لا يوجد زواج بدون مشاكل أو خلافات أو اختلافات في وجهات النظر وطريقة التفكير، لكن يمكن للزوج والزوجة تخطي كل ذلك بذكاء واستغلال الفروقات لصالح علاقتهما.
لكن للأسف الطلاق لم يعد محطة مؤلمة يلجأ إليها المتزوجين غصبا عنهم وفي حالات واضحة ومقبولة، فأغلب التبريرات واهية وتلك المشاكل لها حلول.
يبقى الطلاق في مجمله حدثا سيئا والمأساة عندما يكون هناك أبناء فهم من سيدفعون الثمن للأسف وقد لا يسامحون آبائهم على ذلك.
أما الطلاق بسبب الفقر والأزمات المالية فيعد للأسف من أشهر أنواع الإنفصال بين الزوجين، ويحدث كثيرا في الدول التي تعاني من الأزمات الإقتصادية ولا توجد فيه قوانين تردع المقدمين على ذلك.
يحاول أنصار الطلاق بسبب الظروف المالية الصعبة تصوير القرار على أنه شجاع وأن الظروف فرضت عليهم ذلك ولا حول لهم ولا قوة.
-
الفقر والأزمة الاقتصادية اختبار لقوة الزواج
ينسى المتزوجون أنهم عندما أقدموا على الزواج أول مرة تعاهدوا على البقاء معا والوفاء للحب الذي جمع بينهما ومواجهة مصاعب الحياة معا بقوة وبشجاعة وأنه لن يفرقهما شيء.
عندما يحل الفقر وتتغير الأحوال إلى ما هو سيء، يتغير المزاج من طبيعي إلى حزن وغضب واستياء عام، ما يؤثر على العلاقة برمتها.
تتغير العلاقة من دفء الحب إلى برودة الجفاء، ومن هنا تتشقق العلاقة وتتعرض لضغوط عنيفة، ولأن الأزمة لا ترحل بسرعة فكل يوم يمر يفقد الطرفين أو أحدهما الأمل وينزلقان بسرعة إلى اليأس.
في نقطة معينة يتصرف الطرفين بتهور، يفكران في الإنفصال ولا نتحدث هنا عن الانفصال لفترة حتى تنتهي الأزمة بل الطلاق الفعلي.
وهكذا يكون الزوجين قد فشلا تماما في الإختبار وأثبتا بوضوح أن علاقتهما هشة وأن كلمات الحب والعهد الأول ما هي سوى حبر على ورق.
ينسى هؤلاء أن الفقر والأزمات الاقتصادية ما هي إلا فترات زمنية لا تستمر إلى الأبد، ونفس الأمر للرخاء الإقتصادي وهكذا هي دورة الإقتصاد التي تعد من سنن الله في أرضه.
-
أين يكمن العار في الطلاق بسبب الفقر والأزمات المالية؟
الأوقات الصعبة تمر في نهاية المطاف، عوض الصبر والعمل معا على حل المشكلة والبحث عن سبب المشكلة وفهم الوضع الإقتصادي للعائلة يختار هؤلاء الأزواج الفراق بكل بساطة وكأن الزواج لعبة، يمكنك أن تدخل إليها وقتما أردت وتخرج منها وكأن شيئا لم يكن.
هناك حقيقة واضحة وهي أن تخطي الأوقات الصعبة معا يجعل العلاقة أقوى من أي وقت مضى، وكلما نجحا في تخطي عقبة معينة تتقارب النفوس أكثر وتتحد معا بشكل أكبر.
العار يظهر أيضا عندما يكون هناك أبناء في هذه المعادلة ونتيجة لعلاقة الزواج، سيدفع هؤلاء الأبرياء الصغار ثمن تلك الخطوة، ومهما حاول الطرف الوصي عليهم تعويضهم سيكون هناك دائما نقص واضح.
هذه بعض تأثيرات الطلاق على الأطفال:
الإحساس بالخسارة، الطلاق لا يعني خسارة المنزل بل فقدان حياة بكاملها .
الشعور بعدم انسجام مع عائلة فرض عليهم العيش معها .
يساوره القلق حول العيش وحيدا بعد غياب أحد الوالدين فقد يفقد الآخر .
الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سبب الإنفصال أو كلاهما.
الشعور بفقدان الأمان.
الإحساس بأنه مشتت بين الوالدين .
يتصرف المطلقين في هذه الحالة بأنانية ويصر كل واحد منهما على الفراق دون أن يحتكما للمنطق والعقل، وكل واحد منهما مشغول بكرامته واثبات أنه أقوى ولا يحتاج للآخر، تصرف بقدر ما هو مضحك يكشف إلى أي مدى الطرفين فاشلين ومغرورين.
نهاية المقال:
ينسى هؤلاء عهد الحب والبقاء معا للأبد، وأن الأزمات الإقتصادية والفقر العسير ما هي إلا محطات اختبار لهذه العلاقة، النجاح فيها يعطي الزواج دفعة قوية جدا وثقة لا مثيل لها، لكن الفشل دليل طغيان الأنانية والغرور والتسرع وقلة الصبر وهو صدمة قوية للأبناء وعار تختصره كلمة واحدة … الطلاق.