لا يزال سادس أكبر منتج للنفط في العالم يعاني من نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وهو أمر غريب وغير منطقي اطلاقا.
في المتوسط، تحصل الأسرة في بغداد على ست ساعات من الكهرباء يوميًا من الشبكة الوطنية، أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها يدفعون لمقدمي المولدات الخاصة لتغطية النقص.
بالنسبة لملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل الأسعار الباهظة، يمكن أن تنقطع الكهرباء لساعات متواصلة يوميًا.
بالإضافة إلى المعاناة اليومية بدون كهرباء، يتأثر جزء كبير من النشاط الإقتصادي في العراق، لا يمكن للشركات أن تزدهر عندما تكون مصادر الكهرباء غير موثوقة.
سبب انقطاع الكهرباء في العراق
بينما يسارع السياسيون العراقيون إلى الإشارة إلى حقيقة أن الطلب على الطاقة في البلاد قد تضاعف أكثر من أربعة أضعاف في العقدين الماضيين، فإن الحقيقة هي أن العراق سيكون قادرًا على إنتاج ما يكفي من الكهرباء لتلبية هذا الطلب إذا تم وضع التخطيط الكافي والقضاء على الفساد.
يشير الخبراء إلى الخسائر في النقل وتوزيع الكهرباء في العراق من بين الأسوأ في العالم، وهي مسألة يمكن حلها من خلال الاستثمار والحوكمة الفعالة في القطاع.
علاوة على ذلك، تعد المولدات الكهربائية الخاصة مصدر دخل لبعض الجماعات المتشددة ورجال الأعمال المؤثرين الذين يعملون غالبًا وراء الكواليس لتعطيل توفير الكهرباء.
تستهدف الجماعات المتطرفة قطاع الكهرباء بانتظام، في عام 2014 استولى مقاتلو الدولة الإسلامية على محطة كهرباء بيجي ودمروها، وتقع على بعد حوالي 150 ميلاً شمال بغداد.
اليوم بعد سبع سنوات من تحرير بيجي من سيطرة الدولة الإسلامية لم تبدأ إعادة بناء المصنع بعد، على الرغم من المضي قدما في إعادة بناء وتشغيل المصنع.
في ديسمبر 2020، أعلنت لجنة برلمانية أن 81 مليار دولار أنفقت على القطاع في السنوات الـ 15 الماضية، مع القليل لتظهره.
سبب أزمة الوقود في العراق
الكهرباء هو مجرد بُعد واحد من معضلة الطاقة المعقدة في العراق، مع ارتفاع أسعار النفط تواجه عدد من المدن العراقية نقصًا متزايدًا في الوقود.
يمكن لسائقي السيارات في مدينة الموصل الجلوس في طابور لمدة تصل إلى ساعة لتزويد سياراتهم بالوقود، ويرجع جزء من النقص إلى تهريب الوقود إلى إقليم كردستان العراق، حيث تبلغ أسعار الوقود ضعف نظيرتها في أجزاء أخرى من البلاد، حيث يتم دعم الوقود بشكل أكبر، ويتم تهريب بعضها إلى سوريا مما يعكس الأزمات الأوسع في المنطقة.
يؤثر قطاع الطاقة المختل وظيفيًا في العراق أيضًا على بيئته، تعمل المولدات الخاصة التي تشكل ما يقرب من 20 في المائة من إمدادات الكهرباء في العراق على وقود الديزل، مما يزيد من تلوث العراق.
يعتبر حرق الغاز وهو حرق الغاز الطبيعي الناتج عن استخراج النفط، من بين أسوأ العوامل المسببة للتلوث، ومع ذلك يواصل العراق حرق أكثر من نصف الغاز الطبيعي الذي تنتجه حقول النفط.
مشكلة الإعتماد على الغاز الإيراني
يتم انتاج الكهرباء في العراق من الغاز الإيراني، رغم اكتشاف احتياطيات لدى كردستان تصل إلى 50 تريليون مكعب من الغاز، ولدى العراق 132 تريليون مكعب من الغاز والتي ستجعله بلدا مكتفيا ومنتجا أيضا إلى أوروبا بحلول 2025.
وحتى الآن يعد الغاز الإيراني حلا ومشكلة، فمن جهة يستخدم لإنتاج الكهرباء وبسبب العقوبات الأمريكية التي تمنع نقل الأموال من بغداد إلى طهران يعاني من مشاكل تراجع الإمدادات.
اعترفت بغداد بأن اعتمادها على الغاز الإيراني هو خطأ كبير، لدا تتجه بدأت بغداد في تنفيذ مشروعات مختلفة لالتقاط الغاز بمساعدة شركات النفط العالمية لالتقاط الغاز المصاحب.
تقع حقيبة الطاقة في قلب الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق، لقد ساعد تهريب النفط الإيراني عبر العراق طهران على الالتفاف على العقوبات، وهي حريصة على الحفاظ على شريان الحياة هذا، خاصة مع تعثر المحادثات النووية، وحاولت إيران التأثير على قطاع النفط العراقي لا سيما في الجنوب، لكنها تواجه مقاومة متزايدة.
علاوة على ذلك، فإن الفساد الذي يعيق الحياة العامة في العراق مرتبط بقطاع الطاقة، من عصابات المولدات الخاصة إلى عقود النفط المقسمة بين مجموعات سياسية مختلفة.
إقرأ أيضا:
رفع قيمة الدينار العراقي بوابة إلى هلاك العراق
تصدير الغاز الإسرائيلي إلى لبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق
جهود العراق لمكافحة التغير المناخي وعقلية النفط
ربط البحار الخمسة وتنمية سوريا والعراق
