أحدث المقالات

كيف أصبحت المكسيك أكبر شريك تجاري لأمريكا؟

لم تعد الصين المريضة اقتصاديا أكبر شريك تجاري لأمريكا،...

لهذه الأسباب المغرب والجزائر حلفاء في دعم الصوفية

مثل المغرب الذي يمول الصوفية وينشرها في غرب أفريقيا...

هل اللاإنجابية فلسفة شيطانية والتوالد هو الخير؟

توصف اللاإنجابية في الأوساط المحافظة بأنها فلسفة شيطانية، وأن...

المساعدات الامريكية لإسرائيل ومصر منذ الحرب العالمية الثانية

منذ الحرب العالمية الثانية قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مئات...

دليل عدم وجود الله باستخدام مبدأ الحرية عند أوشو

لا تجتمع مبدأ الحرية مع وجود الله، بل أكثر...

الأزمة الإقتصادية مستمرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2018

الأزمة الإقتصادية تتمدد وسط خوف وتشاؤم شعبي

عندما أتحدث عن الرخاء الإقتصادي العالمي يستغرب الكثير من القراء مما أكتبه، بل ويمكن أن يعتقد فئة منهم أنني مجنون أو مغيب أو انني أعيش في الصين أو في ألمانيا أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية.

لكنني أميز جيدا ما بين الواقع العالمي الذي تجاوز الأزمة العالمية لسنة 2008 وتبعاتها، واقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ساء وضع العديد منها في السنوات الأخيرة.

لكن أيضا هناك فرص كبيرة لتعافي الإقتصاد وتجاوز الوضعية الراهنة بالنسبة لمختلف الدول الإقليمية، سواء النفطية أو الفلاحية أو تلك التي تجمع ما بين أكثر من مجال وتنوع من اقتصادها.

عام 2018 يبدو فرصة كبيرة للاستفادة من الرخاء الذي بدأت تظهر معالمه منذ النصف الثاني من 2017 بل وبدأ يتضح بقوة، وفي حالة لم تندلع أي أزمة مالية عالمية عاصفة، فإن الرخاء الحالي سيستمر عالميا ويجب أن ينعكس ايجابا على الجميع مع ارتفاع التجارة العالمية بما فيها الإلكترونية وكذلك تزايد فرص العمل.

الأزمة الإقتصادية غائبة عالميا في الوقت الحالي، حيث بيانات الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية تبين تعافي متنامي للإقتصاد الأمريكي، وبالذهاب إلى أوروبا نجد أيضا تحسن مختلف الاقتصادات هناك بقيادة ألمانيا، حتى فرنسا حققت النمو الإقتصادي بل إن اليونان ستعلن هذه السنة عن خروجها رسميا من أزمة الديون التي اندلعت بعد الأزمة المالية لسنة 2008.

 

  • في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأزمة تتغلب على الرخاء

كما أشرت سابقا فهناك علامات تجعلنا متفائلين بوضع الدول العربية والقوى المختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبعيدا عن تعافي البورصات العربية والمحلية بل وتسارع البورصة المصرية التي تعيش أفضل أوقاتها منذ تعويم الجنيه المصري، لا يزال الإقتصاد المصري واقتصادات الدول العربية تعاني بشكل عام.

الحالة الإقتصادية العامة في البلدان العربية بما فيها دول الخليج العربي التي تتخلى عن العمالة بالتدريج خصوصا السعودية والمتأثرة سلبا بتراجع النفط الحرب اليمنية والتوتر السياسي مع إيران والخلافات السياسية مع دول وأقطاب أخرى كلها معطيات تفرض التشاؤم وتهدد حالة التفاؤل في المنطقة.

ويعد التشاؤم السمة الأساسية للشباب في المنطقة في ظل ضعف الثقة بالحكومات ووجود أسباب لذلك، إلى جانب تراجع فرص العمل وفشل المنظومة التعليمية في الخروج بأطر وعمال يستطيعون العمل وفق تطورات السوق.

ويظهر هذا جليا في مصر والجزائر والمغرب والسودان وتونس إلى جانب موريتانيا والعراق والأردن مع لبنان مع تنامي الظاهرة في دول الخليج العربي أيضا.

