يمر لبنان بظرف اقتصادي خطير للغاية، خصوصا بعد انفجار بيروت خلال أغسطس الماضي، ومن ثم انهيار الجانب الصحي بسبب كورونا، وقد دخل البلد اغلاقا شاملا مستمرا إلى الآن.
شركة أنغامي هي واحدة من الشركات الناشئة في لبنان، وهي التي تركز على بث الموسيقى، وهي منصة تم إطلاقها عام 2012.
بدأت من مجرد مؤسسة صغيرة إلى شركة توظف أكثر من 100 شخص، إضافة إلى أنه لديها أكثر من 60 مليون مستخدم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة مشبعة بالقرصنة.
لكنها نجحت إلى حد مهم في مواجهة أكبر تحد بالنسبة لها، وهو القناع المستخدمين بالدفع مقابل الموسيقى والمحتوى الصوتي.
والآن تستمر في العمل وقد تلقت استثمارا جديدا من شركة إماراتية وهي شعاع كابيتال، ولا نعرف بالضبط المبلغ لكنه يقدر ببضعة ملايين من الدولارات.
الإستثمار في لبنان ممكن بالوقت الراهن
رغم الأزمة الإقتصادية القاسية، هناك فرص بهذا البلد ينظر إليها المستثمرون، الشركات التي تقدم خدمات في الأسواق بمنطقتنا العربية لديها قدرة على الصمود والنمو هناك.
وكما هو معلوم فشركة أنغامي تتوفر خدماتها في معظم الدول العربية وأسواق دولية مختلفة، وهي تعتبر اليوم المنصة الأكبر في منطقتنا العربية.
على مدار السنوات الماضية استطاعت الشركة عقد شراكات والحصول على التراخيص من شركات الإنتاج العربية والعالمية أيضا لاستضافة كما هائلا ومتزايدا من المحتوى على منصتها.
تعد أنغامي وعدد من الشركات اللبنانية التي تقدم خدمات ترفيهية ومالية وبمجال التجارة الإلكترونية فرصا للباحثين عن الإستثمار في هذا البلد.
شركة أنغامي وأهمية لبنان على الساحة الفنية
في المجال الغنائي والموسيقي يتمتع لبنان بثقل مهم على الساحة العربية والدولية أيضا، تفوق الفنانين والموسيقيين من هذا البلد على نظرائهم في الخليج ومصر والمغرب بالشعبية والشهرة.
وهذا ما يجعل ظهور مثل هذه الشركة في لبنان تحديدا منطقيا، لكن عوض التركيز على الفن اللبناني فقط استطاعت المنصة أن تتبنى بقية الفنون العربية والعالمية.
من اللبنانيين أمثال اليسا وملحم بركات ووائل الكفوري وهيفاء وهبي، نحو المصريين أمثال عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب، والمغاربة أمثال سعد لمجرد وسلمى رشيد، وهناك الأغاني الخليجية والأمازيغية والتونسية والجزائرية والقائمة طويلة، إضافة إلى الفن الغربي بمختلف أنواعه.
بل أكثر من ذلك توسعت الشركة نحو البودكاست وهو محتوى صوتي صاعد يغطي مختلف المجالات، وهناك برامج ومحتويات حصرية كثيرة لهذه المنصة.
استثمار اماراتي في شركة أنغامي:
أعلنت منصة “شعاع كابيتال” لإدارة الأصول والخدمات المصرفية الإستثمارية، ومقرها دبي، أن قسم الصناديق المدارة قد استثمر في خدمة البث الموسيقي التي تتخذ من بيروت مقراً لها، Anghami، كجزء من أحدث جولة تمويل لهذه الأخيرة.
في حين لم يتم الكشف عن حجم الاستثمار، قال جاسم الصديقي، الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال، لـ Entrepreneur Middle East أن الصفقة مع أنغامي تتماشى مع معايير الاستثمار في الكيان.
تأسست أنغامي عام 2012 من قبل إيلي حبيب وإدي مارون، وهي منصة الموسيقى الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع كتالوجها (الأكبر في المنطقة) الذي يضم أكثر من 50 مليون أغنية متاحة لأكثر من 70 مليون مستخدم.
كانت الشركة قد جمعت الأموال آخر مرة في عام 2016، وقال الرئيس التنفيذي حبيب إن جولتها الجديدة تهدف إلى زيادة نموها وتعزيز ربحيتها كعمل تجاري.
ما الذي يمكن أن يتعلمه رائد الأعمال اللبناني؟
رواد الاعمال عليهم البحث عن حلول للمشاكل في القطاعات التي يفهمونها وما أكثرها في الواقع، لكن لا يمكن التعويل على السوق المحلية لوحدها، يجب استخدام إمكانات التجارة الإلكترونية والويب العالمي للوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
تعد فكرة إنشاء منصات الموسيقى والخدمات الترفيهية ومنصات وسيطة بين الفنانين والجماهير أو المعلنين، وربط المبدعين بالمستهلكين أفكارا جيدة وقد بدأت في التحول إلى أعمال تجارية مستقرة وناجحة في المنطقة.
أنغامي تتماشى مع طبيعة لبنان، بلد رغم الأحزان والأزمات يرفض الموت، هناك دائما مبدعين والفنانين وأغاني وموسيقى وتشبت بالحياة.
إقرأ أيضا:
تنزيل برنامج أنغامي للكمبيوتر وآيفون وأندرويد مجانا
مبادرة كارلوس غصن لمواجهة الأزمة الإقتصادية في لبنان
القنب الهندي فرصة تجارية أخرى في أزمة لبنان
لبنان: كسب المال من التجارة الإلكترونية وبدائل باي بال في الأزمة
ما الذي يجمع المغاربة مع اللبنانيون في مجال الأعمال والتجارة؟