لطالما سمعنا أن روسيا تدافع عن القضية الفلسطينية وأنها تحارب أوكرانيا التي يرأسها الصهيوني زيلينسكي إلى أن قيل أن بوتين أو أبو علي يواجه الماسونية.
نعم هذا صحيح، هذه الخرافات التي يصنعها اليساريين العرب والقوميين بالدرجة الأولى يصدقها هؤلاء ومعهم شريحة من السفليين والمحافظين ويرددونها في مقالاتهم ومقاطع الفيديو وفي التعليقات على الشبكات الاجتماعية.
لم تجرأ روسيا يوما واحدا أن تدافع عن دمشق التي تتعرض من حين لآخر للغارات الإسرائيلية التي تستهدف الإيرانيين وعمليات نقل السلاح لحزب الله اللبناني، بل إن روسيا سحبت منظومة صواريخ اس 300 من سوريا خلال أغسطس 2022.
وظلت موسكو تلعب على مشاعر العرب والمسلمين، من خلال بث وسائل اعلامها والحسابات الاجتماعية التابعة لها، لبعض الأخبار التي تروج لاحترام الدين الإسلامي والدفاع عن حقوقهم ومحاربة المثليين، مع أن روسيا من أفضل الدول لعمليات تأجير الرحم التي يلجأ إليها المثليين للحصول على أبناء.
لكن الصدمة الحقيقية جاءت في الساعات الماضية، وهي تتجلى في التجهيز لافتتاح ممثلية روسية دبلوماسية في القدس، حيث وقعت موسكو مع بلدية القدس اتفاقا للشروع في ذلك.
الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الدولية والعربية، علقت صحيفة إسرائيل اليوم بالقول: “قوة عظمى عالمية ثانية تفتتح ممثلية دبلوماسية في القدس، تفتح روسيا فرع سفارة في مركز القدس، ضمن اتفاق سري بين الطرفين”.
ويأتي هذا الخبر بعد يومين من زيارة الرئيس الجزائري إلى روسيا، والتأكيد على تقارب موقف البلدين حول القضية الفلسطينية، في وقت يتابع فيه العرب زيارة الرئيس الفلسطيني عباس إلى بكين، والتصريحات الصينية التي يتغنى بها العرب لدرجة أنهم يصورون الصين كبلد قادر على تحرير فلسطين.
يوجد في إسرائيل مجتمع يهودي روسي كبير يشكل نسبة كبيرة من سكان البلاد، تقديرات عدد اليهود الروس في إسرائيل تتفاوت، ولكن يُقدر أنهم يشكلون نحو 15-20٪ من سكان البلاد.
يُشار إلى هؤلاء الأشخاص في الأوساط الإسرائيلية بمصطلح “العلمانيين”، وهم يهود من أصل روسي أو من الدول السابقة للاتحاد السوفيتي، وقد هاجروا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي ودول أخرى في المنطقة.
يهود روسيا في إسرائيل يساهمون في الحياة الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية للبلاد، وقد لعبوا دورًا هامًا في تطوير الصناعات التكنولوجية والابتكار في إسرائيل، كما أسهموا في مجالات مثل الأدب والفن والمسرح والسينما.
تعتبر المجتمعات اليهودية الروسية في إسرائيل مجموعة متنوعة ولها توجهات ومعتقدات مختلفة، بعضهم يحافظون على تقاليدهم اليهودية ويشاركون في الحياة الدينية، في حين يعتبر البعض الآخر أكثر علمانية وغير ملتزم بالعمل الديني.
خلال فترة الاتحاد السوفيتي، كانت العلاقات بين إسرائيل وروسيا تتأثر بعوامل عديدة، في بداية تأسيس إسرائيل عام 1948، اعترف الاتحاد السوفيتي بالدولة الجديدة، ولكن خلال فترة الحرب الباردة، تأثرت العلاقات بسبب التحالفات الإقليمية والصراعات العربية الإسرائيلية.
مع انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 وتحول روسيا إلى الاتحاد الروسي، تطورت العلاقات بين البلدين بشكل جديد، تم تأسيس علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وروسيا، وتوقيع اتفاقيات في مجالات مثل التجارة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والأمن.
تطورت العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وروسيا في السنوات الأخيرة، حيث تم تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات مثل التكنولوجيا والزراعة والطاقة.
تمتلك روسيا علاقات عسكرية وأمنية مع دول المنطقة، بما في ذلك إيران وسوريا ولبنان، ومع ذلك، فقد تمكنت إسرائيل وروسيا من بناء آليات تنسيق وتفادي التصعيد لتجنب التصعيد العسكري بينهما في المنطقة.
وليس لدى روسيا أية مشكلة في الغارات العسكرية التي تشنها إسرائيل على ايران وحلفائها في سوريا، بل هناك تقارير أن موسكو ليس لديها مشكلة أن تنسحب ايران من سوريا كما تريد إسرائيل ودول الخليج العربي.
إقرأ أيضا:
3 أسباب وراء رفض الصين التحالف مع روسيا
أرقام: الشعوب تفضل الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا والصين
حرب روسيا ضد مصالح مصر في السودان وليبيا
حرب روسيا ضد مصالح الصين في أفريقيا في السودان وأفريقيا الوسطى
دور روسيا في حرب السودان وعلاقتها مع حميدتي
روسيا هي أكثر بلد يروج لنظرية المليار الذهبي