
تتخبط فيس بوك بين خوارزمية خلاصة الأخبار التي توحي بأنها تخلت عن الناشرين والنتائج التي تؤكد بالفعل ذلك، وبين جهودها لمحاربة الأخبار المزيفة وعرض الأخبار المحلية للمتابعين وتشجيع الناشرين الذين يركزون على المواقع الجغرافية التي يتواجدون بها.
على المدى الطويل لن يكون من صالح هذه الشركة التخلي عن الناشرين وأصحاب المواقع هكذا، وهو ما يبدو أنه تدركه جيدا.
لقد وسّع فيس بوك من علامة “الأخبار العاجلة” والتي تكون مرفقة مع عنوان الخبر في الروابط التي تنشر مباشرة على المنصة من قبل الناشرين، وهي العلامة التي تظهر باللون الأحمر وحاليا تتوفر بالإنجليزية بكلمة ‘Breaking News’.
هذه الميزة من شأنها أن تعزز مؤهلات فيس بوك الإخبارية الخاصة بين القراء، بينما هذا التطور خبر جيد للناشرين الذين يرغبون في زيادة حركة المرور الفترة المقبلة.
-
اختبار لهذه الميزة منذ فترة طويلة
قامت الشبكة الاجتماعية باختبار الميزة مع ناشرين بارزين في أمريكا الشمالية منذ عام 2017 وقدمت أكثر من 100 عنوان من جميع أنحاء العالم لوضع علامات على قصصهم “كأخبار عاجلة”، وتساعد هذه التصنيفات المستخدمين على تمييز القصص التي قد تكون أكثر إلحاحًا لهم، مع وضع علامة على كل تسمية بحد أقصى لمدة ست ساعات.
بالإضافة إلى مساعدة المستخدمين في تحديد المحتوى الأكثر أهمية لهم، شهد الناشرون الذين شملتهم الإختبارات أيضًا ارتفاعًا في نسب النقر إلى الظهور كنتيجة لهذه الميزة، في الولايات المتحدة وكندا في الفترة من 8 أغسطس إلى 19 سبتمبر، ارتفعت نسبة النقر على الروابط الإخبارية بنسبة 8٪، وزادت الإعجابات بنسبة 2٪ وارتفعت اعادة المشاركة لتلك الروابط من المتابعين بنسبة 10٪ في المتوسط.
النتائج تبدو جيدة حيث هذه الأخبار تظهر في صفحة خلاصة الأخبار للمستخدمين على التطبيقات والمتصفحات واستفاد عدد من الناشرين الكبار من هذه التجربة مثل CNN وبي بي سي والجارديان والواشنطن بوست وأسماء كبيرة أخرى لاحظت تزايدا في الزيارات من الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم.
-
دعم دورة حياة الأخبار على فيس بوك
ذهبت أليكس هاردمان، رئيسة قسم المنتجات الإخبارية في موقع “فيس بوك” بالتفصيل إلى حد كبير، حيث أوضحت أن “خلاصة الأخبار” تدرج المحتوى حسب الصلة، وليس أولا بأول كما هو الحال في تويتر الذي توجه هو الآخر إلى خلاصة أخبار تجمع بين ذات الصلة والتوقيت الزمني.
لكنها تعمل على تطوير الميزة لتعرض لهم المزيد من التحديثات حول القضايا الإخبارية التي هم مهتمين بمتابعتها.
على سبيل المثال، في حالة اندلاع أزمة مالية عالمية جديدة يفترض أن يظهر للمتابعين المهتمين بالإقتصاد الخبر من الصفحات الإقتصادية، على شكل خبر عاجل في البداية.
مع قيام تلك المواقع والصفحات بكتابة المزيد من المقالات والأخبار حول القضية ستعمل فيس بوك على عرض تلك القصص بالتتابع من أول التغطية إلى نهايتها.
تطبق الشركة هذا على الأخبار السياسية وأخبار المجتمع والإقتصاد والمال والأعمال والتقنية والطقس وتغطيات المؤتمرات والأحداث المختلفة.
يوضح الرسم البياني أعلاه كيف تدعم الشركة من خلال هذه الميزة دورة حياة الأخبار لتعمل على عرض الأخبار أولا بأول في نفس الموضوع أو القضية التي تأكد أن المتابع مهتم بها.
-
فيس بوك والرغبة في دعم التغطية الإخبارية
شملت الاختبارات الأولية في أمريكا الشمالية لهذه الميزة التي قضية التحقيق في التدخل الروسي بالإنتخابات الأمريكية إضافة إلى عملية انقاذ أطفال الكهف في تايلاند.
وقال جوي ريو، مدير المنتج في شركة فيس بوك: “عندما يرى الناس الأخبار على المنصة الإجتماعية، فإنهم يريدون التعرف بسهولة متى تم نشر الخبر وهل هو جديد وعاجل، وقد أخبرنا ناشري الأخبار أنهم يريدون المساعدة في إبراز الأخبار العاجلة على فيس بوك”.
وأضاف: “في فترة الاختبار، رأينا أن نشر الأخبار العاجلة عن السياسة والجريمة والكوارث والأعمال أفضل نحن نستخدم بيانات مثل هذه لمساعدة الناشرين على فهم كيفية استخدام العلامة لتوصيل الأشخاص بالأخبار العاجلة التي يحتاجون لرؤية معظم”.
تدعي الشبكة الاجتماعية أنها كانت لديها أيضًا تعليقات إيجابية من المستخدمين حول تصور أكثر وضوحًا لأهمية هذه القصص المختارة.
كإجراء وقائي إضافي لحماية الميزة من الإساءة، يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الروابط الإخبارية التي يشعرون أنها خاطئة كأخبار عاجلة.
من جهة أخرى ترغب فيس بوك في استثمار هذه الميزة مستقبلا وتوفيرها أيضا للمعلنين من المواقع الإخبارية والناشرين.
-
الميزة قادمة إلى العالم العربي؟
إلى الآن تستفيد أمريكا الشمالية من هذه الميزة، ومع نجاحها وتطورها ستعمل الشركة خلال الأشهر القادمة على توسيعها لتشمل كافة الناشرين حول العالم بمن فيهم الناشرين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
هذا سيعزز من مكانة فيس بوك في مساعدة المواقع الإخبارية على ايصال الأخبار والقصص إلى المتابعين والمعجبين وتسهيل متابعة الأحداث والقضايا أولا بأول.
نهاية المقال:
الإختبارات لهذه الميزة جيدة وتمكنت من زيادة الزيارات إلى المواقع الإخبارية العالمية في أمريكا الشمالية، نأمل أن يتم طرحها قريبا في العالم العربي وأن لا تستخدم في الترويج للأخبار المزيفة.