بينما هناك حالة من الانهيار التام في كل من اليمن وسوريا مع ليبيا وهي الدول التي شهدت حروب سياسية وطائفية وكانت ولا تزال ساحة للقتال بين القوى العظمى.

ورغم توجه المغرب إلى الاهتمام بالإقتصاد والتوسع في محيطه الأفريقي، وإصلاحات مصر والجزائر وتونس والأردن ودول الخليج العربي لتنويع مصادر الدخل والقضاء على المشاكل الإقتصادية لا يزال التعافي هشا للغاية.

 

  • الأزمة الإقتصادية ستستمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2018

كما أشارت الجارديان البريطانية فإن الأزمة الإقتصادية بالعالم العربي مرشحة لتستمر هذه السنة وربما بصورة أسوأ من السنوات التي مضت.

بداية من مصر فرغم الإصلاحات المالية والإقتصادية التي أنقذت النظام المالي من الإفلاس إلا أن هذا البلد يعاني من الديون والأزمة الإقتصادية وتزايد الضرائب والغلاء على المواطنين.

أما في الجزائر فهناك حالة من الإنهيار الإقتصادي تتحرك الحكومة هناك لوضع حد له، ويظهر جليا في تراجع الدينار الجزائري مقابل الدولار وتراجع فرص العمل وانتشار الفقر وغلاء المعيشة.

بينما المغرب الذي نجح في تنويع اقتصاده والتحرك في أفريقيا بلغة الإقتصاد يواجه الفساد المالي الذي يهدد هذه التنمية ورغم التحركات المباشرة للعاهل المغربي محمد السادس لمعاقبة الوزراء والمسؤولين المتورطين في نهب المال العام إلا أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير.

دول الخليج العربي توجهت متأخرة نحو تنويع الاقتصادات الخاصة بها، وقد ازدادت تكلفة المعيشة في السعودية بصورة كبيرة مع اقرار الضرائب ورفع أسعار البنزين والكهرباء والماء، بينما يتم التخلص يوما بعد يوم من العمالة.

تونس شبه مشلولة اقتصاديا رغم أن الثورة هناك سلمية وتم التخلص من النظام القديم وقد ساء الوضع المعيشي مقارنة بعهد النظام القديم.

في السودان هناك أزمة خبز حادة مع قفزة أسعار الطحين إلى جانب انهيار الجنيه السوداني وتأثر هذا البلد بتراجع أسعار النفط وانتشار الفساد المالي.

في لبنان والأردن رغم أنهما يتمتعان بمستوى أمني جيد وهناك حالة من الهدوء بين الموالاة والمعارضة وتفاهم حول المزيد من النقاط إلا أن المحيط الإقتصادي في المنطقة سلبي ويؤثر على اقتصاد البلدين.

وبالنسبة للعراق فهو حاليا على أبواب الإعمار بعد حروب طويلة، والطريق نحو مسح آثار تلك الحروب لا يزال طويلا.

التوتر السياسي بين كل من قطر وشقيقاتها، وبين الخليج العربي مع إيران وأيضا خلافات هذه الأخيرة مع تركيا ونزاعات هذه الأخيرة مع الخليج العربي ومصر كلها قضايا لا تصب في صالح شعوب المنطقة، ناهيك عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتنامي.

الإنهيار الإقتصادي في ليبيا واليمن وسوريا واستمرار النزعات المسلحة وتزايد تكاليف الإعمار تعزز من استمرار الازمة الإقتصادية في هذه الدول.

وكل المعطيات السابقة تعطينا صورة قاتمة وسلبية للغاية عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالكل يعاني ولا أحد معصوم من الأزمة الإقتصادية.

 

نهاية المقال:

لا توجد دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معصومة من الأزمة الإقتصادية، الفتنة وانقسام المجتمعات وانتشار الكراهية والحروب مع الثورات والفساد المالي والظلم والإرهاب والسياسات الإقتصادية أدت إلى واقع سيء يعد استثناء ضمن الرخاء الإقتصادي العالمي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)