أقدس شهر في الإسلام هو شهر رمضان حيث يأتي واجب الصيام لأسباب دينية خلال ساعات النهار، إنه واجب مقدس يجب على أي مؤمن حقيقي الالتزام به، مع مراعاة بعض الاستثناءات، يشمل الصوم الامتناع عن الطعام والشراب بالإضافة إلى التدخين والأنشطة الجنسية المختلفة.
نمط حياة المسلمين في هذا الشهر يختلف تماما عن الحياة اليومية في بقية الأشهر، حيث يبدأ اليوم بوجبة السحور قبل صلاة الفجر، ليبدأ الصيام حتى وقت الغروب حينها يصبح من الواجب الإفطار.
يعني شهر رمضان أيضًا أن العديد من المتاجر والمطاعم التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط ذات الأغلبية المسلمة ستشهد زيادة في المبيعات، حيث يفطر الناس بشكل جماعي وهذا خلال غروب الشمس أو تقديم هدايا لأحبائهم.
ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن شهر رمضان يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الإسلامية، على الرغم من ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي.
في هذا المقال سنتحدث عن تأثير شهر رمضان على اقتصاد الدول الإسلامية بشكل عام.
-
الشهر الذهبي للتجارة الإسلامية
في حين أن شهر رمضان قد لا يكون مربحًا للبعض، إلا أنه مربح جدًا للبعض الآخر، أصدرت شركة التسويق في المملكة المتحدة Ogilvy Noor دراسة خلال العام الماضي قدرت أن بيع المنتجات الإسلامية في المملكة المتحدة وحدها وصل إلى 300 مليون دولار العام الماضي.
يشمل هذا الرقم كل شيء من الطعام واللعب إلى تقديم المشورة بشأن التمويل الإسلامي والإقبال على الخدمات الإسلامية.
في الواقع، طورت العلامات التجارية البريطانية مثل The Body Shop و Godiva و MAC Cosmetics جميعها منتجات خاصة للعيد.
تشهد التجارة المرتبطة بالإسلام ارتفاعًا حادًا في جميع أنحاء العالم، وهو يحقق نموا أكبر من نمو الإقتصاد العالمي الأساسي، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة دراسة حالة الإقتصاد الإسلامي العالمي التابعة لرويترز.
في الواقع إذا استمر هذا الاتجاه في سرعته الحالية، فإن حجم السوق العالمي المتوقع في قطاعات مثل الطعام الحلال، والسفر، والأزياء، ووسائل الإعلام، والترفيه، والمستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل سيصل إلى أكثر من 3 تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2021.
ومع ذلك، يمكن لارتفاع الأسعار قبل بداية شهر رمضان أن يضايق المجتمعات التي تعاني من الفقر والمشاكل الإقتصادية.
شجع وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري أصحاب المتاجر في الأيام التي سبقت رمضان على إبقاء الأسعار تحت السيطرة خلال العام الماضي وتعمل مختلف الدول العربية والإسلامية على مراقبة الأسعار ومحاولة السيطرة على ارتفاعها خلال هذا الموسم الديني المميز.
-
شهر تراجع الإنتاجية
أصدر باحثان في مدرسة هارفارد كينيدي، Filipe R. Campante و David Yanagizawa-Drott، دراسة في ديسمبر 2013، عالجتا هذه القضية.
بعنوان “هل الدين يؤثر على النمو والسعادة الاقتصادية؟” خلصت الدراسة إلى أن رمضان له تأثير سلبي مباشر على إنتاجية المجتمع الإسلامي.
درست الدراسة بيانات من ستة عقود ووجدت أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الإسلامية ينخفض بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، الأيام الطويلة بالإضافة إلى العمل على معدة فارغة، غالبًا ما تجد العمال يجدون صعوبة في التركيز على الوظيفة.
وفقًا للدراسة، وجد البحث “انتشارًا كبيرًا للأفراد الذين يبلغون عن التعب وعدم الرغبة في العمل بالإضافة إلى انخفاض مستويات النشاط وقدرة التركيز خلال شهر رمضان”، خاصة عندما يكون ذلك في ظروف الحرارة والرطوبة.
من الواضح أن هذا يؤدي إلى “تباطؤ” عام في العمل والإنتاجية، تشير الدراسة إلى “دليل قوي” على التأثير السببي لصيام رمضان الأطول على النمو الاقتصادي، مع انخفاض بنسبة 0.7 في المائة يمكن اكتشافه بشكل عام في كل ساعة إضافية من الصيام.
تشير الدلائل أيضًا إلى أن رمضان له تأثير سلبي على الطلب على اليد العاملة، “مع انخفاض في عرض العمالة أو كليهما”.
ووجدت الدراسة أيضًا “دليلًا مباشرًا على أن صيام رمضان يؤثر على المعتقدات والقيم الفردية المرتبطة بالعمل، على وجه التحديد يقود رمضان الرجال المسلمين إلى الإبلاغ عن أنهم يهتمون أكثر نسبياً بالدين وبدرجة أقل بمكافآت العمل والمادية، “وخلص الباحثون إلى أن” الممارسات الدينية يمكن أن تؤثر على خيارات العرض للعمالة بطرق تكون لها آثار سلبية على الأداء الاقتصادي، ولكنها مع ذلك تزيد الرفاه الذاتي بين أتباعه”.
الدراسة واضحة على الرغم من التأثير السلبي على الإقتصاد، إلا أن هناك زيادة في مستويات السعادة المبلغ عنها ذاتيا ورضا الحياة بين المسلمين.
نهاية المقال:
الأرقام السابقة والدراسات التي تطرقنا إليها تكشف لنا التأثير الإيجابي لشهر رمضان وتنامي الإقتصاد الإسلامي في العالم كله، مع الإشارة إلى انهيار الإنتاجية وانتشار الكسل صديق الفقر والكفر والعجز والبخل!