أدركت مايكروسوفت ذلك في وقت مبكر أنه كي تتفوق على آبل يجب أن تستثمر في الذكاء الإصطناعي ولذلك قررت الاستثمار في OpenAI، وبهذه الخطوة تصدرت مايكروسوفت القائمة حسب القيمة السوقية.
من ناحية أخرى، بدت شركة أبل وكأنها ستترك الأمر دون قتال، بل وظلت الشركة التي تقدم آيفون ومنتجاتها الحصرية خارج السباق لكنها كانت تراقب.
استراتيجية مايكروسوفت في الذكاء الإصطناعي
تفوقت مايكروسوفت على شركة آبل لأنها أدركت اتجاه السوق في وقت مبكر، لقد تولوا مسؤولية السباق من خلال الاستثمار بكثافة في OpenAI الشركة التي كانت على رادار الجميع والتي كانت تقود تطوير الذكاء الإصطناعي.
لقد رأينا صعود مايكروسوفت قادمًا من على بعد ميل واحد. لقد لعبت الشركة دورًا بطيئًا واستراتيجيًا، وجاءت استراتيجيتها بأكملها مباشرة من كتاب قواعد اللعبة الخاص بالشركة.
تفضل عملاقة البرمجيات الأمريكية عادة الإستثمار والإستحواذ على بناء المنتجات من الصفر، وهي منفتحة على التعاون مع الجميع وهي سياسة تعد فيها آبل منغلقة.
لقد ساهمت شراكتها مع OpenAI في تعزيز مكانتهم لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم لأنها أتاحت لهم دمج تقنية OpenAI مع مجموعة كبيرة من منتجات مايكروسوفت.
ومن هذه المنتجات نجد محرك البحث و Office 365 Copilot والعديد من المنتجات والخدمات الأخرى مع تطوير حلولها الخاصة.
لقد قامت الشركة بأفضل التحركات حتى الآن، وتبدو استراتيجية متماسكة حتى الآن لكنها مهددة بالمنافسة من آبل التي دخلت إلى السوق توا.
رد آبل على مايكروسوفت في قطاع الذكاء الإصطناعي
لقد قامت شركة آبل ببناء نفسها كمبتكرة، وقد انعكس ذلك في استراتيجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها أيضًا، اتخذت الشركة مسارًا مختلفًا تمامًا عن منافسيها.
وبينما كان الجميع يصرخون بشأن الذكاء الاصطناعي، ظلت شركة آبل صامتة، لقد ظلت صامتة لفترة طويلة لدرجة أننا بدأنا نتساءل عما إذا كانت الشركة المصنعة للآيفون لا تزال في اللعبة.
في النهاية، أدركت شركة آبل أنها لا تستطيع فعل الكثير في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولم تكن خائفة من الاعتراف بذلك ولذلك استكشفت فرصة الشراكة مع OpenAI.
أعلنت شركة آبل بعد ذلك عن هذه الشراكة في مؤتمر WWDC، جنبًا إلى جنب مع “Apple Intelligence” الجديدة، وهي مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي التي تعد بتغيير (أو تحسين) جذريًا في كيفية تفاعل عملاء آبل مع منتجاتهم. بالطبع، في خطوة كلاسيكية للشركة قاموا أيضًا بإعادة تسمية الذكاء الاصطناعي كليا.
كانت نتيجة إعلان WWDC مذهلة، ارتفعت أسهم شركة أبل إلى مستوى قياسي جديد للشركة، لتتجاوز مكانة إنفيديا في المركز الثاني، وتغلق الفجوة مع مايكروسوفت.
تعاون آبل مع شركات أخرى
لكن على ما يبدو لنا لجأت آبل إلى الشراكة مع OpenAI التي استثمرت فيها مايكروسوفت لأنها لم تجد البديل الأفضل، لهذا فهي تبحث عن شركات أخرى.
ذكرت وول ستريت جورنال أن الشركة أجرت مناقشات مماثلة مع Anthropic وPerplexity ، وهما من أكبر الأسماء بعد ChatGPT في مشهد بدء تشغيل الذكاء الإصطناعي.
هذه الأسماء التي تنافس على الساحة هي قوية أيضا خصوصا Anthropic التي قدمت Claude 3.5 Sonnet الثوري والذي تفوق على ChatGPT.
ظهرت مؤخرًا تقارير تفيد بأن شركة آبل تجري محادثات مع Meta لمناقشة إمكانية استخدام Llama، وهو برنامج LLM مفتوح المصدر من ميتا، كان هذا أمرًا ضخمًا بالنظر إلى الكيفية التي كانت بها الشركتان تتنافسان في الماضي.
المنافسة تحتدم بين آبل ومايكروسوفت
ارتفع سعر سهم عملاق التكنولوجيا بنسبة 13٪ تقريبًا عن الشهر الماضي وحوالي 24٪ عن ثلاثة أشهر مضت وذلك كرد فعل على اطلاق شركة أبل مشروعها للذكاء الإصطناعي المسمى “ذكاء أبل” في مؤتمر المطورين العالمي في العاشر من يونيو.
ومن جهة أخرى تواصل مايكروسوفت دمج الذكاء الإصطناعي في منتجاتها وآخرها إضافة مولد الصور إلى متصفح ايدج ومزايا إضافية إلى ويندوز.
إقرأ أيضا:
كل شيء عن نموذج Claude 3.5 Sonnet الأفضل من GPT-4o
مقارنة الذكاء الإصطناعي بين Galaxy AI و Apple Intelligence
لماذا تتسابق شركات الذكاء الإصطناعي مثل جوجل نحو ريديت؟
دمج الذكاء الاصطناعي في جوجل: هل يقلص زيارات المواقع الإلكترونية؟
مميزات نموذج ChatGPT-4o وكيف تستخدمه مجانا