جلب الزيارات مجانا من فيس بوك في خطر والصفحات العامة ستتألم

من سيء إلى أسوأ

يبدو أن فيس بوك يخطط ليوجه ضربة قوية للناشرين خصوصا الصاعدين والصغار ممن لا يملكون ميزانيات للإعلانات والترويج المدفوع للمنشورات على الموقع، والذين يعتمدون بالأساس على نسبة الوصول المجانية.

هذه الضربة القوية رصدتها عدد من وسائل الإعلام خلال نهاية الأسبوع المنصرم من خلال اختبارات قامت بها الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم وهذا في كل من صربيا وسريلانكا وسلوفاكيا حيث قامت بحجب المنشورات التي تنشرها الصفحات العامة كي لا تظهر للمستخدمين على الصفحة الرئيسية للتطبيق والموقع.

بينما هذه التجربة ركزت بالأساس على ظهور منشورات الأصدقاء وكذلك منشورات ممولة وإعلانية ونتحدث عن تلك التي تم الترويج لها بشكل مدفوع لتظهر للمستخدمين المستهدفين.

ومن المعلوم أنه في الوقت الحالي عند الدخول إلى الموقع ستجد تشكيلة متنوعة من المنشورات منها منشورات الأصدقاء ومنشورات الصفحات التي أنت معجب بها وتتابعها، والمنشورات الإعلانية التي تربح منها الشركة لاستمرار خدماتها.

ونقلت الجارديان عن مصادرها الكثير من التفاصيل التي سنتطرق إليها في هذا المقال حول هذه الخطة التي اعترفت الشركة بوجودها ما يعني أنه ليست مشكلة أو خطأ تقني في الموقع بهذه البلدان خلال نهاية الأسبوع المنصرم.

 

  • المستخدمون لا يريدون المنشورات من الصفحات العامة

في تصريح من الشركة الأمريكية للصحيفة البريطانية الشهيرة فإن المستخدمين على فيس بوك يدخلون عادة للتواصل مع الأصدقاء وتبادل الأفكار والحديث عن الاهتمامات المتبادلة، ويطالب المزيد من المستخدمين بطريقة أفضل لاستكشاف ما ينشره الأصدقاء والعائلة ويمكن الوصول إليه بسهولة دون أن يتخلله منشورات من الصفحات العامة التي هم معجبين بها.

وقالت انها تختبر صفحتين من خلاصة المنشورات، الأولى هي الرئيسية وستكون لمنشورات العائلة والأصدقاء وتظهر أيضا منشورات إعلانية كما ستظهر بها منشورات من المجموعات التي يشارك فيها المستخدمون.

أما الصفحة الثانية فستكون لاستكشاف جديد الأخبار والمنشورات من الصفحات العامة التي قرر المستخدم أن يتابعها، ولا نعرف ماذا سيكون مصير ميزة استكشاف التي أطلقتها الشركة مؤخرا وتظهر بها منشورات من صفحات عامة لا يتابعها المستخدم حسب المواضيع التي هو مهتم بها.

 

  • نتائج التجربة كارثية على أصحاب الصفحات العامة

المواقع الإلكترونية الإخبارية والصحف ومواقع المتاجر الإلكترونية التي لا تعتمد على إعلانات فيس بوك في جلب الزيارات وتكتفي بالوصول المجاني إلى متابعيها لاحظت تراجعا في نسبة الوصول وصل إلى 80 في المئة لبعض الصفحات.

هذا التراجع أثر بالطبع على التفاعل مع المنشورات حيث تراجع عدد المعجبين وعدد المتفاعلين والمعلقين، كما تراجعت الزيارات من المنشورات التي تهدف إلى جلب القراء والمتابعين لزيارة صفحات الأخبار والمحتوى والمنتجات على المواقع الإلكترونية.

وأكد عدد من أصحاب الصفحات الصاعدة والصغيرة أن هذه السياسة ستدمرهم بدون شك، خصوصا وأنهم لا يملكون ميزانيات جيدة من أجل الترويج لكل منشور يعملون على مشاركته.

ورغم أن الصفحات الكبيرة من الشركات والجهات القادرة على تمويل إعلاناتها والقيام بالكثير من الحملات الإعلانية يبدو أنها لن تتضرر إلا أن هناك هامش لتلاحظ هي الأخرى تراجعا في التفاعل خصوصا للمنشورات التي لم تروج لها بشكل مدفوع.

 

  • مجرد تجربة حاليا قد يتم تطبيقها وقد تحذفها الشركة من الأفكار المقترحة

ليس واضحا بالنسبة لنا ما هي النتائج التي خلصت إليها فيس بوك من هذه التجربة، هل هذا رفع من عائداتها والتفاعل مع الإعلانات على صفحة خلاصة الأخبار؟ هل رفع من مدة تواجد المستخدمين على التطبيق والموقع؟ كيف أثر على التفاعل مع منشورات الأصدقاء والعائلة؟ أيضا ما تأثيرات ذلك على المحتوى المنشور من الصفحات العامة؟ وهل دفعهم ذلك إلى إنشاء المزيد من الإعلانات لترويج محتوياتهم أم لا؟

كل هذه الأسئلة هي التي تبحث الشركة عن أجوبتها في التجربة المذكورة، وبالطبع جمعت الكثير من البيانات وستحللها وستعيد التجربة مرة أخرى أو عدة مرات قبل أن تتخذ قرارا نهائيا.

 

نهاية المقال:

التجربة التي أجرتها فيس بوك في صربيا وسريلانكا وسلوفاكيا خلال الأيام الماضية اعتبرها الناشرون بمثابة خطر كبير يهدد استراتيجية جلب الزيارات مجانا من هذه الشبكة الإجتماعية، ولن يكون بإمكان المشاريع الصغيرة والصاعدة مجاراة السياسة الجديدة بينما الكبيرة ستجد نفسها مرغمة لزيادة ميزانيات الإعلانات على الموقع في معركة البقاء للأقوى وليس للأفضل.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل