قبل 4 أشهر كان الويب العربي وحتى العالمي يتحدث عن متجر إلكتروني كبير ومذهل يدعى نون Noon سيتم إطلاقه بداية 2017 وهذا ابتداء من يناير والذي أعلن عنه رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية بالتعاون مع صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية.
والآن نحن في أواخر مارس ولم يتم إطلاق الموقع الإلكتروني ولا يزال متجر نون Noon حبرا على ورق، هذا في وقت تعج فيه الشبكات الإجتماعية بالخبر المزيف والغير الرسمي ونتحدث عن كذبة استحواذ أمازون على سوق دوت كوم التي تطرقنا إليها سابقا بالأدلة والبراهين!
الآن تتضح الصورة أكثر وتبدو القصة مختلفة عن ما يروج له الناس بجهالة، خلال الساعات الماضية نشرت bloomberg تقريرا أكدت فيه أن شركة إعمار العقارية دخلت على خط مفاوضات أمازون وسوق دوت كوم وعرضت على هذا الأخير 800 مليون دولار أي قيمة أكبر مما عرضته الشركة الأمريكية والذي يتراوح ما بين 650 مليون دولار و 750 مليون دولار.
الآن صفقة أمازون في خطر حقيقي، ويمكن لعملاق العقارات الإماراتية أن تستحوذ عليها في صفقة أفضل من حيث القيمة خصوصا وأن سوق دوت كوم تساوي مليار دولار ومؤكد أنها خسرت قيمتها السوقية بسبب تراجع المبيعات ومشاكل عديدة أخرى.
-
تأخر إطلاق متجر نون Noon يفتح الباب لإلغاء المشروع
لسنا على إطلاع بالسبب الذي أدى إلى كل هذا التأخير في إطلاق متجر نون Noon، لكن أن تحدد الشركة بداية يناير تاريخا لإنطلاقها ومن ثم تتوقف كل أخبارها ولا تنشر أي شيء على صفحتها الرسمية على فيس بوك وكذلك تويتر يفتح الباب لاحتمال أن يكون المشروع قد ألغي لسبب من الأسباب.
والآن هذا العرض الذي قدمته شركة إعمار العقارية لسوق دوت كوم يزيد فعلا من احتمال حدوث ذلك، فالشركة لن تنفق 800 مليون دولار في الاستحواذ على سوق دوت كوم إذا كان مشروع نون Noon سيتم إطلاقه فعلا وهو الذي يقدر قيمته من البداية بأكثر من مليار دولار على الأقل.
عدم إطلاق المشروع الموعود وقيام نفس الأطراف الذين يعملون عليه بالتفاوض لشراء منافسه الجاهز، يرفع في نظري من احتمال إلغاءه، وهذا ما أرجحه في حالة نجحت إعمار العقارية بالإستحواذ على سوق دوت كوم حيث سيكون من السهل بالنسبة لها أن تطور متجرا كبيرا وتضاعف من قيمته عوض العمل من الصفر على مشروع يواجه تحديات ضخمة.
-
أمازون قد لا تستحوذ على سوق دوت كوم
بشكل منطقي إن كان خبر الإستحواذ على سوق دوت كوم صحيحا ما كنا لنرى هذه التقارير تأتي من bloomberg ومواقع إلكترونية أجنبية وحتى عربية.
كما أنه من المفترض إضافة رابط سوق دوت كوم إلى قائمة خدمات ومتاجر ومشاريع أمازون الذي يظهر أسفل نسخة الويب من موقعها الإلكتروني وأن يؤكد الطرفان الصفقة للإعلام والمتابعين.
ومع استمرار المفاوضات فإن تلقي سوق دوت كوم عرضا أكبر يهدد إمكانية أمازون النجاح في استكمالها، ولفعل ذلك عليها أن تعرض أكثر من 800 مليون دولار، وبالتالي حتى قيمة الصفقة المتداولة إلى الآن غير نهائية يا سادة.
-
في النهاية كل شيء ممكن
يمكن بعد أيام أن نسمع استحواذ أمازون عليها بقيمة مغايرة أو بنفس القيمة مع ضمانات بتحقيق نجاح كبير معها وتجاهل عرض شركة إعمار العقارية، ويمكن أن نسمع قيام هذه الأخيرة بالإستحواذ عليه مع إلغاء متجر نون الذي تأخر أكثر من 3 أشهر على موعد إطلاقه، أو تركه كمشروع مشترك مع صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية … كل شيء ممكن والحقيقة التي يجب أن تقتنع بها بعيدا عن الأخبار المزيفة التي يتم الترويج لها أن القضية لم تنتهي بعد، لذا تابعنا ولا تنسى مشاركة هذا المقال ليعلم الجميع بأن القصة مستمرة ولا شيء محسوم.