الفائدة التي أغضبت سوق الفوركس، وقررت رفع الفائدة من 8.5 في المئة إلى 15 في المئة، رغم ذلك يستمر انهيار الليرة التركية وهذه المرة إلى 25 لكل دولار.
ويبدو واضحا أن السوق لا يزال يراهن على انخفاض العملة التركية، وهناك مؤشرات واضحة على أنه من الممكن خفض الليرة التركية إلى 30 لكل دولار بنهاية العام الجاري.
بسبب انهيار العملة التركية ارتفع معدل التضخم السنوي الرسمي إلى أكثر من 80 في المائة في عام 2022 وبلغ 39.5 في المائة في مايو، ويقال أن معدل التضخم الفعلي أعلى بمرتين.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات الشهر الماضي، استغل أردوغان احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية لمنع الليرة من الانخفاض أكثر مع إطلاق مليارات الدولارات من الإنفاق الجديد لعزل الناخبين من التأثير الفوري لارتفاع التضخم.
ويأتي رفع أسعار الفائدة بنسبة جيدة بعد أن أصر أردوغان على خفض أسعار الفائدة بشكل متكرر، من 19 في المائة في عام 2021 إلى 8.5 في المائة هذا العام، في تحد للنظرية والممارسة الاقتصادية التقليدية، التي تدعو إلى رفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم.
منذ فوزه في 28 مايو لم يعلن أردوغان بشكل مباشر عن تغيير المسار، لكنه قام بالعديد من التحركات التي تشير إلى سياسات اقتصادية أكثر تقليدية والتي في حين تهدف إلى ترويض التضخم وتقليل خطر أزمة العملة، يمكن أن تدفع بالاقتصاد إلى الركود.
وفي إعلانه عن رفع أسعار الفائدة، قال البنك المركزي التركي إن المزيد من الزيادات ستتبع “في الوقت المناسب وبطريقة تدريجية حتى يتم تحقيق تحسن كبير في توقعات التضخم”.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إنها تتوقع أن يصل سعر الفائدة القياسي إلى 25 في المائة بحلول نهاية العام.
على الرغم من الخطوة الأخيرة، لا تزال الليرة تفقد 4 في المائة من قيمتها مقابل الدولار بسبب خيبة أمل المستثمرين لأن البنك قرر اتباع مسار تدريجي لرفع أسعار الفائدة.
وقال المحلل في كابيتال إيكونوميكس ليام بيتش: “هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات في الاجتماعات المقبلة لمعالجة مشكلة التضخم في تركيا”.
وقال محللون آخرون إن إركان أرادت تجنب المعاناة من مصير المحافظين السابقين الذين أقالهم أردوغان لرفع أسعار الفائدة بسرعة.
لطالما روج أردوغان للفكرة غير التقليدية القائلة بأن المعدلات المنخفضة تؤدي إلى انخفاض التضخم، وهي نظرية لم تنجح لكنها قدمت نموًا اقتصاديًا مستمرًا.
دفع الزعيم التركي البنك المركزي لبدء خفض أسعار الفائدة قبل عامين كجزء من “نموذج اقتصادي جديد” يركز على خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، وجاءت هذه السياسة بنتائج عكسية سيئة.
بلغ معدل التضخم السنوي 85 في المائة في أواخر العام الماضي، وحرق البنك المركزي معظم احتياطاته في محاولة لدعم الليرة بانخفاض 90 في المائة مقابل الدولار على مدى 10 سنوات من انخفاضات أكبر.
بعد رفع سعر الفائدة يوم أمس أقل من المتوقع من قبل البنك المركزي، تنخفض الليرة التركية إلى ما دون 25.2 مقابل الدولار.
يعد رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي مخيبا للآمال بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا يتوقعون رفع أعلى وحازم وسريع لاحتواء التضخم، لهذا السبب هناك تكهنات بأن السياسة النقدية التركية لم تتغير كثيرا والبنك المركزي التركي في حلته الجديدة قد لا يستمر طويلا وستعود تركيا إلى خفض الفائدة او حتى ابقاءها عند معدلات منخفضة بالنسبة لحجم التضخم الحقيقي.
إقرأ أيضا:
توقعات انهيار الليرة التركية إلى 30 مقابل الدولار بنهاية 2023
الإنتخابات التركية 2023: انهيار الليرة التركية بعد فوز أردوغان
اما انهيار الليرة التركية أو ستغرق تركيا في البطالة
هل يحدث انهيار الجنيه المصري مثل الليرة السورية أو اللبنانية؟
ستفشل السعودية في انقاذ الليرة التركية كما فشلت قطر والإمارات
توقعات: مستقبل الليرة التركية 2022 – 2023