
الدين هو الأقدم والأغنى والأكثر تفصيلاً في العالم، وهو على الأرجح أكبر عملية احتيال تم ارتكابها على الإطلاق في التاريخ.
إنه عمل منظمات ثرية للغاية مكرسة لمواصلة استحواذها على الأصول المعفاة من الضرائب، وامتيازات كثيرة من السلطة وكسب المال من خلال السيطرة على الحشود.
ولتحقيق هذه الأغراض، يحاول رجال الدين دائمًا ضبط مذاهبهم ودياناتهم بشكل أساسي لجعلها منطقية في ظل تزايد الوعي وتقدم العلوم والمعارف التي تناقض المعارف الدينية.
عندما نقرأ عن صفات الله وأقواله في الديانات، يمكن أن نرى إلها لا يختلف كثيرا عن الملوك العاديين، يغضب ويفرح وينفي ويطرد ويقرب وله حاشية وخدم وجنود وجالس على العرش، والأسوأ من كل هذا أنه في المسيحية والإسلام خلقنا على صورته!
إنهم يعلمون أنه من الأفضل غرس هذا الإحتيال في ضحاياه منذ الطفولة المبكرة، لمنحهم شخصية وهمية للسلطة الأبوية من شأنها أن تتجاوز الآباء الحقيقيين وتعيش بعدهم.
كما يفرضون نظام من التذكيرات اليومية والموسمية والارتباطات المعتادة بكل مناسبة مهمة في الحياة: الولادة، والنضج، والزواج، والوفاة، إنهم يعلمون أنه من خلال ترسيخ هذه العادات بشكل كامل، فإن الضحايا سوف يترددون في انتقادها.
معظمنا تلقى تربية دينية وحفظ نصوصا دينية واستمع مئات المرات لقصص الأنبياء وتفسير الآيات والأحاديث، وبكى خوفا من العقاب واشتاق للجنة وعان من الشك وتساءل في نفسه إن كانت صلاته مقبولة أم لا وهل هو عند الله من المتقين أم المنافقين أو المقصرين؟
اليوم مع اتاحة الإنترنت الوصول إلى مكتبات الدين، يمكن الإطلاع على مختلف التفاسير، والفتاوى والكتب الدينية من المدارس الدينية والعقائدية المختلفة، وهناك وعي متزايد واهتمام كبير من الشباب لمعرفة الحق.
هذا الحراك القوي الذي أصبح واضحا في السنوات الأخيرة، دفع الكثير من الشباب المسلم إلى ترك الدين، وقد غير أيضا رجال دين مواقفهم أو تركوا الدين بأنفسهم، وازداد عدد رجال الدين من العقلانيين والقرآنيين الذيم يحاولون منع إلحاد المزيد من الشباب.
ويدرك اليوم رجال الدين أن الحشود بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، وهناك نقاش وطرح للأسئلة بشكل جريء، لذا نتابع ردودهم في مقاطع الفيديو والمقالات، في محاولة منهم للتأكيد على أن الدين صحيح ولا يشوبه شائبة، وأن المشكلة هي من عقولنا وأهوائنا.
ومن أجل طمأنة الشباب يركز الدعاة على أن الله غفور رحيم، ويمكن أن ندخل جميعا إلى الجنة باختلاف عقائدنا وحتى دياناتنا، وهذا رأي غريب ومخالف لما هو سائد في المدرسة الدينية التقليدية.
الجانب السلبي هو التهديد الأكثر سادية الذي تم تصوره على الإطلاق، هو التعذيب الأبدي الذي سيتعرض له المليارات من البشر، والشياطين التي خلقها الله للإغواء والإفساد، كما أن الشمس والقمر مصيرهما النار، معظم الخلق هم من أهل النار وقد علم الله مسبقا بهذا وكتبه وقرره، ما يجعلنا في صدام مع الخالق.
لكن عندما ننظر إلى الله من خارج الدين يمكن أن نرى إلها عظيما، حيث الجنة والنار لا وجود لهما، لكن أرواحنا لا تموت، ويمكن أن تذهب وتأتي وتستمر هذه الدورة إلى أن نصل إلى الحقيقة.
ويبدو أن عقلاء العرب مثل التنويريين في أوروبا، أدركوا أن الدين مجرد خدعة واحتيال، لذا اختار معظمهم الربوبية، وهي الإقرار بوجود الله وانكار معظم ما جاء به الدين لأنه لا يوافق العقل، وفي هذا الصدد تحضرني أبيات الشاعر الفيلسوف العباسي أبو العلاء المعري:
أَفيقوا أفيقوا يا غواة، فإنما دِيانتُكمْ مَكرٌ من القُدماءِ
أَرادُوا بها جَمْعَ الحُطامِ فأَدرَكوا وبادُوا، وماتَت سنَّة اللُّؤَماءِ
يَقُولون هذا الدهرُ قد حانَ مَوتُه ولم يَبقَ في الأيَّامِ غُيرُ ذَمَاءِ
وقد كَذَبوا ما يَعرِفون انقِضاءَه فلا تَسمَعُوا من كاذبِ الزُّعماءِ
لقد طور الدين طرقًا شريرة ومدمرة حقًا للحفاظ على نفسه ضد المنافسين أو غير المؤمنين أو الحقائق العلمية، لقد أقامت الحروب ومحاكم التفتيش والمحرقات والقمع البشع.
لقد أنكرت الحقائق التي يمكن ملاحظتها ووضعت نفسها في مواجهة المعرفة العلمية لعالمنا، الجواب الوحيد للمشككين هو “يجب أن يكون لديك الإيمان” لأنه من الشر أن تسأل الأسئلة.
ربما يمكننا أن نأمل أنه في مستقبل أكثر استنارة من الناحية العلمية، سينقلب العالم أخيرًا ضد أكبر عملية احتيال في التاريخ، ويمنح البشرية عالمًا أكثر عقلانية وسلامًا، دون أي تهديد للرب بإخافتهم أو أي آمال مشكوك فيها سخيفة لقمع عقول الناس.
إقرأ أيضا:
حقيقة الملائكة التي كانت آلهة في الديانات القديمة
الموت هو الحقيقة الوحيدة فيما العلم والدين اجتهادات بشرية
الشك في الدين مناسبة للبحث عن حقيقتك
غاليليو غاليلي (1564-1642): قديس الماسونية
مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع الله
نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع الله