أصبح هبوط الجنيه المصري مقابل الدولار اتجاها واضحا في الأيام الأخيرة خصوصا بعد ارتفاع الدولار من 15.74 جنيها إلى 18.55 جنيها مصريا.
وجاء قيام البنك المركزي المصري برفع سعر الفائدة بنسبة 1 في المئة، كرد فعل منطقي من أجل مواجهة تراجع الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.
دور روسيا في هبوط الجنيه المصري
يشكل غزو روسيا لأوكرانيا ضربة للأسواق الناشئة ومنها مصر والدول العربية التي تستورد القمح والنفط من الأسواق العالمية.
تنتج أوكرانيا نحو 10٪ من صادرات القمح العالمية، و 14٪ من صادرات الذرة، وحوالي نصف زيت عباد الشمس في العالم، وهي مواد أساسية تستوردها مصر.
مع ارتفاع الأسعار عالميا تزداد فاتورة الإستيراد بالنسبة لمصر وبالتالي الحاجة إلى الدولار الأمريكي الذي يعد العملة الأساسية في المعاملات التجارية الدولية.
وهذا بالطبع يزيد من الحاجة إلى الدولار وبيع الجنيه من كبار المستوردين والتجار، وهو ما يشكل ضغطا على العملة المصرية.
لا تزال الشركات والأعمال التجارية التي تصدر تعمل بشكل جيد في أوكرانيا، لكن لاحظت مصادر أوكرانية أن العديد من شركات صناعة الأحذية تستخدم نشاطها لصناعة الأحذية العسكرية، وبدأت العديد من الشركات تستعد لاقتصاد الحرب الذي يتطلب منها تغيير النشاط.
وتشكل روسيا سببا مهما في زعزعة الإستقرار العالمي بعد وباء كورونا الذي شكل صدمة غير مسبوقة للإقتصاد العالمي والذي بدأت تخرج منه الدول بسلام أخيرا لكن الخسائر التي تكبدتها ماديا في تلك الأزمة بحاجة إلى سنوات لتجاوزها.
دور أمريكا في هبوط الجنيه المصري
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول يوم الإثنين، إن البنك المركزي مستعد لرفع أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة بما في ذلك نصف نقطة مئوية في بعض الاجتماعات لترويض التضخم الذي ظل عالقًا عند أعلى مستوياته في 40 عامًا.
تعاني الولايات المتحدة والعالم من موجة تضخم خطيرة، ناتجة عن التسهيل الكمي وخفض أسعار الفائدة وضخ تريليونات من الدولارات في النظام المالي العالمي لمواجهة أزمة كورونا وإبقاء الناس في المنازل حتى يهدأ الوباء.
معدل الفائدة المحايد يدعم التوظيف الكامل مع الحفاظ على استقرار التضخم، وبالتالي فإن رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية فوق هذا المستوى يشير إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على استعداد لدفع البطالة فوق المعدل الحالي 3.8٪، الذي يعد أدنى مستوى في 50 عامًا وهذا للسيطرة على التضخم.
يجعل هذا الدولار الأمريكي قويا، وبالتالي أي دولة أخرى تتأخر في رفع الفائدة أو تتجاهل ذلك ستتعرض عملتها لهبوط قوي أمام العملة الخضراء.
وبينما رفعت البنوك المركزية الخليجية والأردنية سعر الفائدة مباشرة بعد ساعات من رفع الفائدة الأمريكية، تأخرت مصر حتى بدء تداولات أمس الإثنين وهو ما أدى إلى هبوط الجنيه المصري.
لكن حتى مع رفع الفائدة المصرية بحوالي 100 نقطة أساس، إلا أن الجنيه المصري يواصل الهبوط بسبب تداعيات حرب أوكرانيا التي تهدد امدادات القمح لهذا البلد إضافة إلى تزايد فاتورة الإستيراد.
ضغوط على عملات الأسواق الناشئة
تتجه أسهم الأسواق الناشئة للانخفاض للشهر الثالث على التوالي حيث يزن المستثمرون آفاق الأصول الخطرة على خلفية ارتفاع مخاطر التضخم وتباطؤ النمو.
قالت وزارة المالية الروسية إنها دفعت بالكامل قسيمة على سنداتها الأوروبية تستحق في عام 2029، في ثاني دفعة ناجحة في الأسبوع الماضي. استقر الروبل عند حوالي 104 مقابل الدولار.
وتواجه روسيا وهي واحدة من الأسواق الناشئة خطر التخلف عن سداد ديونها بالدولار الأمريكي على اثر العقوبات الأمريكية المدمرة.
قالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية يوم الاثنين إنها ستسحب جميع التصنيفات المستحقة على الكيانات الروسية للامتثال لحظر من الاتحاد الأوروبي.
ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت الوكالة ستحذر من التخلف عن سداد ديون الدولة بالعملة الأجنبية أو المحلية قبل أن تلتزم بحظر التصنيف.
وفي ظل رفع الفائدة الأمريكية تشكل عادة عملاق الأسواق الناشئة فرصة للمضاربة وتحقيق الأرباح من خلال بيعها والرهان على هبوطها.
إقرأ أيضا:
هذا وقت عملة الجنيه المصري الرقمي
تعويم الجنيه المصري للمرة الثانية وخيارات مصر
حقائق عن تعويم الدرهم المغربي والاختلاف عن تعويم الجنيه المصري
5 أسباب تجعل تعويم الدرهم المغربي أفضل من تعويم الجنيه المصري
