تشدد الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على آخر البنوك المتبقية في أوروبا وآسيا والتي لا تزال تتعامل مع روسيا، وقد أوقفت البنوك الحكومية الصينية تحويلات الروس، وتحركت الإمارات بحظر واغلاق الحسابات التي تحتوي على ملايين الدولارات.
وتعد هذه التطورات إيجابية للجهود الأمريكية والغربية لإيقاف الحرب في أوكرانيا من خلال الضغط على موسكو، فيما تعد سلبية لروسيا التي سعت لإيجاد بدائل للنظام المصرفي الغربي.
البنوك الصينية تحظر التعامل مع روسيا
أكدت الصحيفة الروسية اليومية المقربة من الكرملين “إزفستيا” إلى أسماء بعض البنوك الصينية التي ترفض التعامل مع روسيا: بنك بينغ آن، وبنك نينغبو، وبنك دي بي إس، وبنك غرايت وول ويست تشاينا، وبنك تشاينا تشجيانغ.
معظم هذه البنوك حكومية وعملاقة في الصين، ومنذ شهر يناير الماضي عملت تلك المؤسسات على إيقاف التعامل بالروبل الروسي وإيقاف بعض خدماتها أيضا في روسيا.
وقالت صحيفة إزفستيا نقلا عن مصادر في السوق إن البنكين الصينيين بنك بينج آن وبنك نينغبو أوقفا معالجة المدفوعات باليوان من روسيا.
وقالت الصحيفة أيضًا إن بنك DBS وبنك Great Wall West China وبنك China Zheshang قد فرضوا بعض القيود على العمليات مع روسيا.
ومنذ أسابيع أكدت وسائل الإعلام الروسية أن بنك تشجيانغ تشوتشو التجاري أبلغ العملاء أنه أوقف جميع المعاملات مع روسيا، وهو بنك يعتمد عليه التجار الروس.
البنوك الإماراتية تغلق حسابات الروس
تعد الإمارات أكثر دولة لجأ إليها الروس في أزمة غزو أوكرانيا، وهي التي استقطبت الآلاف من رجال الأعمال الروس الذين نقلوا إليها ثرواتهم.
كان بنك الإمارات دبي الوطني أحد أكبر المستفيدين حيث أنشأ خدمات تستهدف الروس، من خلال تقديم تسهيلات لهم للحصول على الدولار الأمريكي وإدارة ثرواتهم وشارك البنك في صفقات عالمية للنفط الروسي.
لكن في الأسابيع الأخيرة قرر البنك اغلاق القسم الروسي، وأبلغت مصادر مختلفة بأنه شرع في اغلاق حسابات عملائه الروس، وقد تمكن من اغلاق آلاف الحسابات التي تحتوي في المتوسط على 5 مليون دولار.
بنوك الإمارات حالياً لا تقبل استقبال وتحويل دفعات من روسيا وإليها، وهي خطوة تأتي من أجل الامتثال للعقوبات الأمريكية الثانوية التي أعلن عنها نهاية 2023 والتي دخلت حيز التنفيذ.
البنوك التركية تحظر روسيا
من الدول التي تساهلت مع روسيا في بداية الحرب الأوكرانية هي تركيا التي حاولت الوقوف على الحياد، ولهذا هرب إليها الآلاف من الروس كما أنها تحولت إلى مستورد مهم للنفط الروسي.
لكن مع قيام البنوك التركية بحظر التعامل مع روسيا تراجعت التجارة بين البلدين بنسبة 33 في المئة خلال شهر فبراير الماضي.
وحسب تقارير صحفية مختلفة فإن بنوك تركية ترفض إجراء أي تحويلات مالية مع مصارف روسية بصرف النظر عن عملة المعاملة سواء كانت بالروبل أو الليرة أو غيرها من العملات الأخرى.
العقوبات الثانوية الأمريكية فعالة أكثر
في الأسابيع الأخيرة دخلت “عقوبات ثانوية” على المؤسسات المالية الدولية المرتبطة بجهود الحرب الروسية، حيز التنفيذ وهي تستهدف المؤسسات المالية والكيانات التي تسهل على الروس التحويلات المالية.
وتزامنت هذه الخطوة مع تحركات مماثلة من قبل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، مدفوعة إلى حد كبير بوفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في السجن.
من الجدير بالملاحظة بشكل خاص في حزمة العقوبات الأمريكية الجديدة التدابير المتخذة ضد الشركة المساهمة الوطنية لنظام بطاقات الدفع الوطنية، أو NSPK، المشغل المملوك للدولة لنظام الدفع الوطني مير في البلاد و20 مؤسسة مالية روسية أخرى، بالإضافة إلى المتهربين من العقوبات في الصين. أوروبا وشرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
الإجراءات الجديدة تمثل تحذيرًا آخر للبنوك الدولية التي لها تعاملات مباشرة او غير مباشرة مع المجهود الحربي الروسي، وهو ما يعرض المؤسسات المالية التي لها تعامل مع روسيا لخطر العقوبات بشكل مباشر.
في المجمل، يستهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية 26 كيانا وفردا من بلدان ثالثة في 11 دولة، بما في ذلك الصين وصربيا والإمارات العربية المتحدة وليختنشتاين.
إقرأ أيضا:
هل روسيا دولة ديمقراطية وهل تختلف عن الإتحاد السوفيتي؟
لماذا قد تخسر روسيا كالينينغراد؟ وكيف؟
توقعات 2024: اغتيال فلاديمير بوتين رئيس روسيا
حماس تعطل الممر الإقتصادي الهندي لصالح ايران وروسيا
السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين
هل روسيا تهدد إسرائيل وهل تدعم حماس؟