
انهار البوليفار الفنزويلي ووجد أكثر من 30 مليون نسمة نقودهم التي قاموا بادخارها قد خسرت قيمتها ولم تعد تكفي لمعيشتهم وصدموا بالحقيقة المرة، النقود والأوراق المالية تفقد قيمتها في الأزمات المالية ويرفع الغطاء عن حقيقتها، النقود والعملات ليست هي المال الذي نظن أننا نكدسه إنها فقط أوراق تسهل التعامل المادي والتعاملات التجارية وهي لا تحتفظ بقيمتها.
وفيما اتجه البعض في بداية الأزمة لادخار الدولار والعملات الأجنبية القوية فقد كانت أعين الشباب هناك متجه إلى بيتكوين، عملة افتراضية تكلمنا عن تعريفها في مقال “كل شيء عن بيتكوين” وهي تطور للنقود لتصبح افتراضية غير ملموسة تعتمد على بنية الإنترنت وتختفي باختفاء هذه الأخيرة، ولأكون صريحا معكم إنها وهم جديد يضاف إلى وهم العملات العالمية والمحلية التي لم تعد مرتبطة بالذهب ولا تحتفظ بالثروة.
وفيما تعد الصين أكبر بلد تنتشر فيه مسألة تعدين البيتكوين مع مراقبة حكومية مشددة، فإن فنزويلا هي الأخرى تعيش حاليا حالة توجه الناس إلى التعدين باستخدام الحواسيب للحصول على هذه العملات الإفتراضية والشراء بها من الإنترنت وتحويلها إلى دولار وسيولة مالية ومن ثم استخدامها في ادارة المصارف اليومية للمعيشة الصعبة هناك.
ومع انهيار العملة المحلية تصاعدت النقاشات والحوارات على المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي في فنزويلا عن تعدين البيتكوين وأنه الحل للخروج من الأزمة وأنه لم يعد هناك أي حل سوى هذا الطريق بالنسبة لهم خصوصا وانهم خسروا مكتسباتهم وأغلبهم شباب عاطلون عن العمل ومع هذا النشاط يمكنهم تحقيق بعض العائدات بالتدريج.
وبالطبع يتطلب التعدين حواسيب كمبيوتر جيدة و إتصال إنترنت مستمر وتستهلك العملية الطاقة الكهربائية، أي أن العملية مكلفة إجمالا ولا يمكنك الحصول على بيتكوين بصفر دولار.
-
القبض على شابين لديهم 90 جهاز للتعدين في منزلهما
عودة إلى نوفمبر الماضي حيث داهمت الشرطة منزل شقيقين في كاراكاس ووجدت حوالي 90 جهاز للتعدين والعمل على انتاج بيتكوين.
الشابين اعترفا بأن كل جهاز من الأجهزة التي لديهما اشتروها ويبلغ قيمة الواحدة 1000 دولار وأنهما بدأ بالتدريج في المجال ومع رغبتهما في انتاج المزيد من العملات الإفتراضية يستثمران جزءا من عائداتهما في شراء هذه الأجهزة.
ووصلت قيمة معداتهما إلى 90 ألف دولار وهي جزء من عائداتهما في مجال التعدين الذي يعملان فيه باستمرار قبل ايقاف نشاطهما من طرف القانون الفنزويلي.
وعن كيفية اكتشافهما فقد كانت فاتورة الكهرباء بالنسبة لمنزلهما أعلى بكثير من التكلفة العادية لأي منزل بنفس الحجم حوالي 20 مرة، وهو ما دفع الشرطة للبحث عن سبب استهلاك الكهرباء بشكل كبير.
-
فنزويلا تحارب بيتكوين وأنشطة التعدين بشكل علني
المدير العام للشرطة الإتحادية في فنزويلا السيد Douglas Rico أكد أن الشرطة تحارب هذه الأنشطة التي تولد المال من لا شيء وأن هذه الأنشطة عادة ما تتقاطع مع أنشطة تهريب المخدرات والإرهاب وغسيل الأموال عبر الإنترنت والذي يتم بشكل سري، في إشارة منه إلى الويب العميق الذي تعد فيه بيتكوين العملة الأساسية وتنتشر فيها مواقع التجارة في النشاطات الممنوعة.
ورغم هذه الحرب الشرسة التي تعد قصة الشقيقين واحدة من قصص الإعتقالات التي طالت هذه المجموعات، فإن عدد البيتكوين الذي تم انتاجه في فنزويلا قد ارتفع من 450 وحدة عام 2014 إلى 85,000 وحدة العام الماضي مع وصول الأزمة الإقتصادية في فنزويلا إلى الذروة وتوجه المزيد من الشباب إلى تحقيق الثروة من خلال هذه الأنشطة المشبوهة.
-
بيتكوين تستخدم في شراء المنتجات أونلاين في فنزويلا
تفضل نسبة جيدة من الساكنة في فنزويلا شراء المنتجات التي اختفت من الأسواق المحلية وذلك من المواقع الإلكترونية العالمية والدفع بواسطة بيتكوين.
وبالفعل هذا هو الحل الذي توصل إليه البعض وإن كانت الدولة تراقب أنشطة المواطنين ولديها رؤية بأنها تتعرض لمؤامرة من العدو التقليدي “الولايات المتحدة الأمريكية”.
نهاية المقال:
لا تبدو بيتكوين عملة مثالية للوقاية من الأزمة الإقتصادية في فنزويلا، فإلى جانب اعتقال الشقيقين اللذان يملكان 90 جهازا بقيمة 90 ألف دولار للتعدين تم القبض على مجموعات أخرى ويتم تتبع المزيد من الشباب المنخرطين في هذه الأعمال المشبوهة فيما تزداد عملية تعدين وإنتاج هذه العملة الإفتراضية بصورة ضخمة.