هناك فوائد بالطبع للأزمة المالية العالمية القادمة والركود الإقتصادي الوشيك، لعل أبرزها هي أن المشهد السياسي في العالم سيتغير.
كلنا نعرف أن الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، قد تسببت في ظهور بيتكوين وكذلك صعود اليمين المتطرف وانفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي وحتى الثورات العربية المدعومة من تفشي الفقر والفشل الإقتصادي.
ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه لكن بصيغة مختلفة، هذه المرة نتوقع أن نرى سقوطا لليمين المتطرف وتغيرا في السياسات ورغبة في التعاون الإقتصادي العالمي والإبتعاد عن الحروب التجارية.
ورغم الإندفاع القوي للرئيس الأمريكي في شن حرب تجارية ضد الصين، واعتبار نفسه بأنه المختار من الله لوضع حدا للصين، وأن الحرب التجارية ليست اختياره بل مفروضة منه، إلا أنه يخشى أن الركود الإقتصادي والأزمة المالية العالمية 2020.
-
دونالد ترامب وفكرة المختار من الله
خلال أواخر شهر أغسطس المنصرم، وعندما أقر دونالد ترامب المزيد من الرسوم الجمركية ضد الصين، فقد وصف نفسه بأن الله هو الذي كلفه لمحاربة الصين.
وتعد الصين في فكره وفكر المحيطين به العدو رقم 1 والدولة التي تتحرك بسرعة في اتجاه السيطرة على العالم وإنهاء الإمبراطورية الأمريكية.
ويتحدث الرئيس الأمريكي وكأنه نبي من الله وهو الذي فرض عليه هذه الفوضى التي يقول أنه سينتصر فيها على الجانب الصيني.
-
الحرب التجارية تضر الإقتصاد العالمي برمته
لكن الحرب التجارية التي يديرها الرئيس الأمريكي عادت بتراجع نمو الإقتصاد العالمي، وقد بدأت تشير خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أن الصين والولايات المتحدة تنزفان ومعهما المنظومة العالمية برمتها.
أصبح مؤكدا خلال أغسطس المنصرم أننا على الطريق السريع نحو الركود الاقتصادي لعام 2020، وهو الذي يمكن أن يأتي مع أزمة مالية عالمية تمحي مكاسب البورصات العالمية وفي مقدمتها الأمريكية.
ويعد هذا خبرا سيئا لرجل الأعمال الذي أثبت بالفعل قبل الحرب التجارية أنه رجل جيد للبورصة وأسواق المال العالمية.
وكانت بعض الإستطلاعات قد أشارت إلى أن المستثمرين في وول ستريت سيصوتون مرة أخرى على الرئيس الأمريكي لأنه كان سببا بارزا في استمرار انتعاش البورصة الأمريكية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.
-
دونالد ترامب والخوف من الركود الإقتصادي والأزمة المالية العالمية 2020
غير أن المعطيات الجديدة وإمكانية انزلاق الإقتصاد العالمي نحو الركود الإقتصادي والأزمة المالية العالمية 2020 سيكون له تأثير حاسم على رأي الناخبين المستثمرين.
يريد الرئيس الأمريكي أن يفوز بالحرب التجارية دون أن تتضرر كثيرا البورصة الأمريكية، لكن قراراته وتحركاته وتصريحاته دائما ما تدفع الدببة للسيطرة على التداولات وهو ما يضعف الثيران والاتجاه الصعودي.
إذا دخل الإقتصاد الأمريكي حالة الركود وتراجعت عدد الوظائف الجديدة ولجأت الشركات إلى تسريح الموظفين، فهذا يعني أن الرئيس الأمريكي سيتحمل مسؤولية هذا الإضطراب.
المواطن الأمريكي لا يهمه سوى الوضع الإقتصادي بالأساس، وإذا تعرض للسوء أو انزلقت البلاد نحو أزمة مالية مماثلة لما حدث عام 2008 فسيودع دونالد ترامب سدة الحكم لصالح منافس معين.
هذه الحقيقة يدركها جيدا الرئيس الأمريكي وهو لا يستهين بالأزمة المالية التي يعرفها جيدا، لذا يحاول ما أمكن أن لا يتهور كثيرا.
والدليل على ذلك هو أن جزء مهم من الرسوم الجمركية الجديدة على المنتجات الصينية والتي دخلت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر، حدد تاريخ 15 ديسمبر لها أي خلال بداية نهاية موسم التسوق.
لا يريد أن يسبب مشاكل اقتصادية للشركات الأمريكية ولا للمستهلكين في الوقت الحالي وهذا كي تكون الأمور جيدة في الموسم الذي نحن على أبوابه تقريبا.
نهاية المقال:
سبق لي أن توقعت فوز دونالد ترامب بالإنتخابات الرئاسية 2016، واليوم يجب أن أقول أنه لن يفوز بالولاية الثانية إذا حل الركود الاقتصادي وجلب معه الأزمة المالية.